اعترافات الشيخ حسن الترابي ؟
Facebook.com/tharwat.gasim
Tharwat20042004@yahoo.com
1- الإنذار المصري وتداعياته ؟
+ في يوم الاحد 18 أغسطس 2013 ، وكما ذكرنا في مقالة سابقة ، زار السيد نبيل فهمى وزير الخارجية المصري الخرطوم ، ليذكر الخرطوم بأن القاهرة سوف تتعامل معها ، فيما يخص المعارضة في البلدين ، وفق مبدأ ( المعاملة بالمثل ) ، الأمر الذي سماه المراقبون بإسمه ... ( الإنذار المصري ) المغتغت ؟
+ رفع الرئيس البشير قفاز التحدي المصري ، إن شئت فقل ( الإنذار المصري ) المغتغت ، وبدأ الإعتكاف لبلورة إستراتيجية شاملة للمصالحة الوطنية ، وإعادة هيكلة حكومة الخرطوم بسياسات جديدة ، ووجوه جديدة بالتشاور مع قادة المعارضة وزعمائها ... لمواجهة التحدي المصري .
+ في هذا السياق ، تذكر الرئيس البشير ( حديث القطية ) مع السيد الامام ، كما يحلو لجان دارك حزب الأمة ( لنا الخليفة شريف ) أن تطلق عليها . حدد السيد الإمام ثلاثة منجيات للوطن وللرئيس البشير من عجاجات ( الإنذار المصري ) :
* حكومة قومية إنتقالية لفترة إنتقالية بسقوف زمنية محددة ، يخول الرئيس البشير لها جميع سلطاته ، لتحضر للإنتخابات ولوضع دستور إنتقالي ، وتقود لتسوية سياسية جامعة ؛
* يطلب الرئيس البشير من القائد عبدالعزيز الحلو أن يقوم بتجهيز الاباريق في كاودا ليصلي الرئيس البشير معه والقادة مالك عقار وجبريل ابراهيم ومني اركو مناوي وعبدالواحد النور صلاة العيد الكبير القادم ، كفاتحة للمصالحة الوطنية الشاملة ( راجع كلمة السيد الإمام في ندوة مستقبل الحركات الموقعة على إتفاقيات السلام مع حكومة الخرطوم يوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2013 في الخرطوم ) ؛
* يعتمد الرئيس البشير نهجاً قومياً لحلحلة جميع المشاكل العالقة وفق إستراتيجية قومية جادة بدلاً من التكتكة وبيع التراميج ، إذ لا تنفع التوبة بعد قيام الساعة .
فهم الرئيس البشير الكلام . ولكن ؟
+ يخطط الرئيس البشير ، بالمغتغت ، لأن يستمر حكم الإنقاذ لفترة تزيد ولا تنقص عن 31 عاما (29 عاما فترة حكم الخلفاء الراشدين وعامان فى ولاية عمر بن عبدالعزيز)، وهي فترة الحكم الراشد العادل في التاريخ الإسلامي ، بعد وفاة المعصوم . ولذلك فهو مستعد لأن يقلب بعض الهوبات وينحني للعجاجة المصرية في سبيل تحقيق حلمه ؟
+ أرسل السيد ماجد سوار ، سفير السودان في ليبيا ، رسالة ( شخصية ومشفرة ) للأستاذ كرتي يحتج فيها على إستقبال الخرطوم لوزير الخارجية المصري ، لأنه يمثل نظاماً عسكرياً أعتدى على الشرعية الديمقراطية لنظام مرسي ( وكأن نظام الأنقاذ يملك على شرعية ديمقراطية ؟) ؟
تم تسريب رسالة السيد ماجد سوار السرية لوسائل الإعلام المحلية ، وتم أستدعائه للخرطوم وإعفائه من مهامه كسفير في ليبيا .
أرادت الخرطوم أن ترسل رسالة واضحة كما الشمس في رابعة نهار الخرطوم إلى نظام السيسي إنها لا تقبل حتى (النقنقة المغتغتة ) وحتى من اولاد المصارين البيض ، وإنها مع نظام السيسي وضد جماعة الأخوان الإرهابية ؟ عسي ولعل يرفع نظام السيسي ( الإنذار المصري ) ويبطل مفعول مبدأ ( المعاملة بالمثل ) المسلط كسيف العدالة فوق راس نظام الإنقاذ ؟
+ في يوم الجمعة 27 سبتمبر 2013 ، سوف تعقد الامم المتحدة حلقة نقاش في نيويورك يشارك فيها وزراء خارجية الدول المعنية بتطبيع العلاقات بين دولتي السودان ، لمناقشة أنجع السبل لتفعيل أتفاقية سبتمبر 2012 ومصفوفة مارس 2013 بين دولتي السودان ، وحتمية عقد إتفاقية سلام بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية الشمالية .
