احتفال اعلان دولة الجنوب من جوبا !؟

 


 

أدم خاطر
2 July, 2011

 


فى الوقت الذى اعلنت فيه حكومة الجنوب استعدادها رسمياً لاحتفالات اعلان الدولة الجديدة في التاسع من يوليو المقبل، واكدت اكتمال الخطوات العملية المتعلقة بحضور رؤساء الدول من كافة انحاء العالم بالاضافة الى الامم المتحدة والشخصيات العالمية، وكشفت عن تقديم (3500) دعوة. حيث بدأت تتبارى المصادر فى تأكيد عظم المناسبة ، اكد مصدر مطلع باللجنة التحضيرية للاحتفال لـ (أجراس الحرية) ان حكومة الجنوب اكملت كافة الاستعدادات للاحتفال بدولة السودان الجنوبي، واوضح ان الدعوات وصلت لكل الحكومات في كافة القارات ممثلة في رؤساء الدول عبر ممثلين لرئيس حكومة الجنوب الفريق اول سلفاكير ميارديت في افريقيا واوربا والامريكتين واستراليا واسيا بالاضافة الى اصدقاء لجنوب السودان من المعروفين بمواقفهم تجاه الجنوب!. واضاف ان الدعوة وجهت لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير والقوى السياسية في الشمال ومنظمات المجتمع المدني وبعض الشخصيات من النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور. وقطع المصدر بموافقة (30) رئيس دولة على الحضور من بينها كينيا ويوغندا وجنوب افريقيا، واشار الى تجهيز صالتين بالمطار لاستقبال الرؤساء وكبار الشخصيات بمطار جوبا الدولي بجانب تحضير مقر الاحتفال جوار مقبرة د. جون قرنق بجوبا، ولفت الى ان المقصورة الرئيسية تسع (1800) شخص، ونوه لتجهيز مساحة تسع (8) الاف من الجماهير، ونبه الى تشييد حديقة عامة بمكان الاحتفال لتتم الاستفادة منها عقب اعلان الدولة الجديدة، وقال انه تم تخصيص مساحة (40) متراً في ذات المكان لاقامة نصب تذكاري رمزي لشهداء النضال.وكشف المصدر عن اصدار كتاب من (1700) صفحة متزامنا مع الاحتفالات عن تاريخ الجنوب كاول كتاب شامل يجري الاعداد له الان في العاصمة الكينية نيروبي باشراف وفد من وزارة الاعلام . هكذا تبدو المعالم الأولية لشكل الاحتفال لدى قادة الشعبية والاهتمامات التى تسيطر على عقليتهم وهم يهمون بالاهتمام بالغريب والأجنبى وكل ما يفرح الدول والحكومات التى رعت الحركة الشعبية على أيام الحرب ، كيف لا وهى  التى وفرت لها الدعم والرعاية والايواء ، وبسطت لها الاعلام والتعريف بالعالم الخارجى ، وقدمتها لواجهات الاستخبار العالمى بكل أجهزته التى ظلت تقود وتتولى التدريب على السلاح والتخطيط للعمليات العسكرية وحملات الابتزاز والتشويش والارباك حتى بلغت الشعبية ما بلغت باتفاق السلام والانفصال الذى تحتفل به الآن والنشوة العابرة تقودها لاطلاق حملة  عدائية منظمة باتجاه الشمال وأهله تحمل أكثر من بعد ومدلول وبوادر الحرب والمواجهة تسيطر على أجواء الاحتفال من وحى ما خلقته الشعبية فى أبيى وجنوب كردفان من أيام !. فى هذا التوقيت يبدأ استهداف الشمال ورموزه بين يدى احتفال دولة الجنوب وترسل الاشارات الحانقة !. يأتى هذا وقد  قطعت الحركة الشعبية على لسان بعض رموزها بعدم تقديم دعوة للمؤتمر الوطني لحضور احتفال إعلان انفصال الجنوب واكتفت بتوزيع رقاع الدعوة لزعماء أحزاب شمالية وعلى رأسها الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن عبدالله الترابي والإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ومولانا محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الأصل والسكرتير العام للحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد لحضور الاحتفال. وأرجعت الحركة عدم دعوتها للوطني لتهديده بشن حرب على الجنوب وعدم اعترافه بالدولة الجديدة فيما أشار المؤتمر الوطني إلى أن أحد أسباب عدم دعوته لحضورة الاحتفال تعود للضغوط الغربية المكثفة التي مورست على الحركة مبيناً أن الخطوة تؤكد بأن قرار الدولة الوليدة ليس بيدها معبراً أنه أحد مقدمات فشلها في إدارة دفة حكمها لكن القيادي بالحركة الشعبية أتيم قرنق نفى بشدة أن يكون سبب عدم دعوتهم للوطني يرجع لضغوط غربية مورست عليهم لافتاً النظر إلى أنهم يعملون ما يريدون.
