إمتي تفهم … مش بحبك … إمتي إمتي تفهم ؟
د. فراج الشيخ الفزاري
27 June, 2022
27 June, 2022
=========
من الرسومات الكاريكاتيرية الذكية الخالدة في ذاكرة القارئ السوداني، كاريكاتير للفنان السوداني عزالدين عثمان، أيام حكومة الاتقاذ عن أزمة الرغيف..وفيه يظهر صاحب مخبز وهو يسحب أحد المواطنين من داخل الفرن علي خشبة العجين..ويقول له: خلاص..صدقت ما في رغيف؟ مما يدل علي عناد الشخصية السودانية وعدم اقتناعها( بأخوي وأخوك) إلا بتلك الطريقة الخطرة.
وهذا ،هو ،حالنا مع السلطة الحاكمة منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي..فقد خرجت عشرات الملايين في مظاهراتها الهادرة حتي ضاقت بها الطرق والساحات في العاصمة والاقاليم، ولازالت المواكب تتري والحشود تتنادي ، والأصوات تتعالي رفضا لنظام الحكم...ورغم كل ذلك( أضان الحامل طرشة)!!
ورغم كل هذه المكابرة...فالكل يعلم بأن النهاية قد قربت ولاحت بشائر النصر ..ولكن السلطة تتوهم غير ذلك وأن العاصفة سوف تمر بسلام...
وللأسف ..تلك هي أحد سمات الشخصية السودانية...المكابرة وعدم الاقتناع ...والتردد في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ...فقد تأخرنا كثيرا في اتخاذ قرار انفصال الجنوب رغم ان الرؤية كانت واضحة منذ فجرالاستقرارفي الحكم الفيدرالي لكل اقاليم السودان...وبعد حروب كثيرة وقتلي وجرحي ومفقودين ...جاء القرار الكارثي بالانفصال.
وتتكرر المواقف وتتعدد مع كل الحكومات الشمولية والعسكرية...فتكابر السلطة الحاكمة وتتمسك بها ..وبعد التدمير والقتل والتشريد وتدهور حال البلاد والعباد..ترضخ السلطة الحاكمة لواقع الحال وتخرج من المشهد السياسي وهو امر كان يمكن أن يكون منذ وقت بعيد دون حدوث تلك المآسي والتضحية.
وتأبي الشخصية السودانية إلا تكرار سلوكها السالب العجيب..فمنذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة والشارع يعبر عن قراره في الحكم المدني الكامل مثله كغيره من شعوب العالم الحرة النبيلة...فمتي تفهم السلطة الحاكمة وتحترم هذه الارادة ...أم أنه لابد من التطويل والتقتيل وحرق الأمنيات ؟
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
////////////////////////////
من الرسومات الكاريكاتيرية الذكية الخالدة في ذاكرة القارئ السوداني، كاريكاتير للفنان السوداني عزالدين عثمان، أيام حكومة الاتقاذ عن أزمة الرغيف..وفيه يظهر صاحب مخبز وهو يسحب أحد المواطنين من داخل الفرن علي خشبة العجين..ويقول له: خلاص..صدقت ما في رغيف؟ مما يدل علي عناد الشخصية السودانية وعدم اقتناعها( بأخوي وأخوك) إلا بتلك الطريقة الخطرة.
وهذا ،هو ،حالنا مع السلطة الحاكمة منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي..فقد خرجت عشرات الملايين في مظاهراتها الهادرة حتي ضاقت بها الطرق والساحات في العاصمة والاقاليم، ولازالت المواكب تتري والحشود تتنادي ، والأصوات تتعالي رفضا لنظام الحكم...ورغم كل ذلك( أضان الحامل طرشة)!!
ورغم كل هذه المكابرة...فالكل يعلم بأن النهاية قد قربت ولاحت بشائر النصر ..ولكن السلطة تتوهم غير ذلك وأن العاصفة سوف تمر بسلام...
وللأسف ..تلك هي أحد سمات الشخصية السودانية...المكابرة وعدم الاقتناع ...والتردد في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ...فقد تأخرنا كثيرا في اتخاذ قرار انفصال الجنوب رغم ان الرؤية كانت واضحة منذ فجرالاستقرارفي الحكم الفيدرالي لكل اقاليم السودان...وبعد حروب كثيرة وقتلي وجرحي ومفقودين ...جاء القرار الكارثي بالانفصال.
وتتكرر المواقف وتتعدد مع كل الحكومات الشمولية والعسكرية...فتكابر السلطة الحاكمة وتتمسك بها ..وبعد التدمير والقتل والتشريد وتدهور حال البلاد والعباد..ترضخ السلطة الحاكمة لواقع الحال وتخرج من المشهد السياسي وهو امر كان يمكن أن يكون منذ وقت بعيد دون حدوث تلك المآسي والتضحية.
وتأبي الشخصية السودانية إلا تكرار سلوكها السالب العجيب..فمنذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة والشارع يعبر عن قراره في الحكم المدني الكامل مثله كغيره من شعوب العالم الحرة النبيلة...فمتي تفهم السلطة الحاكمة وتحترم هذه الارادة ...أم أنه لابد من التطويل والتقتيل وحرق الأمنيات ؟
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
////////////////////////////