إستشكال (مشروعهم)

 


 

مؤيد شريف
5 June, 2009

 

 

مؤيد شريف

  

sharifmuayad@gmail.com

  

يسودُ إستشكال واضح والتباس مفهومي ومنهجي عند محاولة الالمام (فكرا) وممارسة بما تسمى بـ (الحركة الاسلامية السودانية) ، ومبعثُ الاستشكال لا يُعاد أو يُحد بالتشظي الذي ضرب صفوف الاسلامويين بتكالبهم وتنازعهم علي السلطة ومواقع النفوذ الاقتصادي والسياسي ، فقد كان ولايزال الانقسام ، وخروج بعضهم علي بعضهم ، وفجورهم في التشفي والتخاصم ، سمة عامة وشائعة ومتصفٌ بها تنظيمهم ، وفرزهم (الشعبي) و (الوطني) سبقته انشقاقات كثيرة وعديدة ، إلا أنه جاء شديد الوطأة عليهم ، جالبا للخراب علي الوطن ؛ فعناصر السلطة والمال والنفوذ ميزته ووشمته وأقامته وأقعدته ، وعناصر القبلية والجهوية والعرقية ، والتي طالما كانت عندهم تجارة لا تبور ولا تكسد ، عادت لتُلهب جمر انشقاقهم ، وتوسع من شروخ نسيج مجتمعاتنا .

 

وأساسُ مبعث الإستشكال المفهومي والمنهجي للتسمية المدعاة والمسلك المتبع يكمن في الدرجة العالية من العفوية والشخصانية التي يُطبع بها (مشروعهم) علي الدوام ، فلا نكاد نلحظ له (ثابتا)! أو رسوخ عند موقف . وضآلة حجم ونوع المتداول بينهم من (منهج) يزنُ خطهم وخطاهم ، ويوجه وجهتهم ، ويحدُ من صرير احتكاك بعضهم ببعض ، دائما ما يستعاض عنه بالشيخ الآمر وصاحب الهالة المبجل . وطبيعا ، وفي ظل أجواء من الفردانية العفوية ، أن يكون للشيخ خاصته ، وطبيعا أن يتزاحمون لولوج مجال دائرة الجذب عند مركزها ، وكل الأمر وكنهه : أن فيهم من لم يرقه التنكب والمدافعة وزحامهما ، فشاد لنفسه دائرة ، ووقع المحظور وإنكسرت الجرة ، علي رؤوسنا ، لا رؤوسهم !.

 

لا أفهم أن أُختبل بحديثٍ عن (حركة من صلب المجتمع وذات صلة عضوية به) كما يقولون بافواههم ، في وقت يحجبون فيه (عصفهم الذهني) عن ذات المجتمع المغلوب علي أمره والسائرون باسمه وما خبروا عنه شيئا . وإفشاءُ (السر) عندهم دونه جزُ الرقاب (!) ، وحذرهم هذا إنما يعزز الظن في غربتهم وتغربهم عن واقع مجتمعهم وأصل المعتقد الحنيف (المؤمنُ أمره كله علن) ، وهل يقع (المحظور) إلا في العتمة وفي كنف الظلام ؟ وما ينبتُ (الخير) إلا في النور.

 

وتغربهم هذا لا تخطأه العين المجردة : فشرائح ضحاياهم من المُفقرين إبتداءً باساتذة الجامعات وصولا لستات الشاي من خارج أهل (قبلتهم) يظلون أهدافا مشروعة ، تُضرب في عيشها ومعاشها .

 

والمجتمع عندهم مجتمعُ عرفٍ (متمرد) علي منظورهم لشريعتهم للالتزام الاجتماعي كما يتهيأوها ، وفي سوقهِ لطريق (الجادة) أمرٌ رباني ، يسيلون في سبيله دمائنا ، لا دمائهم ، أو كل الدماء إن لزم الأمر...

 

إنه ، وفي كلمات ، توهم ٌ لـ (مشروع) يحملُ (هلاكاً) ، وخطره في أنهم يروا (فيه) (إصلاحا) ؛؛ والمجتمعُ لا يُصلحه من يستلَ سيفُ السياسة ويُطيحُ به علي الوجوه ، إنما يملكُ إصلاحه من خبرَ وعركَ دقائقه وغاص في قاعه بظلامه وإشعاعه من دون تأفف ، وعرف معنى الأناة والصبر والسعي الجميل بالنصحِ ، لا بالشطح والقفز وحرق المراحل ، وعملاً بالفطنة عند قاعدة الهرم الواسعة (المجتمع) ، لا هوجاً واهتياجاً عند رأسه الحاد (السلطة) . وأناتنا لا تسمع ، وليس فيهم صمم ، إنما الدعة تُسكر......

  أجراس الحرية

 

آراء