استانفورد واختراق الصوفية وأحداث غرداية!!

 


 

 



كلٌ يحاول تأويل انهاء الخارجية الأمريكية  لمهام القائم بالأعمال الأمريكي استانفورد بغير  حقيقة الأمر  خاصة لاطلاعي على كل ما نشر  في صحفنا  ومنها من قام بالتأويل  ومنهم  من تساءل ، حتى أن البعضٌ حاول أن يضفي تبريراً عاطفياً على إنهاء مهام الديبلوماسي لتقربه من المجتمع السوداني وخاصة الطرق الصوفية ، وكأنما الرجل كان يأتي بما أتي من عنده وليس ضمن مهام مكلف بها ، حتى أن البعض وصل في  تأويل إنهاء مهام الرجل، ربما يعود لرغبته في اعتناق الاسلام!! ، والحقيقة أن كل من نحى هذا المنحى من المتأويلين لم يتابع تلك الدراسة البحثية التي بدأت الصحافة الغراء نشرها تحت عنوان " الاختراق الأمريكي للطرق الصوفية، كاستراتيجية قامت  بتبنيها الادارة الأمريكية ، والتي كانت قد كلفت بها أكبر أذرع وكالة المخابرات المركزية (CIA) وهي أحد أهم  وسائل استراتيجية نشر الفوضى الخلاقة أي مؤسسة راند(RAND) بالاضافة إلى مراكز أخرى مشابهة منها بيت الحرية      Freedom House)) وانفقت عليها مئات الملايين من الدولارات!! ،
إن إختراق الطرق الصوفية على أساس أنها سلاح مضاد لمواجهة التكفيريين  أو الاسلام المتشدد  المعادي لأمريكا – كما جاء في توصيات هذه الدراسة - أصبحت من ثوابت استراتيجية نشر الفوضى الخلاقة وأهم وسائلها ،  وقد أشرت في الدراسة  إلى روبن رايت  الذي أوصى بالاستعداد لمحاربة الهلال السلفي الجديد المتشعب  من مشيخات الخليج (الفارسي) كما أطلق عليه!! ، يبدو أننا لا نلقي بالاً  للدراسات البحثية ، وعندما نكتب عن أي حدث لا نستصحب ما يكتب أو حتى  نكلف أنفسنا ببذل بعض الجهد للتنقيب في أضابير  الدراسات الغربية عن مايمت بالحدث وعلاقته بنا؟!!
والسؤال الذي بدأ يطرح نفسه بالحاح هو: مَن وراء محاولة تخريب  بعد الأضرحة التي سميتها في الدراسة في بلدان منها: السودان ، العراق ، مصر ، سوريا ، مالي ، ، ليبيا ،  الأردن الصومال ، الهند  باكستان ، وأفغانستان، مع إغداق التمويل اللآزم على المهرجانات المغربية للترويج بإحياء التراث الصوفي ، والقاسم المشترك لكل هذه الأحداث كان الايقاع أو محاولة  الايقاع  للتوترات والمصادمات بين السلفيين  والطرق الصوفية في العالم العربي ،  ومن  ثم تأزيم  العلاقة بين الطرفين وربما الانتقال بعدها إلى مرحلة  المواجهات ، وللعلم أن كل  الاعتداءآت التي تمّت على الأضرحة بالذلت في بلادنا تم قيدها ضد مجهول!!
اليوم تحمل الانباء خبر  نشر  الأمن الجزائري لأكثر من ألف عنصر درك في منطقة "غرداية" ، إذ بدأت تطور ات مرحلة نذر  المصادمات بين المالكية والشافعية أي الصدام بين المذاهب بعد أن كانت محصورة بين الشيعة والسنة . عربياً  تهدف أمريكا إلى دعم الطرق الصوفية عبر  الانفاق على إعادة إعمار المزارات والأضرحة، ونشر المؤلفات الصوفية وتأسيس جمعيات ، حتى بدأنا نقرأ مؤخراً عن مؤلفات لباحثين وباحثات عرب في  بعض البلدان العربية المشرقية والمغاربية ، يكتبون ويكتبن بحوثاً عن الصوفية  وكأنما قد تم إكتشاف تراث ابن عربي فقط في  النصف الثاني من العقد الأول لهذا القرن وهو ذات التأريخ الذي صدرت فيه نتائج دراسات هذه الجهات المشبوهة ، هذا بالاضافة إلى ما نرى من تمتين العلاقة الحميمية مع مشايخ الطرق الصوفية ورموزها عبر زيارات بعض الدبلوماسيين الأمريكان ، وزيارة الموالد وعقد الاتفاقيات والمؤتمرات المشتركة ، وفي نوفمبر الماضي تمت دعوة بعض رموز  ومشايخ الطرق الصوفية لمؤتمر  نظمته أحد دوائر الأمم المتحدة والتي فجأةً أصبحت من المهتمين بالطرق الصوفية وأصبغت على مشايخها  لقب سفراء النوايا الحسنة!!
ربما أن استانفورد كان متحمساً أكثر من اللآزم  لتنفيذ المهام التي كُلف بها حتى أصبح نشاطه ملحوظاً وتحديداً بعد اشرك بعض وكالات الأمم المتحدة في هذا النشاط المحموم ، واستنتج أنه قد أصبح كرتاً محروقاً ،  إذ كان يفترض عليه العمل بايقاع هاديء ( Low Profile ) وليس بهذا بالايقاع  السريع الملفت لآنظار  نتيجة حماسته،  التي بدأت تنبت بذور الشك حوله و هي ذات الوسيلة التي اقترحها روبن رايت لضرب عصفوران بحجرٍ عبر نشر الفوضى الخلاقة وضرب الاسلام المتشدد بالصوفيين!!
لقد بدأت المخابرات المركزية تنفيذ مرحلة جديدة بتفعيل هذه  الاستراتيجية  ليس باختراق الطرق الصوفية لاستغلالها بحسن نية لخلق صدام بينها وبين السلفيين ، الآن بدأت  مرحلة اختراق المذاهب الأربعة ، وبدأت بين الشافعية والمالكية في غرداية بالجزائر ، فلنأخذ حذرنا  وننتبه لما يحاك بليل فالأمر يحتاج لتوعية أهلنا مشايخ الطرق الصوفية لما يحاك بليل وهم أهل السماحة والتسامح!!
وسلامتكم,,,,,,
zorayyab@gmail.com
نقلاً عن جريدة الصحافة

 

آراء