استقالة الدكتور إبراهيم الأمين .. الأحباب وأزمة الزعامة المسكوت عنها
عبدالرحمن حسين دوسة/مستشار قانونى
25 June, 2022
25 June, 2022
يبدو أن عجلة التاريخ تدفع بحزب الأمة القومي لاتجاهات لم يستعد لها جيداً بعد رحيل زعيمه التاريخي الأمام الصادق المهدى الي الفردوس الأعلى، إذ أن الاستقالات المتلاحقة لأرفع قياديين تشئ بأن الحزب قد يكون أمام تحولات تاريخية مفصلية لا نعلم مآلاتها النهائية.
لا انزعج عند الحديث عن خيبات النخب وإدمانها الفشل فتاريخنا السياسي كلها خيبات ولكني أتألم حينما أجد بعض النخب تشمت بخبث ولؤم علي عثرات وإخفاقات أحزابنا الوطنية والتاريخية إذ يوقدون الشموع احتفالا بإعدام عبدالخالق والشفيع ويفرحون حتى الأعماق لقصف الجزيرة أبا و ودنوباوي وإستقالة الفريق صديق إسماعيل أو الدكتور إبراهيم الأمين ثم يرقصون عشرة بلدي على انشقاقات الوطني الاتحادي من دون أن تفلح هذه النخب لأكثر من نصف قرن في تقديم أحزاب بديلة لها ربع مقدرات وعطاء الحزب الشيوعي أو عشر جماهير حزب الأمة.
الأحزاب السياسة الكبرى هي في نهاية المطاف فضاءات للمواطنة وثروات قومية وبالتالي فان قوتها ووحدتها واستقرارها وانسجامها تعد من الشروط الشارطة لقوة ووحدة وإستقرارالوطن وأن أي شرخ أو إنشقاق في الواقع الداخلي لأى حزب لا ينتج إلا حروباً وانقسامات داخل الوطن والمجتمع، هذا ما يتعبن علي كل وطني غيور وصادق مع نفسه أن يفهمه ويعمل من أجله.
الشاهد وبعد متابعتي للقاء الدكتور إبراهيم الأمين ـ نائب رئيس الحزب ـ مع قناة العربية/الحدث بعيد استقالته المفاجئة من الحزب – وهى للأسف الإستقالة التى شمت فيها الكثيرون - شعرت أن ما يدور داخل الأحباب ليست مجرد مسألة تنظيمية يمكن معالجتها عبر الأدوات والآليات الداخلية.
كان الدكتور في قمة الصدق مع ذاته وصريحاً الي ابعد الحدود حينما أعترف بأن استقالته مريرة وما كان لتحدث لو لا وجود أسباب قوية تمس هيبة ومكانة وتاريخ الحزب حسب قوله مضيفاً بأن الحزب لم يعد تلك الصخرة الصماء ولا الملتزم بقرارته ولا المبادر على الساحة الوطنية ولا المتحدث بخطاب واحد منضبط.
أقر الدكتور بوجود صراعات داخل الحزب ولكنه دعا في ذات الوقت الي أن تكون هذه الصراعات على المبادئ وأن يكون الإحتكام الي المؤسسات. هنا نشكر الأمام الراحل المقيم الذى أعطى الحزب أقوى سلاح وهذا السلاح لم يكن مدفع مكسيم وإنما هذه المؤسسية التى أشا إليها الدكتور.
على أن اخطر ما ورد على لسان الدكتور إبراهيم الأمين هو "أن الحزب بلا أدنى شك مخترق ومختطف وأن هناك تأثيرات داخلية وخارجية على قراراته فضلاً عن ولاءات مزدوجة لبعض القيادات وإستغلالهم الحزب لضرب المصلحة القومية وإحتكارهم القرار ".
بالطبع هذه تهم خطيرة وقاسية تكفي لنسف اي إحتمال لعودة الدكتور لأحضان الحزب مرة أخرى، لكن الرجل بهدوئه وتوازنه العقلانى المعهود فاجأ الجميع قائلاً بأنه ضد أى إنشقاق أو إساءة للحزب وأنه مع مصلحة الحزب أينما تكون حينها أدركت أن فقه الإعتزال ليست من أدبيات الأحباب و"أن ربيع الأمة آت من بعد شتاء قاتم" كما أن الدكتور عائد للحزب لا محالة وبالأحرى لم يغادره.
العمل الحزبى ليس ترفاً ولا وجاهة وليس غاية فى حد ذاته وإنما هو نضال وتضحية وعلى الأحباب ألا يتجاهلوا الملاحظات التى وردت على لسان الدكتور فهى حتي وإن لم تكن دقيقة فإن طرحها علناً ومطالبته بالإصلاح فى حد ذاته علامة صحية تظهر روحاَ بإلتزامه الحزبى كأولوية وأن هناك درجة معقولة ومقبولة من الحياة والحيوية داخل الحزب وبالتالى على الجميع السمو فوق المشاعر الإنفعالية والعمل بجدية نحو عقد المؤتمر العام فى أقرب وقت ممكن حتى يتم تجاوز أزمة الزعامة المسكوت عنها والتى سوف يحسمها شباب حزب الأمة.
