إفطار ياسر العطا .. “أكلوا منه إلا قليل منهم”

 


 

 

كثيراً ما نقرأ السياسة لعبة قذرة ونردد هذه العبارة بدون فهم حتى نلقي اللوم على العملية دون الأشخاص ، يمكن للسياسة أن تكون لعبة نظيفة وتخضع لقواعد وأصول ..
والكثير من الناس إستعجبوا من أن السودان دخل دبلوماسية الإفطارات الرمضانية لحل أزمات البلد ، وبذلك يكونوا قد تركوا القاعات والفنادق والغرف السرية لعقد الصفقات ، ويرى البعض أن السبب في ذلك أن روحانيات هذا الشهر سوف تسري في عروق السياسيين ، وما كانوا يرفضونه في إحدى عشر شهراً يمكن أن يقبلونه في هذا الشهر الكريم ..
لكن ملاحظتي لهذه الظاهرة أن من يحضرون هذه الإفطارات أغلبهم قد تجاوز السبعين ، وربما لظروفهم الصحية ليسوا بصائمين ، وبالنسبة لشهر رمضان فهو مجرد شهر لا يزيد أو ينقص من مواقفهم شيئاً ، لكن ربما يكون غياب الرسميات قد أحال جبل الجليد وثبر العديد من الأغوار ، لكن الذي يجب أن يقال أنه إفطار نخب معروفة وهي لا تمثل الثورة أو الشباب ..
وربما تكون رموز حزب الأمة هي الحاضر الأكبر لهذه الموائد المسمومة ، ويجب أن لا يجزع الثوار من ذلك ، فحزب الأمة لا تفصله مسافة بعيدة عن الإنقلابيين ، فحتى في زمن الإمام إرتأى المشاركة المحدودة ، ولا يؤمن حزب الأمة بالشعارات الثورية والتغيير الجذري ، لذلك لم تطال عاصفة الإنقلابيين رموز الحزب سواء على مستوى الرموز أو المنضمين للخدمة المدنية ..
وتسربت أنباء عن مشاركة العهم صديق يوسف ذلك في ذلك الإفطار وهو يمثل الحزب الشيوعي ، وقد ساءني من قبل أنه هرع لتهنئة مجرم الحرب موسى هلال عندما خرج من السجن ، ولذلك يمكن القوم أن العم صديق يوسف هو يمثل حزب تقدمي ولكنه يرتدي جلباب الإدارة الأهلية عندما نراه مع أمثال موسى هلال والناظر ترك ..
فنحن أمام إمتحان عسير ، والان الله ابتلانا بنهر ، فكل النخب القديمة والماضية قررت الترجل والشرب منه ، لكن الشباب الثوري اختار المنزلة والتمسك باللاءات الثلاثة إحتراماً لأرواح الشهداء وقيم العدالة.

 

آراء