وأشار أتيم في تصريح لـ(آخرلحظة) أمس الأول إلى أنهم قاموا بدعوة زعماء المعارضة الشمالية لحضور الاحتفال حتى الآن مؤكداً التزام حكومة الجنوب بعلاقات جيدة مع الشمال لترسيخ قيم التعاون للأجيال القادمة. ومن جهته اتهم القيادي بالمؤتمر الوطني ومستشار وزير الإعلام د. ربيع عبدالعاطي جهات غربية بممارسة ضغوط على الحركة الشعبية لمنعها من دعوة المؤتمر الوطني من حضور احتفال إعلان انفصال الجنوب واصفاً الخطوة بأنها مقدمة لفشل الدولة الوليدة باعتبار أن أمرها ليس بيدها مبيناً أن حزبه لا يكترث كثيراً لما تقوم به الحركة الشعبية لافتاً النظر إلى أن ينظر إلى المستقبل والى حفظ أواصر التعاون مع الشعب الجنوبي في المستقبل وأضاف هذا امتحان رسبت فيه الحركة الشعبية !. فى غمرة الفرح المصنوع تتناسى الحركة الشعبية أن الشريك الأولى بهذه الدعوة والاحتفاء بهذه المناسبة (العظيمة عندهم ) هو الرئيس البشير بحزبه وحكومته التى هى من أرست أسس اتفاق السلام الشامل وقادت الجنوب الى ما هو عليه من استقلال وتحرير وانعتاق ،فعلت ذلك بوعى ودراية وقرار شجاع عجزت عنه هذه الأحزاب الشائخة التى تقف معها فى تحالف جوبا وتسعى لبلبلة الأمن وضرب استقرار البلاد!. هل يوجد ضامن غير البشير وحكومة الانقاذ لبلوغ اتفاق السلام وما بلغه من محطات هى مبعث الفرح والسرور لقادة الشعبية وهم يقتاتون بها الآن ؟. من أحق بالتخليد والتذكار واقامة نصب لأجله من قادة الشمال ورؤساء الدول والحكومات غير البشير وهو الذى قاد السلام وأرسى دعائمه وتحمل تبعاته وقبل بالتحديات التى جابهته وتعترى مسيرة البلاد حتى هذه اللحظة ، وهؤلاء الحمقى والموتورين يسعون لحجبه عن مناسبة هو من صنعها وأوجد معانيها بتطبيقه لبنود الاتفاق واحترام مواثيقه !؟.
لماذا هذه الروح المنهزمة لبعض قادة الوطنى فى استجداء الشعبية للابقاء على دعوة البشير ولو تلميحا ، ورئيس البلاد يشرف هذا الاحتفال ويمنحه أبعاده الحقيقية التى لا يمكن أن يرسلها أى من رؤساء العالم ولو بقامة أوباما!. كيف يبدى حزب المؤتمر الوطني إستغرابه الشديد من التصريحات المنسوبة للحركة الشعبية وربطها لحضور ومشاركة الرئيس الأمريكي أوباما احتفالات قيام دولة الجنوب بعدم مشاركة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير. لماذا يا بروفسير إبراهيم غندور أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني لـ(smc)  قولك إن الحركة  الشعبية لا تمثل الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض وهى كذلك ، وانت تجد لها العذر والتبرير حين تقول ( وحتى الآن لم  يصدر تصريح رسمي للإدارة الأمريكية ) واصفاً تصريح الحركة الشعبية بأنه إعتراف مبكر بفشل إحتفالاتها بالإنفصال وتأكيد على تخوفها من عدم مشاركة أي من رؤساء العالم في المناسبة ومحاولة لجعل حضور البشير شماعة لذلك!. فليكن هذا فهمهم وتقديرهم للأمور ، والحقيقة المرة أنهم  يدركون بقدر حرصهم على حضور أسيادهم وأولياء نعمتهم الا أن وجود البشير فى مقصورة الاحتفال لا يدانيه وجود ولا يقوم محله قائد مهما كبر فبدون