خطوة أخرى في الطريق نحو تسوية سياسية شاملة ، وأحد المصدات لنزع فتيل ( الإنذار المصري ) ؟
+ في سياق مواز ، صرح السيد البدوي رئيس حزب الوفد المصري ، بعد زيارة عمل للخرطوم ، إن مسؤولين نافذين بحكومة الخرطوم أكدوا له نصاً :
( إنهم على إستعداد للتنازل لمصر عن أراضي كثيرة ، أضعاف أضعاف أراضي حلايب وشلاتين ، في إطار إستمرار ودوام علاقة الود المتبادلة بين الطرفين ) .
ولم يفصح السيد البدوي عن إن السبب الأساسي ربما كان خوف الخرطوم من ( الإنذار المصري ) ، الذي خلخل الرُكب في الخرطوم ، خصوصاً بعد تذكر هذه الرُكب لسوابق التدخلات المصرية في السودان .
2- سوابق التدخلات المصرية في السودان ؟
أعطي الرئيس البشير ( الإنذار المصري ) حجمه الطبيعي ، وهو قدر الضربة كما تقول المبدعة ، وقرر التعامل معه بجدية ، لسببين :
الأول أنه يقدر فاعلية وخطورة التدخلات المصرية في السودان ، لوجود بعض ضعاف النفوس في السودان ، الذين يقولون لجنرالات جهاز المخابرات المصري :
انتو عاوزين شنو ؟ ونحن نعملو ليكم ؟
والثاني لأن الجنرال السيسي مصاب بداء الأخوانفوبيا ، ويعتبر حكومة الخرطوم حكومة إخوانية بإمتياز ، بل كانت الحافز له لكي يسرع بتفجير ثورة 3 يوليو الظافرة لإستئصال الأخوان .
تذكر الرئيس البشير كيف أحتل تحتمس الثالث ( 1425 قبل ميلاد السيد المسيح ) شمال السودان حتى جبل البركل المقدس .
كما تذكر معاهدة البقط المذلة ( 651 م ) ، بين كالديرات ملك المقرة المسيحية وعبد الله بن أبي السرح حاكم مصر الذي إعتدى على وغزا بلاد النوبة بدون وجه حق سوى سبي مواطني النوبة كعبيد . أستمرت هذه المعاهدة نحو 700 سنة ، لذا تعتبر من أطول المعاهدات في التاريخ ، وسيق خلالها ملايين المواطنين السودانيين للعمل كعبيد سُخرة ( دون أجر ) في مصر .
حكم خديوات مصر بلاد السودان بالحديد والنار لمدة 65 عاماً ( 1820 – 1885 ) أذاقوا فيها السودانيين الأمرين حتى ذاعت مقولة عشرة في حفرة ولا ريال في طلبة ، حتى خلصهم الإمام الأكبر ( عليه السلام ) من الإستبداد المصري الغاشم ، في ثورة شعبية من أعظم الثورات في التاريخ قاطبة .
سلم البيه عبدالله خليل السلطة للجنرال عبود ( نوفمبر 1958 ) خوفاً من أنقلاب عسكري كان يعد له عبدالناصر ضد الحكومة الديمقراطية المنتخبة في السودان . كان عبدالناصر يردد دوماً الأية 138 في سورة الأعراف :
قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة .
ويخاف أن يطالب الشعب المصري بديمقراطية كما في السودان .
كما هندس عبدالناصر إنقلاب نميري ( مايو 1969 ) للإطاحة بالحكومة الديمقراطية وقتها في السودان ؛ وفي يوم الجمعة 20 مارس 1970 أرسل اللواء طيار محمد حسني مبارك الذي قذف الجزيرة أبا بطائرات الميج الحربية وقنابل النابالم فقتل آلاف الأنصار المسالمين العزل وجرح عشرات الالاف ، في محاولة من عبدالناصر لتثبيت نظام نميري الدكتاتوري وليمنع رجوع الديمقراطية إلى السودان .
قال الرئيس مبارك لرئيس وزراء حكومة الأنتفاضة ( أبريل 1985 ) الجزولي دفع الله إنه لن يسمح بدمقراطية وستمنستر في السودان ، بعد أن حرقت جماهير إنتفاضة أبريل العلم المصري في الخرطوم .
