إعلان المبادئ في جوبا …. ما اشبه الليلة بالبارحة
تم بالأمس القريب التوقيع علي إعلان المباديء بين الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي ، والسيد عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال في العاصمة الجنوب سودانية ( جوبا ) وبتشريف السيد الرئيس سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان وبحضور ومشاركة مدير صندوق الغذاء العالمي فرع السودان.
وقد كانت أهم سمات هذا الإعلان هي مسألة الهوية الدينية حيث إتضح ذلك في مسألة عدم ترجيح عقيدة دينية علي باقي العقائد التي يعتنقها الشعب السوداني منذ القدم وقد حسم الإعلان الموقع عليه مسألة نظام الحكم وقد اشار إلي أنه ( يجب ألا تغلب ديانة معينة علي باقي الديانات ) في إشارة إلي عدم تطبيق العقوبات الشرعية الإسلامية علي الشعب السوداني المتعدد الثقافات والأعراق والديانات .
وهنا فإن التيارات التي تنتمي إلي حركات الاسلام السياسي ترفض هذا الأعلان وتتمسك بغلبة الدين الإسلامي علي باقي الديانات ، وهي نفس الشعارات التي ظلت ترفعها منذ ستين عام خلت ، ما أدي بها الي قلب نظام الحكم المدني الديمقراطي في 30 يونيو 1989م وما تلاها من إخفاق في عدم تطبيق مباديء الشريعة السمحاء والمبرأة من كل عيب ، فتحول نظام الحكم إلي ممارسات هوجاء كانت قاسية علي البلاد والعباد ، فمورست أبشع أنظمة الحكم بإسم الشريعة الإسلامية إبعادا من الخدمة وقتل بشع للأنفس وإبادة بشعة للشعب السوداني في عدة مناطق قادت الفاعلين إلي محكمة الجنايات في لاهاي .
وعندما قلنا ما أشبه الليلة بالبارحة فإننا نقصد بها إجهاض مبادرة السلام السودانية الموقعة بين الحزب الإتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية لتحرير السودان بالعاصمة الاثيوبية إديس ابابا في 30 نوفمبر 1988م والتي عرفت تحت عنوان ( الميرغني- قرنق ) والتي أتفق حزب الامة والجبهة الاسلامية علي خنقها مع سبق الاصرار والترصد وما رافق ذلك من موت وإهلاك للانفس والثمرات ، وأنتهي الأمر بفصل الجنوب عن السودان الكبير ، علما بأن تلك المبادرة لم تشمل بنودها علي فصل السودان من بعضه بل كانت تؤكد علي سودان موحد . والآن ترتفع ذات الاصوات عبر الوسايط لتعيدنا الي المربع القديم.
فهل تنجح نفس سيناريوهات ٣٠ يونيو ١٩٨٩م ؟
bashco1950@gmail.com