استراتيجية .. دول اولادنا … بقلم: عبدالباقى الظافر

 


 

 

تراسيم.

 

alzafir@hotmail.com

 

بعد ان خسرت مصر معركتها الكروية مع الجزائر فى استاذ المريخ يوم الاربعاء الماضى  ..كانت قناة فضائية مصرية تستجوب اعلاميا سودانيا ..الاعلامى المصرى يردح فى ذمنا .. والزول السودانى فى حالة دفاع .. يحدث أهل مصر بما تريد اذنهم ان تسمع .. وبعد نهاية القرة المثيرة ..تستعرض القناة الرسمية احوال الطقس فى الجمهورية .. ولاتنسى مذيعة الاحوال الجوية ان تخبرنا بدرجة الحرارة فى (حلايب ) .

مصر اخت بلادى ترتكب خطأ عظيما فى تعاملها مع اعلى النهر ..والمشكلة ليست ان تخطىء مصر فى حساباتها مع السودان ..بل المصيبة ان تصر القاهرة على تطبيق استراتيجة اثبت الواقع والتاريخ عدم دقتها.

عندما دخل اسماعيل باشا السودان فى القرن الماضى ..ممددا نفوذ مصر الى جنوب الوادى ..وجد الباشا ترحيبا من بعض اهل السودان ..وبنى على هذا الترحيب المحدود استراتيجية للتعامل مع اهل السودان ..سوء التقدير انتهى بالخديوى اسماعيل الى هشيم تزروه الرياح .

مصر الثورة بعد 1952 ..تبعث بالصاغ صلاح سالم ليرقص رقصة الوحدة مع القبائل النيلية .. والقاهرة كانت تفترض ان من يعترض على وحدة وادى النيل هم اهل الجنوب ..ثم تتفاجأ مصر الرسمية والشعبية ..ان الذى يقترح الانفصال عن مصر واعلان السودان دولة مستقلة ..هو حليف مصر الاول الاتحادى الكبير اسماعيل الازهرى .

عندما حدث انقلاب يونيو 1989 ..مستخدما ساتر مذكرة القوات المسلحة الشهيرة ..كان السفير المصرى الاشهر الشربينى .. يضحك ملىء شدقيه وهو يخبر القيادة المصرية " دول اولادنا " .. واولاد الشربينى يفعلون بمصر ونفوذها ما لم يفعله أحد من قبل .. تغلق مصر جامعاتها فى السودان .. وتتأزم العلاقة الثنائية حتى تصل الى مدارج مجلس الامن الدولى بنيويورك .

اخيرا ..بعد ان فشل المنتخب المصرى فى حسم جولة التأهل لنهائيات كأس العلم فى القاهرة ..نثرت مصر كنانتها ..وفاضلت بين الدول والمدن ,, ولم تجد غير السودان وامدرمان ..وحسب أهل مصر ان السودان سيكون معهم على قلب رجل واحد .. وان امدرمان ستوكن دائرة مغلقة للفراعنة .

ان تكون مصر والسودان حتة واحدة ..هدف سامى .. ورغبة طيبة تجد مايسندها من الوقائع ..ولكن مصر لم تجتهد لتحقيق ذلك الهدف .. ولم تعمل بجد لتجسيد هذه الرغبة على ارض الواقع ..تكتفى باميال محدودة فى حلايب ..لتخسر مليون ميل فى جنوب الوادى..تستورد الخراف من امريكا واستراليا ..ولحم الضأن السودانى يعبر مياه مصر ليمضى لاهل الاردن .

تألمت وان اقرأ تصريحات وزير الاعلام المصرى لا (الدفاع )..الذى يبشر جاليته العابرة ..بأن قوات مصرية خاصة قادمة لنجدتهم فى امدرمان التى دخلوها بسلام وبلا تأشيرات دخول.

استراتيجية دول اولادنا تحتالج الى تصويب ..وعلاقة القاهرة بالخرطوم تحتاج الى اعادة جدولة ..العلاقات الازلية تبنى على المصالح والاحترام .

 

آراء