دعم الرئيس مبارك ، وبقوة ، إنقلاب الإنقاذ في بداياته كيتن في حكومة الصادق الديمقراطية ، وإستمر في دعمه له رغم محاولة إغتياله في أديس ابابا ( 1995 ) ، ورغم معرفته لطبيعة الإنقلاب الأخوانية .
لا يطيق حكام مصر نظاماً ديمقراطياً في السودان خوف العدوى من متلازمة ( واجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) ؟
ولكن وجد الجنرال السيسي نفسه في مواجهة نار نظام الإنقاذ ( الأخواني ) ، والقارئ الكريم أدري بالأخوانفوبيا التي تجتاح مصر السيسي ؟ ولكن عزى الجنرال السيسي نفسه بأن نظام الإنقاذ نظام عسكري كما نظامه وبالتالي يمكنه التعامل معه ( كعساكر فاهمين بعض ) . خصوصاً والجنرال السيسي يمكنه إبتزاز نظام الإنقاذ بمبدأ ( المعاملة بالمثل ) الذي يمكن ترجمته إلى ( الإنذار لمصري ) المغتغت ؟
نعم ... ثمن الرئيس البشير وكذلك الشيخ الترابي ( الإنذار لمصري ) عالياً ، وقررا التعامل معه بجدية .
وكانت الخطوة الأولى من الشيخ الترابي .
ماذا فعل الشيخ الترابي ؟
دعنا نرى ؟
3- إعترافات الشيخ حسن الترابي ؟
في يوم الأحد 4 أغسطس 2013 فجّر الشيخ الترابي سراً ظل مكتوماً يبن الجوانح ؟ فقد إعترف ، ولأول مرة منذ وقوع المفاصلة داخل الحركة الإسلامية ، قبل حوالي 14 سنة ( يوم الأحد 12 ديسمير 1999 ) بأن الرئيس البشير غير مسئول عما أسماه ( التآمر ) الذي أدى لانسلاخه ( الشيخ الترابي ) وأصحابه الكرام من حزب المؤتمر الوطني الحاكم وتكوين حزب معارض بأسم حزب المؤتمر الشعبي ! وزكّى الشيخ الترابي الرئيس البشير قائلاً :
( إنه رجل متدين وطيب ، يحب الإسلام والحركة الإسلامية ) .
نفى الأستاذ كمال عمر الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي أن يكون الشيخ الترابي قد أدلى بهذا التصريح ، ولكن غالبية المراقبين أكدوا صحة التصريح .
إذن يعترف الشيخ الترابي ، وإن كان بطريقة غير مباشرة ، بأنه كان المسئول عن المفاصلة والسبب فيها ، في خطوة في رحلة الالف ميل التصالحية لدرء خطر ( الإنذار المصري ) ؟
في سياق مواز ، وفي يوم الأربعاء 11 سبتمبر 2013 التقى السيد العقيد ركن عبدالرحمن المهدي مساعد رئيس الجمهورية و السيد وزير المالية والاقتصاد الوطني والسيد محافظ بنك السودان بقيادات المؤتمر الشعبي على رأسهم الشيخ حسن الترابي في إطار طرح المقترحات الرامية لرفع الدعم عن المحروقات لتقوية الإقتصاد الوطني ، بهدف توحيد الجبهة الداخلية ، لمواجهة ( الإنذار المصري ) ! ولكن حرن حمار الشيخ الترابي عند العقبة ، داعياً الحكومة لإجراء تسوية سياسية ومصالحة وطنية كعلاج ناجع وجذري ( وإجمالي ) للأزمة الإقتصادية بدلاً من سياسة ( القطاعي ) والتجزئة التي تسعى لتحويل الازمة إلى أكتاف الشعب السوداني برفع الأسعار ؛ السياسة الخرقاء التي تمت تجربتها السنة المنصرمة وفشلت فشلاً ذريعاً .
كلمة السر ؟ المصالحة الوطنية والتسوية السياسية الشاملة لصد وتحييد ( الأنذار المصري ) !
قبل الدخول في تفاصيل المصالحة الوطنية بين الوطني والشعبي ، وحتى نضع الإمور في نصابها الصحيح ، دعنا نتقصى اولاً الأسباب التي أدت إلى المفاصلة . لهذا الغرض سوف نستعرض في تسلسل تاريخي قصة القشة الأسطورية التي قصمت ظهر الحركة الإسلامية في يوم الأحد 12 ديسمبر 1999 ، وأدت إلى تقسيم حزب المؤتمر الوطني إلى حزبين متعارضين ... الوطني والشعبي ؟
دعنا نبدأ من طقطق في النقاط التالية .
4- الحكومة العميقة ؟
نواصل ....
////////////