استغاثة نبيل أديب… للانقلاب أكثر من وجه !!

 


 

 

musahak@hotmail.com

أطلق نبيل أديب رئيس اللجنة المستقلة للتحقيق في في فض الاعتصام تعميم صحفي بأن قوة أمنية داهمت مقر اللجنة واستولت عليه ومنعت أعضاء اللجنة من الدخول فيما سمحت لأشخاص بأزياء مدنية بالدخول لإجراء عمليات صيانة ! مما دفع اللجنة للتوقف عن آداء أعمالها إزاء المطالبة بإخلاء المقر .
ذلك مقتطف من التعميم الصحفي الذي هو أشبه ب(الاستغاثة ) اليائسة التي أطلقها السيد نبيل أديب .
هذه اللجنة المستقلة التي تم تكوينها للتحقيق في المجازر التي صاحبت فض إعتصام القيادة العامة وما عرف بمجزرة 3 يونيو 2019 ، تعتبر تلك اللجنة ركيزة أساسية في تاريخنا الوطني وربما تصبح في يوم ما جزء من سلسلة اللجان القانونية التي تركت آثارا ووقائع ومغالطات تاريخية كلجنة (ابو رنات) وغيرها .
تنبع أهمية اللجنة أنها مختصة بالتدقيق في جرائم لم يشهدها السودان منذ آخر مجزرة حدثت في عام 1898والتي قام بها الغزاة الإنجليز والمصريين تحت قيادة كتشنر باشا بعد هزيمة كرري .
وذلك المقر التابع للجنة المستقلة تحول لذاكرة تاريخية حية تحوي آلاف من أشرطة الفيديو والتسجيلات الشفاهية والمكتوبة المصحوبة بذمة الآلاف من أبناء الوطن الذين تقدموا كشهود علي فظاعة تلك المجزرة وتوثيقها ،كما تضم المئات من شهادات الذين استدعتهم اللجنة كمتهمين محتملين أو ضالعين بشكل
أو آخر في تلك المجزرة .
وبما أن الذين قاموا بتنفيذ تلك المجزرة بشكل مباشر أو غير مباشر لا زالوا طلقاء ولم توجه لهم اتهامات، وقد يكون بعضهم في قمة مراكز السلطة القائمة فإن ما ذكره السيد نبيل أديب من أنه لا يستطيع توجيه الاتهام لأي جهة يبدو مسألة مثيرة للرثاء والسخرية معا ، وهو رجل قانون ومن المفترض أن تحتشد ذهنيته القانونية بكل القرائن والشبهات وحتي الأدلة في مقاومة ذلك (المجهول) الافتراضي الذي داهم مقر اللجنة واستولي عليها ومنع القائمين من أعضاء اللجنة من الدخول ،ثم سمح لأشخاص بزي مدني لإجراء عمليات صيانة .وهل أسعفه حسه القانوني باستنساخ تلك المستندات السمعية والبصرية وإيداعها في مناطق آمنة خارج ذلك المقر ؟
كمواطنين سودانيين فإن مبني ومقر تلك اللجنة ومحتوياته لا يقل أهمية بالنسبة لنا عن أهمية تلك (المفاعلات النووية) التي يجري القتال حولها في إوكرانيا .
ولكن أن يصرح السيد نبيل أديب بأن اللجنة قد قررت (التوقف عن العمل وعدم ممارسة أي عمل إلا بعد إخلاء المقر) فذلك هو الهدف الأكثر تصويبا لإنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021.
يبدو أن اللجنة قد نفضت يديها عن المقاومة وتركت تلك الفضيلة دون أن تنادي أبناء شعبنا لحماية ذلك المقر فهو ثروة وطنية تاريخية كان يمكن أن تطلق نداءا كنداء ليلة المتاريس في أكتوبر 1964والذي أطلقه قانوني في ذلك الزمان الراحل فاروق أبو عيسي لحماية ثورة أكتوبر .
لقد سقطت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو تحت الضربة المباشرة للإنقلابيين واليوم مستودع جرائم فض إعتصام القيادة الذي يمثله ذلك المقر ومحتوياته ، وبالتأكيد فإن الهدف ليس مبني متنازع عليه ولكنه كتاب تاريخ متنازع عليه ، ونهب للأدلة دون معترك أو أدني مقاومة ليتمكن الجناة من طمسها وإلي الأبد . وفد سقطت اللجنة ومقرها دون مقاومة في أيدي الانقلابيين .
.............(والنملة تعتز بثقب الأرض) !
فهل يجري التفريط في تلك الوثائق ويصبح الدفاع عنها وحمايتها مجرد تعميم صحفي تذروه الرياح .

‏‫‬‬

 

آراء