إغتيال الأمل فى ايام السلام … بقلم: سعيد عبدالله سعيد شاهين
3 January, 2010
waladasia@hotmail.com
كـنـــــدا تـورنتو
فى السيكلوجيه السودانيه (الإجتماعيه) مترسخ مفهوم الغضب الإنسانى فى المجال الإجتماعى السودانى عند (المواجبات) فى الفرح او الكره فانك لا تتفاجأ عندما تقول لأحدهم أو إحداهن نمشى نواجب فلان فى امر حدث له فتكون الإجابه الرفض بحجة انه لم يواجبه فى ما حدث له فى عزيز لديه !
هذه الأيام والعالم كله يحتفل بأعياد السلام والعام الجديد بأمل جديد ، والسودان يضيف اليها عيد الإستقلال وذكرى اتفاق نيفاشا ، كل هذا تزامن مع أكبر تظاهره (لكل) مستقبل السودان ، الآف الطلاب فى دورتهم المدرسيه من شتى بقاع السودان تحتضنهم بؤرة صداع السودان والعالم ، دارفور بالفاشر ، رغم كل ما تتناوله وسائط الإعلام يوميا عن دارفور إلتأم جمعهم تاركين أسرهم يعدون الثوانى مصحوبه بدعوات ذويهم بسلامة العوده إلا أن الجميع تفاجأ بحميمية الإستقبال ، والذى إنعكس راحة وإطمئنانا غلى وجوه الطلاب ، وتعليقاتهم البليغه ، والتى أعتبرها فأل خير بأن السودان موعود بخير كثير وأن مستقبله لا خوف عليه. كثير من الأسئله والحوارات ستدور فى مخيلتهم وهم فى أرض الواقع ، كثير من القناعات ستترسخ وتطرح إفرازاتها مستقبلا ، العلائق والوشائج الإنسانيه المكتسبه بينهم ستسهل أعمالهم مستقبلا كل فى مجاله .
ورغم الجو السياسى المشحون ورهق معارك القوانين المجازه مؤخرا ، وسحابات الإنتخابات القادمه ، رغم كل هذا نجد أن قوى المعارضه لم تستثمر هذا الحشد ، ولو من المنظور النفسى والإجتماعى وسطهم ، ولا أعنى العمل السياسى البحت بل العمل لترسيخ معانى الوحده الوطنيه وإشاعة روح الثقه والأمل فى أصحاب المستقبل ، وكانت أولى خيبات الأمل من الغياب المتعمد لطلاب الجنوب من هذه الفعاليات ، وكأنها أولى بشائر قانون الإستفتاء المجاز أخيرا !؟ لأن هذا سيطرح سؤالا ملحا وسط هذه الفعاليات أين زملائنا من جنوب السودان ؟ لماذا غابوا؟ حقيقه من قرر ذلك ومن وافقه بالتنفيذ العملى أعطى بيان عملى ببدء تنفيذ إجراءات الإنفصال والذى بدأ بالمناهج الدراسيه ، كم كان رائع حديث ذلك الطالب الجنوبى الذى اتى ممثلا للولاية الشماليه ، وقطعا لن يدعى الأخ ياسر عرمان رئيس القطاع الشمالى أن هذا نتاج عمل قطاعه!!
كم كان يكون رائعا حضور طلاب الجنوب على الأقل لإعطاء زملائهم المهمشين جرعة أمل نحو سودان جديد واعد ، بل حتى لو قرر آبائهم الإنفصال ربما يتواعدون لإصلاح هذا الخطأ كما فعل الألمان تجاه سور برلين ؟ كم كان يكون رائعا لو أحضروهم بخطة إقامة معسكرات عمل طوعيه فى بناء بعض ما دمرته الحرب ، وخلق رأى عام ضاغط للقوى المتحاربه لوقف هذا العبث الذى نهايته غنائم زائله؟ حتى إفتتاح فعاليات الدوره شهد غيابا مخجلا خاصة من قطاع الشمال بإعتبار أن الفعاليات فى منطقة نفوذه السياسى ، أما حزب الأمه وهذه معقل عمله السياسى ومركز ثقله ، و(إمامهم) ينادى أهل دارفور للإنضمام له ، كم كان يكون رائعا لو حرك قواعده للمشاركة الإجتماعيه فى الضيافه والإستقبال وخلق نوع من التواصل والتعارف ، والتحريض على إقامة معسكرات عمل طوعيه وزيارة اماكن النازحين ،، بل حتى الجهات الحكوميه الولائيه او المركزيه لم تضع مسألة الإستفاده من هذه الطاقات فى عمل تطوعى لبناء مدرسه او مركز صحى او حتى تشييد مساكن للعوده الطوعيه ،بل حتى تحرضهم بأن يحضر كل واحد منهم كراسه أو قلم أو حتى استيكه لإخوانهم طلاب دارفور حتى يشعروا بانهم ادوا جزء من واجبهم الوطنى . على كل الدوره أوصلت رساله هامه نرجو ان يستفاد منها فى جولة المفاوضات القادمه ، اما لقوى المعارضه عامة وللحركة الشعبيه خاصة اقول لهم راجعوا الفقرة الأولى من هذا الموضوع ، خشية من الفاقد المتوقع (للمواجبات) فى صفوفكم مستقبلا لأن هذا لا يحتاج لغسيل مخ وكما قالت إحدى الطالبات الشاف ما ذى السمع وافهموها من (كل) المستقبل يا ناس العمركم الإفتراضى انتهى والقادم اقوى والجديد شديد لأنه ببساطه شديده هو جيل المعاناه وضحية العبث السياسى .
اتمنى حتى تعطوا (كل) المستقبل بارقة أمل أن يلتئم شمل كل قادة السودان حكومه وحركه شعبيه ومعارضه وحركات مسلحه ، لتعطوهم شحنة من الثقة فيهم ليتعلموا منكم أن الوطن فوق كل الجراحات والصراعات والتى يجب ان يعود خيرها للسودان امن وامان وليس حربا وإقتتال . افعلوها حتى لا تفقدوا رصيد المواجبات مستقبلا