ابيي …. مشكلة إعلان … بقلم: علاء الدين محمود
5 July, 2009
تجد هيئة التحكيم التابعة لامم المتحدة بشأن قضية ابيي مشكلة في كيفية اعلان قرارها الذي توصلت اليه بقضية ابيى المتنازع عليها بين جنوب السودان وشمالها جهة تبعيتها وتتخوف اطراف النزاع اضافة الى الامم المتحدة من اندلاع عنف عقب الاعلان عن قرار هيئة التحكيم الدولية وأمام هذا الواقع يبدو ان الطرفين ـ الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ـ لم يجدا مفرا من الاستعانة بقوات الامم المتحدة بالاتفاق مع المجتمع الدولي والمبعوث الامريكي سكوت غرايشن الذين اتفقوا على التواجد داخل المنطقة عند اعلان القرار تحسبا لأي إنفلات قد يحدث على خلفية القرار ويبدو ان هنالك مشاروات تجرى بين جميع هذه الاطراف حول كيفية إعلان القرار ومن جهتها طالبت "الحركة الشعبية" هيئة التحكيم باخطار الطرفين قبل زمن كاف من اصدار قرارها النهائي حول النزاع في ابيي وقال وزير رئاسة حكومة الجنوب د. لوكا بيونق لـ «الصحافة» ان اتفاقا تم في مؤتمر واشنطن الاخير بأن تكون للامم المتحدة وجود في منطقة ابيي لتلافي اي انفلاتات يمكن ان تقع جراء اعلان قرار هيئة التحكيم، واشار الى ان قيادة الشريكين الوطني والحركة الى جانب المجتمع الدولي والمبعوث الامريكي اسكوت غرايشن سيكونون وجودا ساعة القرار،واضاف «كل دستوريي ابيي في الحركة الشعبية سيتوجهون للمنطقة لتوعية المواطنين لتقبل القرار لاسيما وانه يحفظ الحقوق ويسهم في تنفيذ نيفاشا واستقرار المنطقة". وكان الشريكين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني قد تعهدا في وقت سابق بقبول حكم محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي بشأن الخلاف القائم حول منطقة ابيي النفطية التي لا يزال وضعها عالقا رغم اتفاقات السلام في نيفشا 2005م وهذا التعهد كان قد اعلنه الموفد الاميركي للسودان سكوت غريشون امام الصحافيين عندما قال ان الطرفين الرئيسيين الموقعين على الاتفاق تعهدا بقبول (قرار المحكمة) على انه نهائي وملزم، قبل اجتماع الثلاثاء في واشنطن لتحريك تعهد المجتمع الدولي باتفاق السلام الشامل الذي ابرم في نيفاشا (كينيا) في 2005 بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان وربما كان من الافيد لو ان طرفي الاتفاق انذلا هذا التعهد على مواطني المنطقة عبر حملة تستهدف إشراك سكان المنطقة في الخطوات التي تمت والتعهدات كذلك حتى لا يجد الشريكان ولجنة التحكيم نفسها في ورطة تستوجب البحث عن كيفية الاعلان وهي المشكلة التي فيما يبدو قد دخل فيها الجميع فعلى مستوى الحركة الشعبية اكد لوكا بيونق ان الحركة بدأت اجراءات عملية بالتواجد في المنطقة لتنفيذ ما اتفق عليه في واشنطن، وذكر بيونق ان هناك مشاورات جارية لتحديد الشكل الذي يمكن ان يخرج به القرار اما باعلانه فقط بالمحكمة او بعقد احتفالات بلاهاي. وقال ان القرار يفترض ان يصدر قبل الـ 23 من شهر يوليو المقبل المهلة المحددة بالتسعين يوما .
واشار الى حق هيئة التحكيم في تمديد تلك الفترة، وقال «ولكن حتى الآن لم نجد اشارة بمد اعلان القرار» وقال ان الحركة طلبت الاخطار المبكر بيوم اعلان القرار لمنح الطرفين والمجتمع الدولي مهلة لتهيئة المناخ واكد ان اهم ما تم بشأن القرار الاتفاق على انفاذه فورا والتي من ضمنها ترسيم الحدود وتطبيق اتفاق ابيي وبند تقسيم الثروة بأثر رجعي. وقال انه ستكون هناك رؤية واضحة بالنسبة لآلية الانتخابات بابيي واشار الى ان الحركة نادت بلجنة خاصة للانتخابات لخصوصية المنطقة.
وفي دوائر المؤتمر الوطني اكد رئيس الوفد الحكومي لواشنطن د. غازي صلاح الدين بانهم والحركة الشعبية قد توصلا لاتفاق لاعتماد سياسة وقائية لتلافي اي محاولات لاثارة العنف في ابيي على خلفية قرار هيئة التحكيم، وقال ان الطرفين ملتزمان بالقرار ،وتلافي اي فعل من شأنه تفجير المنطقة واشار الى انهما تواثقا بواشنطن على عمل حملة على الارض لتوعية المواطنين وتبشيرهم بالقرار. ويبدو أن النقطة الاخيرة في حديث غازي صلاح الدين تكتسب اهمية قصوى فلا فائدة ترجى من تعهدات فوقية معزولة عن جماهير المنطقة فالضرورة القصوى نظرا لتعقيدات ملف أبيي ان يتم عملا سياسيا واجتماعيا كبيرا وسط مواطني المنطقة الاصلاء عبر عملية رفع الوعي المقترن بالمعلومات ومدهم بالحقائق خاصة ان القرار بشأن ابيي سيأتي نهائيا وملزما بعد ان فشل الشريكان بمفردهما في التوصل لحل للقضية الشائكة مما اضطراهما الى طلب العون فبعد ان اخفقت لجنة مشتركة مكلفة النظر في القضية في التوصل الى اتفاق، طلبت الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني العام الماضي من المحكمة "تحكيما نهائيا وملزما" للفصل في الخلاف حول هذه المنطقة ، ولم يكن سير جلسات هئية التحكيم قبيل التعهدات التي بزلها الطرفان بالموافقة على قرار الهيئة يمضي هاديا بل شاب ذلك جو مشحون تبادل فيه الطرفان الاتهامات مما يدل على خصوصية وضع المنطقة التي كان البعض قد وصفها بالقنبلة الموقوتة داخل اتفاق نيفاشا خاصة ان المعالجة التي تمت في نيفاشا نظرت الى القضية بذهنية ترجح الانفصال أو تتوقعه فبحسب اتفاق 2005، سيحدد مصير منطقة ابيي في استفتاء في 2011. وسيقرر الشعب ما اذا ستبقى ابيي في الشمال او سيتم ضمها الى الجنوب، وسينظم استفتاء آخر لتحديد ما اذا سيعلن الجنوب استقلاله . ونظرا لاهمية المنقة اقتصاديا كونها غنية بالبترول يريد كل طرف الظفر بها مما شكل واحدة من أهم تعقيدات نيفاشا المتعددة ولئن كان طرفا نيفاشا قد اعلنا فشلهما في التوصل في حل الازمة وأرتضيا بتحويل ملفها الى محكمة دولية مرتضين بقرارها الذي ستعلنه ‘ تصبح المشكلة الماثلة الان هي كيفية إعلان القرار