إهانة الأنبياء في نيالا

 


 

 

———————
قم للمعلم وفِهِ التبجيلا - كاد المعلمُ أن يكون رسولا
أعَلِمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي - يُبني ويُنشيء أنفساً وعقولا
سبحانك اللهم خيرُ معلّمٍ - علّمتَ بالقلم القرون الأولي
،،، أحمد شوقي ،،،

✍️تداول نشطاء السوشال ميديا فيديو مقزز غاية في النذالة والإنحطاط لعناصر عسكرية يرتدون الزي الرسمي للشرطة وهم يضربون مجموعة من معلمي مدرسة نيالا الثانوية بنين الذين نفذوا "بلفتة حضارية" مجرد وقفة إحتجاجية رفضاً لما يجري من إنتهاكات بحق الوطن والمواطن الأعزل من قبل قوات النظام الإنقلابي وأذياله من المليشيات غير النظامية الذين إحترفوا القتل والسلب والنهب في وضح النهار وحولوا الوطن إلي غابة مليئة بالمافيا ورجال العصابات والوحوش المفترسة حيث تسود الفوضي وقانون الغاب ولا يعرفون معلماً ولا طبيباً ولا طفلاً ولا شيخاً مسناً!! يزهقون الأرواح، يسفكون الدماء، يغتصبون الحرائر وينهبون الأموال في أخلاقيات منحطة لم تشهدها الجاهلية ولم يعرفها تاريخ التتار ولا سير المغول ولا أنت بها متعصبي القرون الوسطي.
من هم هؤلاء ومن أين جاءوا؟!!
أيّ نذالةٍ وأيّ سفالةٍ وأيّ إنحطاط!!

?المعلمون هم رسل الإنسانية وأنبيائها وظلت مكانتهم في كل أمة كمكان الرأس من الجسد ومهنة التعليم هي مهنة الرسل والأنبياء الأولي ، وهم معلمو البشرية وهداتها في ظلمات العصور وقناديلها في دياجير الحقب ،، قال تعالي في محكم تنزيله "إنّما يخشي الله من عباده العلماء" و قال الرسول صلي الله عليه وسلم : " إنّما بُعِثتُ مُعلّماً" !! وإذا أردت أن تعرف مكان أيّ أمة في الرقي والتقدم فأنظر إلي وضع معلميها ومكانتهم في المجتمع،، فهم الذين يتخرج علي أيديهم الطبيب، المهندس، القاضي، المحاسب، الطيّار ….. وكذا العسكري!! وهم الذين تقوم علي أكتافهم وكواهلهم نهضة الأوطان وتقدم البلدان وبناء الإنسان،،،،
فأيُّ ضياعٍ لأمة تلك التي تقتل دليلها وهاديها؟!
وأيّ بؤسٍ لجاهلٍ ذاك الذي يضرب علّامه؟!
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم - فأقم عليهم ماتماً وعويلا

☀️لم نكد نفق من صدمة الإغتيال الوحشي لزميلنا الشهيد (سيّد شهداء ديسمبر) الأستاذ أحمد الخير رحمه الله، حتي رأينا إهانة وضرب الزملاء الأساتذة في مدينة نيالا (وكاتب هذه السطور بدأ حياته المهنية من هناك وكان عضواً في نقابة معلمي جنوب دارفور - نيالا) ولي فيها أهلٌ وأحباب وأصدقاء وبيننا أعمق العلاقات الإنسانية والأخوية تجاوزت حدود الزمالة ورفقة المهنة الرسالية،،، لذلك كان حجم الصدمة مضاعفة بالنسبة لي رثاءً لحال (الأنبياء في بلادي) المختطفة من قبل ثلة من المافيا وعصابة بلا وازعٍ أو أخلاق وساديون لا يجدون اللذة إلا من خلال القتل والتعذيب !!! جمعوا خليطاً بين جهل الجاهلية وحقد التتار وعصبية محاكم التفتيش!!
فالأمة التي تهين معلميها بشّرها بالضياع والتيه في بادية الظلمات لأنها كمن تطفيء شموعها وتكسر قناديلها في الوقت الذي تبحث فيه عن مساربٍ للخروج من عتمة الجهل والتخلف لتلتحق بركب الأمم التي سبقتها بسنينٍ ضوئية!! أو كمن يثقب سفينته في عرض المحيط وهو يرنو إلي الوصول لبر الأمان!! ومهما طال ليل الظلم فلابد له أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ولابد للإنقلاب أن يندحر وحتماً سيستجيب القدر.

 

m_elrabea@yahoo.com

 

آراء