جبريل .. وخيانة الأمانة .. ؟؟

 


 

 

قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بصيرا .) [النساء:58]. لحكومات الانقاذ البائدة و بمختلف مسمياتها التى جسمت على صدورنا لثلث قرن من الزمان اسلوب بل وعادة اعتادت عليها : و هى انها كلما كانت تعانى من ضائقة مالية او عجز فى الميزانية الا و كانت تلجا الى جيوب المواطن ( ذلك المسكين ) من اجل نجدتها و ذلك بزيادة اسعار المواد البترولية من جازولين و بنزين و غاز منزلى .. و للاسف الشديد فإن الحكومة التى انقلبت على رئيس وزراءنا حمدوك فاقت جماعة الانقاذ بمراحل عديدة و زادت عليهم باكثر من ذلك بمراحل و ذلك بزيادة اسعار المواد البترولية و المواد التمونية الاساسية مثل السكر و الزيت و الرغيف و الدقيق .. الخ و بزيادة الضرائب و الجمارك .. بل بابتداع انواع جديدة من الضرائب و الرسوم ما انزل الله بها من سلطان و لا يوجد لها مثيل فى كل العالم الحر منه و الغير حر .. ؟؟ لم يفكر وزير مالية حكومة الانقلاب جبريل ( الارضى ) و لو مرة واحدة على معالجة مشكلة عجز الميزانية و الضائقة المالية التى يعانى منها الوطن و ذلك بمعالجة مظاهر الفخفخة الحكومية و الثراء الفاحش الذى يعيش فيه المسؤلين الان بعيدا من جيوب المواطنين المثقوبة اصلا .. ؟؟

اذا وقفنا أمام الامين العام للامم المتحدة نجد انه لا تقف امام بيته من ثلاثةالى اربعة سيارات لخدمته و لخدمة ال بيته الميامين الكرام .. ابناء الأمين العام للأمم المتحدة يذهبون الى مدارسهم بباص المدرسة المخصص لنقل الطلاب .. مع انه لو قام بارسال ابنائه بطائرة هلكوبتر لا احد يستطيع مراجعته فى ذلك كون ابناء رئيس الأمم المتحدة مهددين فى اى لحظة بسبب مواقف والدهم من القضايا العالمية .. كما اننى لااعتقد ان زوجة الخال الأمين العام للأمم المتحدة قد تفكر يوما ما و تتصل بالسائق و تطلب منه ان يذهب الى السوق و يحضر لها شئ ما .. او ان يذهب معها او مع الخادمة لاحضار الخضار .. كون احضار متطلبات البيت لا علاقة لها بعمل زوجها الدبلوماسى و من الممكن ان يتعرض مستقبل زوجها السياسى للخطر بسبب احضار متطلبات البيت بسيارة الامم المتحدة .. ؟؟ لذلك فانها قد لا تطبخ له فى ذلك اليوم و ان تطلب منه و هو فى طريق العودة ان يحضر معه هامبرجر او هوت ضوك حتى لا تضع زوجها بحرج سياسى كبير بسبب متطلبات البيت .. او يحرج مع السائق لانه ليس من مهامه تلبية طلبات البيت و المدام ..؟؟

هذا بخصوص اكبر مسؤل دولى على مستوى العالم .. اما بخصوص ادنى مسؤل حكومى على مستوى السودان ( الوطن المنكوب بمسؤليه السابقين و الحاليين ) فالوضع لدينا مختلف خالص عن وضع ود خالتنا أمين عام الأمم المتحدة .. لكن فى وطن العجائب السودان من الممكن ان تصادف على الطرقات سيارة حكومية تصيبك بالرعب من النمرة الحكومية الصفراء التى عليها و من شكلها أن كانت بدون نمرة و أرقام .. و لكن عندما تقترب منها قد تجد طفلا صغيرا يبدو انه ذاهب للروضة .. و فى حال نظرت اليه يقوم باخراج لسانه عليك ليغيظك .. كون هذا الطفل هو ابن مسؤل حكومى من أصحاب السيادة إياهم أو من الحركات المسلحة او من اصحاب الجنسيات المتعددة و من سياساته المعروفة هو الضحك على دقن الشعب ..؟؟ ..و من الممكن ايضا ان تجد سيارة شبح حكومية تعمل بين الجامعات مثل سيارات الامجاد كون ابناء هذا المسؤل أو ذاك اوقات محاضراتهم مختلفة عن بعضهم البعض .. و من الممكن ان تجد احد هؤلاء الشباب يحب سماع اغنية راجل المرة ده حلو حلاة .. و الله انا محتار مين هو الراجل الحلو ده .. و قد يكون قاصد ابوه المسؤول نفسه ... و يبدو هذا من انفعاله الشديد داخل السيارة الحكومية مع كلمات الاغنية الركيكة .. كون هذا الابن بالذات يطمع ان يحل محل والده فى المستقبل فى زعامة الحركة أو الحزب .. ؟؟ او قد تجد نعجة او خروف قد حظى بركوب احدى السيارات الحكومية .. و هو ينظر اليك ساخرا منك انت الذى يلهث خلف المواصلات العامة من اجل الفوز بمقعد او حتى واقف .. ؟؟ او قد تجد خادمة اجنبية تجلس فى الكرس الخلفى قد وسدت راسها فى الوسادة الخلفية لسيارتنا الحكومية كون وزير خارجية بلادها لا يحلم طوال حياته بان يركب مثلها و يقعد القعدة دى .. و قد تصادفك احدى السيارات الحكومية متوقفة فى سوق الخضار .. او امام محل كوافير بانتظار إكمال تجميل زوجة المسؤل( المدام ) .. و قد رايت بام عينى .. ( و ابيها و حبوبتها ان شئت لدواعى ان اكون صادقا ) سيارة حكومية تشارك فى سيرة عرس .. ؟؟