البشير لم يكن هنالك مناسبة أصلا  !. كيف تؤكد يا غندور  ما هو جلى كالشمس فى كبد السماء بأن حضور البشير لإحتفالات إنفصال الجنوب يمثل إشارة إيجابية بوصفه الطرف الرئيسي والشريك الأهم في اتفاقية السلام ويمثل حضوره مباركة رسمية لإنفصال جنوب السودان ولايمكن لأحد الرؤساء أن يمثل هذا الدور متوقعاً ضعف المشاركة الدولية في إحتفالات الإنفصال على مستوى الرؤساء بسبب الوضع الأمني والإنساني المتردى في الجنوب فضلاً عن السجل السئ في مجال حقوق الإنسان الذي لازم الممارسة السياسية للحركة الشعبية طوال سنوات حكمها للجنوب، وما قلت به حقائق مرة يعلمها قادة الشعبية قبل غيرهم لكن الأعين وهى تمتلى بالرمد وأن سقم الفم لديهم يمنع أن يروا شيئا من ذلك !؟.
كيف تطالب أخى غندور  قادة الحركة الشعبية للإرتقاء لمستوى مراعاة مصالح أهل الجنوب والبحث عن شراكات إقليمية ودولية بناءة وهم يتوقون للقاء سادتهم وأمرائهم وتكريمهم بحجب البشير ؟ ، لتؤكد مجددا ان السودان هو الجار الأقرب والشريك الأبقى أكثر من سراب وعود الغربيين والأمريكان وأنت تقول : (على الحركة المراهنة على الرئيس البشير وشعب السودان أكثر من الآخرين وإلا فستكون حكومة الجنوب في مستوى حكم أدنى من الفشل !. نقول بذلك وقد فعل الشمال كل ما بوسعه كى تقوم دولة الجنوب بخيار أهله ورضى الشمال ويستقر الوطن وتؤمن أسس شراكة وجوار آمن وتعاون بناء ، ولكن من يقومون على أمر الحركة الشعبية لا يملكون بعد النظر ولا ينظرون الى الحقائق من حولهم ، وما بهم من توهم وخيلاء سينتهى بمجرد انتهاء مراسم الاعلان (بقبر دولة فاشلة وخاسرة وفاسدة )  على نحو ما ظل يقول به باقان عن الشمال !. الذى يرى بوجود أوباما أو ايا من قادة الدول الغربية هو الأولى من وجود البشير فاننا نربأ بالبشير أن يكون فى مقام التسفيه والاحتقاروالازدراء ، وهو بات الآن مضرب المثل للقائد المهاب والزعيم المتحدى وهو يجوب العالم متحديا كل أنظمة الاستكبار والهيمنة أن توقفه عن حرية الحركة والتواصل مع العالم وتمثيل بلاده واظهار قوتها وسيادتها وقرارها الحر كيفما كانت المآلات !. البشير شرف للجنوب وأهله ولقادة الشعبية ان أرادوا حضوره وعملوا لأجله رمزا وقائدا للسلام يشرفهم ويرفع من قيمة احتفالهم ومعانيه المستقبلية ، وبدونه سيكون الاحتفال بمثابة المأتم للعقلاء من أبناء الجنوب ممن يعرفون قدر الرجال ومكانتهم !. قادة الشعبية لا يعرفون قدر الرجال ومقامهم وليس بهم وفاء ، ويدهم فى الغدر والخيانة لا ولن تنتهى عند دارفور أو جنوب كردفان أو النيل الأزرق وكل التحالفات التى يعدونها للمكر بالسودان الشمالى ومستقبله ، ليت الرئيس البشير ترجل عن حضور هذا الاحتفال بقراره كى يسقط فى أيديهم ويكبر فى نفوس أبناء الشمال والاقليم وهو من صنع لهم هذا المجد الذى يحتفلون به ، فان ارداوا ان يهان بكسبه فى صناعة السلام وما منحه للجنوب من شرف ، فتقدير محبى السلام لشخص البشير يزداد بغيابه عن احتفال يكرس الخيانة والغدر ونكران الجميل وعدم الوفاء وكله يليق بالشعبية وقادتها !؟. قادة الشعبية منشغلين بتوافه الأشياء والشكليات ، ويكثرون من المهاترات والترهات والاستفزاز ومقام البشير كبير وعزيز يدركه من يعرفون قدره وينزلونه مكانته ، ليتك تستجيب سيدى الرئيس وتنأى بمقامك فتقاطع احتفالهم بقرار جرىء منك يليق بك وبنهجك ومواقفك ولتهنا الشعبية وقادتها بحضور رؤساء الخزى والعار والبؤس والدماء والأشلاء والخراب والدمار العالمى من أمثال أوباما فى مأتم جوبا !!!...



adam abakar [adamo56@hotmail.com]

 

آراء