إن غلبك سدها ! … بقلم: د . احمد خير / واشنطن

 


 

 

aikheir@yahoo.com

 

" الإبهام "

  

باكستان أصبحت من أولويات الإدارة الأمريكية فى أجندتها الخارجية . فيما يبدو قد تم تنسيق كامل بين الولايات المتحدة وباكستان فى مواجهة طالبان التى توغلت مليشاتها داخل الأراضى الباكستانية وإحتلت الأرض . أمريكا بترسانتها العسكرية وجدت نفسها برغم بلايين الدولارات التى رصدتها من أجل السيطرة ودحر بؤر الإرهاب إلا أنها ولأول مرة تتروى وتخلع العصابة عن عينيها وتعترف ولو ضمنياً أن دخول قواتها فى مواجهة مباشرة على أرض ليس بأرضها أمر غير مضمون حتى وإن كانت تمتلك أقوى الجيوش عدة وعتادا . ثم إهتدت مؤخرا بأن أجندتها لايمكن تنفيذها إلا إذا مابدلت من إسلوب المواجهة الى أسلوب الحرب بالوكالة  وأن تعمل هى من وراء الكواليس بالرغم من مرارة هذا الأمر على دولة تربعت على عرش أكبر قوة ولفترة طويلة .

 

الرئيس باراك أوباما فى مواجهته للقوى الخارجية يختلف كثيرا عن الرئيس السابق جورج بوش " الإبن " الذى كان فى سياسته الخارجية يلعب دور " الكاوبوى " الذى عليه مواجهة الثور والنظر فى عينيه كما " الميتادور " فى حلبة مصارعة ثيران أسبانبة فى ضواحى مدريد  ثم جره للمواجهة قبل أن يغرس سيفه بين كتفى الثور . اللعبة الأمريكية الجديدة هى أن تتولى باكستان المواجهة بدعم أمريكى . ورصدت أمريكا لذلك سبعة ونصف بليون دولار ، وضعتها تحت إشراف لجنة أحد طرفيها ديمقراطى " سيناتور كيرى " عن ولاية ماساتشوتس ، رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس الشيوخ ،   والآخر جمهورى وهو  سيناتور " ريتشارد لوجر " من ولاية إنديانا . والأخير لى معرفة شخصية به  من خلال إهتمامنا المشترك بقضايا التعليم العالى . سيناتور لوجر ومنذ زمن ليس بالقصير أدرك أهمية تعليم الطالب الأجنبى  . فالطالب الأجنبى فى إعتقاد ه هو الذى سيكون حلقة الوصل والجسر الذى يمكن من خلاله خلق علاقة بين وطنه الأم وأمريكا . ولإدراك جامعة إنديانا لتلك السياسة نجدها ومنذ زمن ليس بالقصير كانت قد فتحت أبوابها للطالب الأجنبى . لذلك نجد العديد من السودانيين قد تخرجوا من برامج الدراسات العليا فى جامعة إنديانا ، على سبيل المثال الصديق الدكتور/ سيد حريز ، المديرالسابق لمعهد الدراسات الآسيوية والإفريقية – جامعة الخرطوم ، والصديق  الدكتور / تاج السر حمزه الريح الذى يحتل منصبا رفيعا فى وزارة الخارجية الأمريكية ، والصديق الصحافى اللامع / محمد على محمد صالح بمكتب صحيفة الشرق الأوسط فى واشنطن ، والصديق الباحث المعروف الدكتور / عبد الله على إبراهيم  الأستاذ فى جامعة ميسورى – كولمبيا والمرشح لكرسى رئاسة الجمهورية فى السودان .

 سناتور لوجر وسيناتور كيرى أخذا على عاتقهما مهمة البحث عن أفضل الطرق التى معها يمكن لأمريكا أن تنجح فى حربها على أفغانستان عن طريق مخالف للطريق الوحيد الذى خبرته أمريكا طوال الأعوام الماضية ،  ألا وهو المواجهة ، إلى طريق آخر يأتى عبر باكستان .  الإدارة الأمريكية تعلم جيدا عن مدى تفشى الفساد والرشوة بين القابضين على زمام السلطة فى باكستان وبالتالى عملت على ألا تسلم تلك الأموال للحكومة الباكستانية ، بل ستضعها تحت تصرف لجنة كيرى- لوجر التى ستتولى مهمة تسيير العمل لإقتلاع القاعدة من باكستان خشية من أن تقع المفاعلات والقنابل النووية تحت أيديها . وبالطبع كما يعلم الجميع أن إسرائيل هى التى تصرخ وتستصرخ إمريكا ليس للإستمرار فى الحرب فى أفغانستان فحسب ،  بل لضرب إيران أيضا بحجة حمايتها من صواريخها بعيدة المدى الحاملة لرؤوس نووية .

 حاليا تجرى الحرب على قدم وساق فى المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان . والدلائل تشير إلى أن باكستان بدأت فى إستعادة بعض من أراضيها التى كانت قد إستولت عليها طالبان . والإنتصارات الأخيرة للجيش الباكستانى بتكنولوجيا أمريكية  تعنى أن أمريكا مصرة على تحقيق النصر فى أفغانستان مهما كانت خسائر باكستان المادية والمعنوية .

