إنقلاب داخل الإنقلاب..!!

 


 

صفاء الفحل
18 April, 2024

 

عصب الشارع - صفاء الفحل
حديث المنطق والعقل يقول كيف استطاعت (كتيبة) تردد قيادات الجيش بصورة متكررة أنها تعمل تحت إمرتها الحصول علي مسيرات (إيرانية) تحمل (شعارها) لا شعار القوات المسلحة والكيفية التي تم بها إدخال تلك المسيرات للبلاد حتي دون علم قيادات القوات المسلحة ليتفاجأ الجميع بها من خلال مقاطع فيديو علي شبكة التواصل الإجتماعي ما يوحي بأن تلك الكتيبة تعمل بمعزل حتى عن اللجنة الأمنية وأن خطوط تواصلها الخارجية تمددت لدرجة التواصل مع بعض الدول بعيداً عن قبضة حكومة الأمر الواقع ببورتسودان غير المتناغمه وأن هناك (لوبي) داخل تلك الحكومة يعمل على إستغلال ذلك التناقض لخدمة أجندة (فلولية) للسيطرة على السلطة، لم تحن (ساعة الصفر) النهائية لها .
والمتغيرات التي تمت داخل حكومة الأمر الواقع (بصورة مفاجئة) بإعفاء وزير الخارجية علي الصادق والعديد من قيادات تلك الحكومة كذلك بعض القيادات العليا بالجيش جاء استشعاراً من (البرهان) ومجموعته بخطر تمدد ذلك اللوبي خاصةً وان كل الدولة تدار ب (اربع) اشخاص تسهل تصفية المعارضين منهم لاستكمال السيطرة الكاملة وهي الخطة التي كانت تدار في الخفاء وإلقاء التهمة على مليشيا الدعم السريع في حال الإصرار على الخط الذي يمضي فيه البرهان بالذهاب إلى مفاوضات جده خلال الأيام القادمة.
البرهان الطامع في الإنفراد بالسلطة بعيدا عن قبضة فلول النظام السابق ولكن لا يمكنه في ذات الوقت الخلاص الكلي من الإسلاميين في هذه الحرب التي تم توريطه فيها، يحاول إحتواء التأثيرات الجانية لقرارات رفع (اليد الجزئي) عن سيطرة الحركة الإسلامية الحاضنة السياسية لانقلاب اللجنة الامنية وقد بدأ الأمر منذ فترة بمحاولات البرهان الإيحاء بإحتضان بعض قوي ثورة ديسمبر العدو اللدود لتلك الحركة وإعلانه اللقاء ببعض مجموعة (غاضبون) ثم تنويره من خلال لقاء عقد بالكلية الحربية لضباط من رتبة اللواء ومافوق بمباني السرية الثالثة عن نيته التقليل من سطوة الكتائب الإسلامية التي تقاتل بجانب الجيش وإنتقاده اللاذع لكتيبة البراء ومنهجها الذي أصبح يشكل خطراً على السياسة الخارجية للبلاد.
الضغوط الخارجية والداخلية المتعددة وعدم الثقة في نوايا الحركة الإسلامية ستصنع متغيرات عديدة في منهجية اللجنة الامنية خلال الفترة القادمة خاصة أن العودة الى مفاوضات جدة والمهلة التي حددتها كل دول العالم للحكومة الإنقلابية بأن لا يتجاوز الأمر الأسبوع الأول من مايو القادم سيكون له أثر في تسارع الأحداث ويبدو أن قائد اللجنة الإنقلابية قد حسم الأمر بالمشاركة ولو من باب المراوغة كعادته ولكن ربما يكون للأمر ردة فعل عنيفة قد تحدث هزة تزيد من معاناة الوطن ،ولكنها ستكشف في ذات الوقت عن كافة النوايا.
والثورة في كل الاحوال لن تتوقف ..
والقصاص يظل أمر حتمي ..
والعزة والخلود لشهدائنا الابرار ..
الجريدة

 

آراء