جبريل الارضى ذلك الرجل الفهلوى الذى استلم وزارة المالية السودانية من أجل ضمان توفير أموال سلام دارفور كما ذكر ذلك و ليس حل مشكلة ابناء الوطن الواحد و هو هنا قد خان أمانة التكليف .. ؟؟ جبريل ذلك الفهلوى الذى كلما سال عن الحل لمعالجة العجز الدائم للموازنة تكون اجابته فورا : رفع اسعار المواد البترولية من بنزين و جازولين و غاز طبخ و كهرباء و مياه و خبز و أدوية و باقى السلع الضرورية للمساكين و رفع للجمارك و فرض للضرائب .. و الى ذلك من حلول لا تمس الا طبقة الفقراء و المعوزين ( يشكلون ٨٠% من الشعب السودانى ) مما بعد خيانة حتى لانقلاب البرهان الذى تحدث عن رفع المعاناة عن كاهل الشعب السودانى .. ؟؟ اما ذلك الترف الحكومى من مجلس سيادى و مليشيات و من اساطيل عربات بكاسى موديل ٢٠٢٢ باستثناءات و بجمارك مخفضة لأعضاء حركته المسلحة ( مع العلم بأن جبريل قد اوقف استثناءات المغتربين المستحقة .. أليس ذلك بخيانة الأمانة .. ؟؟ و ذلك الصرف البذخى فى الاحتفالات باستقبال مسؤول و مهرجانات تنصيب والى .. ؟؟ و تلك الرواتب الغير معلومة التى يتقاضاها من يسمون بالسيادين و الوزراء الذين لا رئيس وزراء لهم ( و هذا يحدث لاول مرة فى تاريخ العالم ) و أولئك المساعدين الذين لا يساعدون فى شئ و المستشارين الذين لا يستشارون فى شئ .. و تلك الرواتب الخيالية والامتيازات اللامحدودة التى لا تتناسب و مواردنا المحدودة جدا .. و ذلك العدد المرعب من وزارات الدولة و الهيئات و المؤسسات المتشابهة .. ؟؟ و هذا الترف الحكومى الذى لا يناسب مواردنا على الاطلاق مثل شراء سيارات جديدة لناس مجلس السيادة .. أليس كل ذلك بخيانة للامانة .. ؟؟ و ماذا عن سؤال المليون فى السودان لحبريل عن مبلغ اثنان مليار و ستمائة مليون دولار و أطنان من الذهب كانت موجودة فى البنك المركزى قام يأخذها جبريل بحجة الحفاظ عليها ..اين هى و هو يتسول العالم لأجل بضعة دولارات من أجل مساعدته لحل مشكلة الكهرباء .. ؟؟ و سؤال الساعة فى السودان عن بيع شركات الجيش إلى مستثمرين أجانب لفك الضائقة المالية بدلا من إعادتها إلى ولاية وزارة المالية حتى يستفيد منها الشعب السودانى مما بعد خيانة كبرى للأمانة .. ؟؟ امتناع جبريل عن شراء القمح من المزارعين أبناء البلد بدلا من تشجيعهم و تحفيزهم لزيادة الإنتاج و التصدير لجلب عملات حرة للبلاد لوجود أزمة عالمية فيه ( بسبب حرب كرواتيا ) أليس بخيانة كبرى للأمانة .. ؟؟ جبريل ( السودانى الارضى ) هو المسؤل عن الفشل و العجز الدائم للموازنة .. و هو من اوصلنا لدرجة افلاس الحكومة الانقلابية نفسها بعد ان كان هنالك فائض اثنان مليار و ستمائة مليون دولار و أطنان من الذهب فى خزينتها قبل الانقلاب و الان يوجد عجز و انهيار لكل شئ .. ؟؟ جبريل هو المسؤول عن هذا الانهيار الذى يحدث.. جبريل هو من اضاع هيبة الوطن .. و هيبة تلك الحكومة فى وقت واحد .. ؟؟ تلك الحكومة التى لم تجد أحدا من السودانيين يتبرع لها بأن يصير رئيسا لهؤلاء الوزراء .. ؟؟ ختاما نذكر السيد جبريل ( اسوأ وزير مالية فى تاريخ السودان ) بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم و هو يشق على أمة النبى محمد فى السودان و يضيق عليهم فى معيشتهم : عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: ((اللهم من وَلِيَ من أمرِ أمتي شيئًا فشَقَّ عليهم فاشقُقْ عليه، ومن وَلِيَ من أمر أمتي شيئًا فرفَق بهم فارفُقْ به))؛ رواه مسلم.

حمد مدنى حمد

 

hamad.madani@hotmail.comt

 

آراء