عبدالرحمن حسين دوسة
مستشار قانونى
hatemgader@yahoo.com
//////////////////////////////
لا انزعج عند الحديث عن خيبات النخب وإدمانها الفشل فتاريخنا السياسي كلها خيبات ولكني أتألم حينما أجد بعض النخب تشمت بخبث ولؤم علي عثرات وإخفاقات أحزابنا الوطنية والتاريخية إذ يوقدون الشموع احتفالا بإعدام عبدالخالق والشفيع ويفرحون حتى الأعماق لقصف الجزيرة أبا و ودنوباوي وإستقالة الفريق صديق إسماعيل أو الدكتور إبراهيم الأمين ثم يرقصون عشرة بلدي على انشقاقات الوطني الاتحادي من دون أن تفلح هذه النخب لأكثر من نصف قرن في تقديم أحزاب بديلة لها ربع مقدرات وعطاء الحزب الشيوعي أو عشر جماهير حزب الأمة.
الأحزاب السياسة الكبرى هي في نهاية المطاف فضاءات للمواطنة وثروات قومية وبالتالي فان قوتها ووحدتها واستقرارها وانسجامها تعد من الشروط الشارطة لقوة ووحدة وإستقرارالوطن وأن أي شرخ أو إنشقاق في الواقع الداخلي لأى حزب لا ينتج إلا حروباً وانقسامات داخل الوطن والمجتمع، هذا ما يتعبن علي كل وطني غيور وصادق مع نفسه أن يفهمه ويعمل من أجله.
الشاهد وبعد متابعتي للقاء الدكتور إبراهيم الأمين ـ نائب رئيس الحزب ـ مع قناة العربية/الحدث بعيد استقالته المفاجئة من الحزب – وهى للأسف الإستقالة التى شمت فيها الكثيرون - شعرت أن ما يدور داخل الأحباب ليست مجرد مسألة تنظيمية يمكن معالجتها عبر الأدوات والآليات الداخلية.
كان الدكتور في قمة الصدق مع ذاته وصريحاً الي ابعد الحدود حينما أعترف بأن استقالته مريرة وما كان لتحدث لو لا وجود أسباب قوية تمس هيبة ومكانة وتاريخ الحزب حسب قوله مضيفاً بأن الحزب لم يعد تلك الصخرة الصماء ولا الملتزم بقرارته ولا المبادر على الساحة الوطنية ولا المتحدث بخطاب واحد منضبط.
أقر الدكتور بوجود صراعات داخل الحزب ولكنه دعا في ذات الوقت الي أن تكون هذه الصراعات على المبادئ وأن يكون الإحتكام الي المؤسسات. هنا نشكر الأمام الراحل المقيم الذى أعطى الحزب أقوى سلاح وهذا السلاح لم يكن مدفع مكسيم وإنما هذه المؤسسية التى أشا إليها الدكتور.
على أن اخطر ما ورد على لسان الدكتور إبراهيم الأمين هو "أن الحزب بلا أدنى شك مخترق ومختطف وأن هناك تأثيرات داخلية وخارجية على قراراته فضلاً عن ولاءات مزدوجة لبعض القيادات وإستغلالهم الحزب لضرب المصلحة القومية وإحتكارهم القرار ".
بالطبع هذه تهم خطيرة وقاسية تكفي لنسف اي إحتمال لعودة الدكتور لأحضان الحزب مرة أخرى، لكن الرجل بهدوئه وتوازنه العقلانى المعهود فاجأ الجميع قائلاً بأنه ضد أى إنشقاق أو إساءة للحزب وأنه مع مصلحة الحزب أينما تكون حينها أدركت أن فقه الإعتزال ليست من أدبيات الأحباب و"أن ربيع الأمة آت من بعد شتاء قاتم" كما أن الدكتور عائد للحزب لا محالة وبالأحرى لم يغادره.
العمل الحزبى ليس ترفاً ولا وجاهة وليس غاية فى حد ذاته وإنما هو نضال وتضحية وعلى الأحباب ألا يتجاهلوا الملاحظات التى وردت على لسان الدكتور فهى حتي وإن لم تكن دقيقة فإن طرحها علناً ومطالبته بالإصلاح فى حد ذاته علامة صحية تظهر روحاَ بإلتزامه الحزبى كأولوية وأن هناك درجة معقولة ومقبولة من الحياة والحيوية داخل الحزب وبالتالى على الجميع السمو فوق المشاعر الإنفعالية والعمل بجدية نحو عقد المؤتمر العام فى أقرب وقت ممكن حتى يتم تجاوز أزمة الزعامة المسكوت عنها والتى سوف يحسمها شباب حزب الأمة.
عبدالرحمن حسين دوسة
مستشار قانونى
hatemgader@yahoo.com
//////////////////////////////