إلى متى سيربط المكون العسكري مصيره بتطلعات الشعب المشروعة

 


 

 

المشاورات التي يجريها السيد زعيم الإنقلاب بحثا عن رئيس وزراء، تؤكد تمسكه بالإنقلاب وبالمحاولات اليائسة لإجهاض  الثورة، لذلك فإن أي إستجابة منفردة تؤثر سلبا على وحدة الصف الوطني كأساس لازم لهزيمة الإنقلاب.

قيام بعض الجهات بمبادرات للحل لا شك عمل إيجابي، لكنه سيفقد هذه الصفة إذا قامت كل جهة بتقديم مبادرتها للمكون العسكري، لا بد من جسم مشترك يتولى مهمة جمع ودمج وصياغة كل المبادرات في مبادرة واحدة يلتزم بها الجميع.

ما يساعد على وحدة الصف أنه لا إختلاف حول ضرورة هزيمة الإنقلاب وتحقيق التحول الديمقراطي، بما يحتم العمل المشترك وأن لا يسعى أي كيان لخلق أمجاد خاصة، وأن ينحني الجميع أمام تضحيات الشباب فما يقومون به يفوق كل التصورات.

في المقابل يلاحظ أن ترتيبات الانقلابيين لا تتجاوز التحدي المشوب بضيق الأفق والصدر، وتصرفات تثير الشفقة والسخرية مثل قفل الكباري بالحاويات والسلك الشائك.

أما القتل والعنف المفرط فنتيجته المزيد من الإصرار على الهدف وتعميق الحاجز النفسي بين الشعب والقوات النظامية، أما  الخوف من الموت فمحطة تم تجاوزها منذ ٢٠١٣، وهناك حالات تكشف الي أي مدى تعمقت الثورة في النفوس، فجداول التظاهرات يعقبها تنافس داخل الأسر حول أولوية الخروج ونيل الشهادة، فوضعت جداول بموجبها يخرج أحدهم في موكب ويبقى الآخر مع والده المريض في انتظار دوره للموكب التالي، لهذا فإن وقف التظاهرات لن يكون إلا بالانصياع لأسبابها المشروعة المحسومة، المتمثلة في تحقيق شعارات ثورة لن تستطيع قوة أن تقف في  طريقها.

لذلك فإن السادة البرهان ورفاقه في حاجة للإبتعاد عمن يؤيدون الثورة بإسم قوى الوفاق الوطني، وفي ذات الوقت يعرضون أنفسهم كحاضنة للإنقلاب، بما يعني انه لا تصور لهم غير أشباع تطلعاتهم للمناصب .

السادة البرهان ورفاقه في حاجة للإبتعاد عمن يحلمون بالعودة فيرون الحل في الانتخابات ليخوضوها بأموال الشعب المنهوبة وقبل أن يمحو أوزارهم.

السادة البرهان ورفاقه في حاجة لسماع من يقول لهم كم مهيناََ ومشيناََ في حقكم أن تستعينوا بالخارج لنصرتكم في مواجهة شعبكم، مقابل نهب واستباحة موارد وطنكم.

السادة البرهان ورفاقه في حاجة لسماع من يقول لهم إتقوا الله في أنفسكم والوطن وأهله وكفوا عن قتل النفس التي حرم الله، فليس أمامكم إلا الدخول في مفاوضات تؤدي لتحقيق مطلوبات الثورة.

السادة البرهان ورفاقه في حاجة ماسة ليدركوا أن تحقيق ذلك يحتاج لسعة الصدر والأفق، وألا ينظروا للأمر في إطار التحدي، أو يربطوا مصير البلد وأهله بمصيرهم ،،، وليعلموا أن إرادة الشعب حتماََ هي الغالبة.

 

آراء