إلى عبد الرحمن وبشرى الصادق
لقد تحيرت ووقف حمار شيخي في العقبة ولم أفهم الحاصل بالضبط في أسرتكم الكريمة! جاءتنا الأخبار أن مريم الصادق قد أُلقى القبض عليها حال رجوعها من الخارج بعد أن شاركت كمستمعة في إعلان باريس. لولا معرفتي الشخصية بكم كأسرة منذ نعومة أظفاري التي هي بالطبع قبل نعومة أظفاركم لما كتبت هذه الكلمات. لأنني أعرف لمن أكتب ومع من أتحدث ارسلت لكم هذه الرسالة. مالم أقدر على تفسيره هو كيف تسمحون لحكومة أنتم جزء منها أن تلقي القبض على شقيقتكم دون ذنب أو جريرة سوى حضورها لاجتماع لم تكن هي الرأس فيه؟
نعم هي نائب رئيس حزب الأمة المعارض للنظام ولكن هل سجن النظام كل منسوبي حزب الامة داخل السودان حتى ينتظر القادمين من الخارج ليقبض عليهم وعلى رأسهم السيدة مريم الصادق؟ إقتنعنا أنكما تركتما حزب الأمة وهذا خياركم إخترتموه بكل ديمقراطية وبعد أن عرفتم أين يجب أن تكونا ولكن لا أظن لهذا القرار علاقة بأنكم جزء من أسرة الإمام الصادق. فلو إنضممتم لحزب العمال البريطاني فهذا لا ينفي ولا يقطع علاقة الدم بينكم وبين أبناء الحبيب الإمام، فالدم عمره لا يصير ماءً. لو كنتما محتاجين للوظيفة من أجل كسب العيش لما عارضت إنضمامكما للحكومة ولكن أعرف أن عينكم ملانة والحمد لله. ولكن المثل يقول: (كل زولا على طلبا). ويبدو أن طلبكم هو مسايرة الانقاذ ومشايعتها لأمر تعرفونه ولا ندركه نحن عامة الشعب الأنصاري.
الأخ عبد الرحمن أكرر لك للمرة الثانية أن الفرصة ما زالت امامك فاهتبلها حتى لا تضيع. الحظ لا يطرق الباب مرتين. جاءت الفرصة مقشرة عندما سُجِن والدك ولكن ضيعت الكرة المعكوسة داخل خط ستة.. قلنا زحمة اللاعبين حالت دونك وتسجيل هدف البطولة. ولكن عاد الحكم الجاهل بقوانين اللعبة ومنحك ضربة جزاء وقنطرها لك زملاءك فنرجو أن تحرز الهدف حتى نفرح معك ولك .. وتقد عين الشيطان بمخرز الرجالة والرجولة يا من حارب جدك الترك بسيف العشر. نرجو ألا تقع و(تهندس) البنلتي ولن تأتيك الفرصة الثالثة لأن الزمن الرسمي والإضافي لللعبة سينتهي وبذلك تفقد الفرصة لتكون بطل تاريخي في نظر بقية الشعب السوداني الفضل.
ما عليك إلا أن تذهب غداً وليس بعد غدِ لمكتب الرئيس عمر البشير ورسالة تقديم استقالتك في جيبك. تجلس أمامه وتضعه بين خيارين لا ثالث لهما: إما إطلاق مريم الصادق الآن أو هذه استقالتي. وتُفهمه بالواضح أنك لن تعود لمكتبك إلا إذا دخلت عليك الدكتورة مريم الصادق منزلك وهي حرة طليقة، والخيار الثالث الذي عليك طرحه للرئيس هو أن يلقي عليك القبض معها لتكونا في مكان واحد وهو أكرم لك مما أنت فيه. شقيقتك في الحبس ووالدك لن يعود للسودان إلا إذا تحققت معجزة وإلا فسيكون مصيره السجن وقد جربوا سجنه ولم تحرك أنت ساكناً ولا شقيقك بشرى الذي هو ضابط أمن في نظام يكرهه كل الشعب!
إذا فشلت أن تخلق لنفسك موقف بطولي رجولي يتذكره لك الناس يوم تتمايز الصفوف فلن تجد من يستمع لك ذات يوم وأنت تبرر إنضمامك لنظام الإنقاذ. والآن لن يرجو منك سوداني أو أنصاري على وجه الخصوص خيراً، لأنك فشلت في إطلاق سراح والدك بما لديك من سلطة وفشلت ثانية في إطلاق سراح أختك أو حمايتها من من هم أقل منك مرتبة في النظام.. والعرب قالت: (الما كسى أمه ما بكسي خالتو). فإن عجزت عن مساعدة والدك وشقيقتك فلا أظن أن هنالك من يتوقع منك خيراً وسيرمون طوبتك ولن يجدي الندم والتبرير الغير مقنع ذات يوم. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها
http://www.youtube.com/user/KabbashiSudan
kelsafi@hotmail.com