ابوي… الحبيب الي قلوبنا

 


 

صلاح الباشا
28 October, 2023

 

٣٦ سنة علي الرحيل الذي كان في مثل هذا اليوم تاريخ ٢٧ اكتوبر ١٩٨٧م عن عمر ناهز المائة عام بمدينة بركات رئاسة مشروع الجزيرة جنوب ودمدني.
حين اتاني خبر رحيله بالتلكس كنت وقتذاك اعمل بمدينة جدة بقطاع الادارة المالية ولمدة ١٢ سنة ممتدة من العام ١٩٧٥م الي نهاية العام ١٩٨٧م .
وحدث نفس الشيء حين اتاني خبر رحيل والدتي الحاجة/ ستنا بنت ابوزيد بتاريخ ١٢ سبتمبر ١٩٩٨م وانا ابنها الوحيد ورحلت في عمر ناهز التسعين عام.. فقد كنت وقتذاك اعمل بوزارة الخارجية القطرية بالدوحة مراجعا للحسابات.
إن حزني في الحالتين كان كبيرا.. لأنني لم اودعهما او اشرف علي تشييعهما إلي المثوي الاخير...ولكنها إرادة الله.
رحم الله أبي والذي قضيت معه اجمل سنوات عمري وتعلمت من حكمته ومن رجاحة عقله الكثير ..تعلمت بل ورثت منه حب الناس .. كل الناس.
تعلمت منه عشق صلة الرحم فاصبحت هي شيئا اساسيا في مسيرة حياتي .
أما الصفة العظمي والتي أخذتها منه هي الصبر عند الشدائد.
ولذلك فقد وفقني الله تعالي ان اتخطي كل العقبات التي إعترضت طريقي سواء في مجال عملي او في مجال النشاط السياسي الذي طعنت خلاله في خاصرتي مرتين بطعنات نجلاء ممن كنت اثق فيهم ..
فخسروا هم وسيظلوا يخسرون ويتخبطون .. ولم أخسر أنا لانني اكتسبت خاصية الاستقلالية في الرأي جنبا الي جنب مع إستقلالية القلم وعدم المتاجرة به مثلما انتشرت هذه العادة خلال السنوات الماضية. فإكتسبت بذلك ثقة حب وتقدير اناس كثر .. وقراء كثر ايضا بسبب عدم ميلنا الي ثقافة المهاترات و توظيف البذيء من التعابير القبيحة. ( فكل إناء بالذي فيه ينضح ).
رحم الله ابي في ذكري رحيله السادسة والثلاثين.
ورحم الله أمي.
والحمد لله من قبل ومن بعد.

bashco1950@gmail.com

 

آراء