إتفاق جوبا: هل هو اتفاق سلام أم مشروع لدولة حميدتي ؟؟
بشرى أحمد علي
7 March, 2022
7 March, 2022
روسيا الدولة القوية عندما ارادت غزو اوكرانيا حشدت الجنود والطائرات ، ودفعت الثمن الغزو والذي تعثر بسبب طول خطوط الإمداد والإستهانة بقدرات الاوكرانيين ..
والعاصمة الوحيدة في العالم والتي سقطت بلا قتال هي الخرطوم ، كان الحركات المسلحة تعيش أيامها الأخيرة عندما إشتعلت الثورة في ديسمبر 2018 ، فرحل قادتها الكبار إلى اوروبا ، والقيادات الوسيطة توزعت بين جوبا والعواصم الأفريقية ، أما الجنود فقد ذهب أغلبهم للمشاركة في الحرب الليبية ، وكانت سجون الإنقاذ تكتظ بجنود الحركات المأسورين ..
وربما يسأل سائل ..كيف تمكنت هذه الحركات من حكم السودان الآن وانت تصف حالها بهذا الشكل ؟؟
وبالفعل هذا سؤال يستحق الإجابة ، وقد كان هذا خطأ الذين شاركوا في حكومة حمدوك وبالذات محمد حسن التعايشي ، لم إتفاقية جوبا هي إتفاقية سلام ، لأن من يحتل عاصمة بلد ويتولى الوزارات عليه أن ينتصر في الحرب ولا يتخبئ خلف بنود فضفاضة ، كانت إتفاقية جوبا هي أكبر خديعة في تاريخ المفاوضات في السودان ..
والآن إذا طلبت من جبريل إبراهيم الإستقالة بسبب فشله في إدارة إقتصاد البلاد سوف يرد عليك : أن هذا المنصب ليس منحة ، بل حزت عليه بسبب إتفاق جوبا ، وان كنت تريدني أن اعود للحرب فعليك إقالتي .
وكذلك مبارك أردول إذا تطلبت منه التنحي بسبب الفساد ، أو حتى طلبت منه المثول أمام النيابة ، سوف يرد عليك : هذا غير منصوص عليه في إتفاقية جوبا ..
هذه هي الإتفاقية المعيبة التي تسببت في تدهور الوضع الأمني في دارفور ، ثم زحف البلاء حتى وصل مدن السودان الأخري ، فأفقنا على حوادث السلب والنهب وحصانات من المساءلة بسبب إتفاقية جوبا .
هذه الإتفاقية إستخدمها العسكر لتمزيق الوثيقة الدستورية ، وهم يعتبرونها دستورهم في قيادة الفترة الحالية . والحركات المسلحة هي التي تدير الدولة السودانية وتضع الخطط الإقتصادية وتمارس سلطة الأمر الواقع من دون أن يكون لها تمثيل شعبي حتى في المناطق التي أتت منها ، وفي إتجاه متوازي يقبض حميدتي بتلاليب البلاد ويمد أذرعه للخارج و يعقد الصفقات العسكرية بمعزل عن الجميع ، فهو قد عقد إتفاق سلام مع قادة هذه الحركات وأشتراها بالمناصب حتى يتفرغ لبناء مشروعه السياسي لحكم السودان ، وهو مشروع قائم على تفكيك الدولة السودانية والرجوع لنظام إدارة القبائل والذي كان متعارفاً عليه قبل حكومة العهد التركي المصري ، وما يحدث في شرق السودان من ترسيم للحدود وصناعة دويلات تحكمها القبائل يعتبر من ثمار فرق تسد التي ينتهجها حميدتي .
ونهاية ما أود قوله أن البلاد لن تذهب نحو السلام في وجود هذا الإتفاق المخزي والذي كان بمثابة : منح من لا يملك ما لا يستحق .
والعاصمة الوحيدة في العالم والتي سقطت بلا قتال هي الخرطوم ، كان الحركات المسلحة تعيش أيامها الأخيرة عندما إشتعلت الثورة في ديسمبر 2018 ، فرحل قادتها الكبار إلى اوروبا ، والقيادات الوسيطة توزعت بين جوبا والعواصم الأفريقية ، أما الجنود فقد ذهب أغلبهم للمشاركة في الحرب الليبية ، وكانت سجون الإنقاذ تكتظ بجنود الحركات المأسورين ..
وربما يسأل سائل ..كيف تمكنت هذه الحركات من حكم السودان الآن وانت تصف حالها بهذا الشكل ؟؟
وبالفعل هذا سؤال يستحق الإجابة ، وقد كان هذا خطأ الذين شاركوا في حكومة حمدوك وبالذات محمد حسن التعايشي ، لم إتفاقية جوبا هي إتفاقية سلام ، لأن من يحتل عاصمة بلد ويتولى الوزارات عليه أن ينتصر في الحرب ولا يتخبئ خلف بنود فضفاضة ، كانت إتفاقية جوبا هي أكبر خديعة في تاريخ المفاوضات في السودان ..
والآن إذا طلبت من جبريل إبراهيم الإستقالة بسبب فشله في إدارة إقتصاد البلاد سوف يرد عليك : أن هذا المنصب ليس منحة ، بل حزت عليه بسبب إتفاق جوبا ، وان كنت تريدني أن اعود للحرب فعليك إقالتي .
وكذلك مبارك أردول إذا تطلبت منه التنحي بسبب الفساد ، أو حتى طلبت منه المثول أمام النيابة ، سوف يرد عليك : هذا غير منصوص عليه في إتفاقية جوبا ..
هذه هي الإتفاقية المعيبة التي تسببت في تدهور الوضع الأمني في دارفور ، ثم زحف البلاء حتى وصل مدن السودان الأخري ، فأفقنا على حوادث السلب والنهب وحصانات من المساءلة بسبب إتفاقية جوبا .
هذه الإتفاقية إستخدمها العسكر لتمزيق الوثيقة الدستورية ، وهم يعتبرونها دستورهم في قيادة الفترة الحالية . والحركات المسلحة هي التي تدير الدولة السودانية وتضع الخطط الإقتصادية وتمارس سلطة الأمر الواقع من دون أن يكون لها تمثيل شعبي حتى في المناطق التي أتت منها ، وفي إتجاه متوازي يقبض حميدتي بتلاليب البلاد ويمد أذرعه للخارج و يعقد الصفقات العسكرية بمعزل عن الجميع ، فهو قد عقد إتفاق سلام مع قادة هذه الحركات وأشتراها بالمناصب حتى يتفرغ لبناء مشروعه السياسي لحكم السودان ، وهو مشروع قائم على تفكيك الدولة السودانية والرجوع لنظام إدارة القبائل والذي كان متعارفاً عليه قبل حكومة العهد التركي المصري ، وما يحدث في شرق السودان من ترسيم للحدود وصناعة دويلات تحكمها القبائل يعتبر من ثمار فرق تسد التي ينتهجها حميدتي .
ونهاية ما أود قوله أن البلاد لن تذهب نحو السلام في وجود هذا الإتفاق المخزي والذي كان بمثابة : منح من لا يملك ما لا يستحق .