 

ترى هل الحرب الأمريكية بالوكالة ستنجح فى باكستان وأفغانستان؟! السنوات القادمة  "ولانقول الأيام"  كفيلة بالإجابة .

   

"السبابة " 

 

فى يوم أمس السبت الموافق 23 مايو 2009 وبينما كنا نستمتع بيوم ترفيهى ، خرج علينا نفر من السودانيين فى واشنطن بتقليعة جديدة حيث وجدت من يتقدم نحوى حاملا بعض الأوراق طالبا منى أن أوقع . إستفسرت عن الأمر فعلمت أن المجموعة الموقعة ومنهم " أعضاء فى اللجنة التنفيذية للجالية السودانية بواشنطن "  تناشد المسئولين السودانيين  بإلغاء أمر نقل القنصل بالسفارة السودانية فى واشنطن وذلك بسبب كما ذكر حامل " العريضة " أن الرجل يقوم بأعباء وظيفته بأحسن وجه  ولسمعته الطيبة ! . بالرغم من عدم معرفتى الشخصية بالقنصل تساءلت: أليس من المفترض أن يقوم القنصل بعمله بأفضل وجه وأن يكون حسن السيرة والسريرة ؟! وبالطبع رفضت التوقيع بالرغم من إلحاح حامل العريضة تحت سمع وبصر بعض الإخوة الجالسين بجانبى !

 

أؤكد هنا أننى لا أحمل ضغينة  ضد الأخ القنصل ولم يكن لى شرف التعرف عليه ، ولكن لابد من التوقف عند هذا الأمر الذى أعتبره " أمر جلل !"  وأتساءل : أليس من المفترض أن يكون الدبلوماسى الذى يمثل دولته يتصف بحسن الآداء والسمعة الطيبة؟!  أم أن الزمن ماعاد الزمن وكل شئ تغير ؟! ثم إذا كان القنصل بتلك الصفات الحميدة ، ماذا يضير أن تستفيد من خبراته سفارة أخرى من سفارات السودان حول العالم أو أن يعود لوزارة الخارجية لترقية العمل ؟! أم انها الأنانية التى تدفعنا لأن نحب لأنفسنا وننسى الآخرين ؟! أم ربما أعضاء اللجنة التنفيذية للجالية السودانية يحاولون ترضية السفارة ، أملا فى أن تدعمهم فى الحملة الإنتخابية فى أغسطس القادم ؟! أى أسلوب " شيلنى وأشيلك !"   كل شئ وارد فى هذا الزمن الأغبر !  

  

" الأوسط "          

 

إستوقفنى إعلان السيد/ كمال عبد اللطيف، وزير الدولة برئاسة مجلس الوزراء فى السودان حول  قراره بحل الروابط والجمعيات الإعلامية السودانية بالمملكة العربية السعودية . لم أهتم كثيرا بما نطق به وزير الدولة بقدر ما أصابنى من دوار حول قراره " العابر للحدود ! والتوقيت الذى إختاره ليخرج بذلك القرار !  هل كان الهدف من الإعلان هو رد الصاع صاعين لغالبية الصحافيين العاملين بالخارج من الذين رفضوا المشاركة ؟! وهل فكر وزير الدولة للحظة أنه لايملك حل " صامولة " ناهيك عن جمعيات مستقلة تعمل فى خارج حدود الوطن المنكوب؟! أم أن إعلانه كان عبارة عن عنجهية تليفزيونية وقتيه " شوفونى " ، قالهافى لحظة نشوة للإستهلاك المحلى ؟!

 

القرارات عابرة القارات ياسيادة وزير الدولة لاتؤثر فى جناح باعوضة ، ناهيك عن كيانات تملك القلم وناصية الكلام وحرية أن تكون أو لاتكون !

 

ربما ماعناه السيد/ وزير الدولة هو حل بعض الروابط والجمعيات التى تمولها السفارة السودانية بالسعودية . وفى هذا له كل الحق فى قطع الماء والكهرباء ووريد الدم "المال " عن تلك الكيانات التى إرتضت لنفسها التبعية للسفارة ، وهنا يكون قرار وزير الدولة صائبا ، وبذلك هو يكشف المستور عن العملاء الذين رضوا الإسترزاق بدلا عن العمل الحر الشريف ، وله خالص الشكر .

 

لقد ناينا فى إتحاد الصحافيين فى واشنطن بمقاطعة ملتقى الإعلاميين فى الخرطوم لأسباب كانت واضحة لنا منها ماذا حدث لتوصيات الملتقى الأول بشأن حرية الصحافة وحرية التعبير كى يكون هناك ملتقى ثان ؟! ولكن بكل أسف هناك البعض ممن إعتقدوا أن الذئب قد غير جلده ،  وشدوا الرحال إلى الخرطوم إعتقادا منهم بأنهم يقدمون بمشاركتهم خدمة لوطنهم ، وتناسوا أن قضايا الوطن لاتتأتى بالأمانى ومعسول الكلام

 !            هنيئا لوزير الدولة و "هارد لك " للذين شاركوا فى ملتقى الإعلاميين بالخرطوم .

 

آراء