اقتراب المواجهة الفاصلة بين الشعب السوداني وغرفة العمليات السرية للحركة الإسلامية

 


 

 

حتي لا يلدغ الشعب السوداني من جحر واحد الف مرة
جزء هام من تاريخ السودان المعاصر واحداث ووقائع لها تاثير مباشر علي مجريات الامور وتطورات الاحداث الراهنة وحاضر ومستقبل البلاد لاتزال مجهولة التفاصيل و محصورة الي حد كبير في اطار الانطباعات الشخصية ومجالس الونسة العادية في احيان اخري في غياب التوثيق القانوني ومؤسسات العدالة المهنية..
ان يقوم تنظيم عقائدي بالاستيلاء علي السلطة بالقوة المسلحة وان يستولي علي كل مؤسسات الدولة القومية وجيشها واقتصادها ومواردها وان يبسط سيطرته علي كامل الاراضي السودانية علي مدي ثلاثين عام واكثر فذلك ليس بالامر اليسير او الهين ولاينسجم مع كل ماسطرته كلمات الادب السياسي القومي والوطني عن البطولة والجسارة والتضحيات العظيمة لشعب السودان التي ذهبت ادراج الرياح خلال الكثير من مراحل التحولات والثورات والانتفاضات الشعبية واخرها السقوط الذي لم يكتمل منذ ابريل من العام 2019 وحتي هذه اللحظة لنظام الرئيس المعزول عمر البشير وبطانة الشعوذة والدجل والفساد والارهاب المسلح التي ظلت تسانده خلال تلك الاعوام الطويلة من عمر النظام.
الامور تتجه الان في الايام القليلة القادمة نحو مواجهة فاصلة بين جموع الشعب السوداني وحكومة الامر الواقع التي اصبحت تظهر في كل يوم الوان من الجسارة " والحقارة " عبر قرارات يتضح انها تصدر بصورة شبة يومية من غرفة العمليات السرية لفلول الدولة العميقة وما كانت تعرف بالحركة الاسلامية السودانية التي يتولي الجنرال البرهان حفظه الله ورعاه مهمة الاعلان عنها بعد التصديق عليها واخرها تهديده الانتحاري بطرد مبعوث الامم المتحدة من البلاد وعمليات الاحلال والابدال في اجهزة ومؤسسات الدولة التي وصلت الي اسوار مؤسسات التعليم العالي والجامعات التي يفترض انها كيانات مستقلة تتمتع بالحصانة والقدسية وتقدير الامة السودانية.
للاسف حتي هذه اللحظة يعتبر فريد عصره وزمانه الجنرال البرهان هو المتورط العلني باختيارة المطلق في القيام بهذه الادوار في نظر الكثيرين داخل وخارج البلاد ...
الامر لايحتاج الي كبير اجتهاد والسودان بلد مفتوح الي حد كبير والناس يعرفون بعضهم البعض والجنرال البرهان بكل هذا الزخم الذي يحيط باسمه ودورة الراهن في مجريات الامور في السودان لم يمارس العمل السياسي في اي يوم من الايام حتي علي صعيد الاحزاب الشعبية الطائفية المعروفة والمفتوحة العضوية مثل احزاب الامة والاتحادي وطائفتي الانصار والختمية ..
ولم يحصل البرهان بالطبع علي دورات عقائدية او تدريب سياسي علي ادارة الازمات والعمل السري وتحمل الصعاب والمخاطر في مختلف الاوقات والتكييف مع كافة المناخات كما يحدث مع بعض كوادر الاحزاب العقائدية المعروفة في اليسار واليمين والاسلاميين السودانيين بعد الطفرات التنظيمية التي تمت علي مراحل بعد المصالحة مع نظام نميري وبعد ان وضع الاسلاميين السودانيين انفسهم منذ اواخر السبعينات تصرف اجندات واستراتيجية المخابرات الامريكية وبعض الانظمة العربية المتهورة في مصر الساداتية وبعض الدول النفطية واستضافة تنظيم الترابي فلول الارهاب الافغاني في الخرطوم تحت ستار الجهاد المزعوم في اطار مواجهة الشيوعية الدولية ممثلة في انظمتها الاقليمية فيما كان يعرف بمحور عدن واثيوبيا الاشتراكية وصديقهم القذافي.
باختصار من اين للبرهان تلك القدرة علي اصدار قرارات مثل تلك القرارات المتلاحقة بتصفية الارث الوحيد للعدالة الانتقالية وعمل لجنة مكافحة الفساد وازالة التمكين وبقية القرارات التي ظل يصدرها وعليها توقيعة الشخصي وختم المجلس السيادي الوهمي والصوري بالطريقة التي تتطابق بصورة تامة مع طبيعة عمل الاجهزة السياسية والامنية المعروفة للحركة الاسلامية واسلوب عملها في الحرب والخصام.
واخشي ما اخشي ان ينسحب الاسلاميين في ساعة معينة في الايام القليلة القادمة ويتركوا البرهان وصاحبه حميدتي في مواجهة طوفان بشري داخل البلاد وحصار ورقابة دولية وتركيز خارجي مستمر علي تطورات الاحداث في السودان بطريقة قد تتخذ في ساعة معينة شكل المواجهة المباشرة وقرارات دولية باسقاط شرعية نظام الامر الواقع في السودان وسيناريوهات مفتوحة قد تصل الي مرحلة العمل العسكري المباشر واستهداف النظام الراهن في السودان تحت مظلة الشرعية الدولية...
هناك محاكمة الزعيم القبلي علي كوشيب التي حدد لها بعد غدا الثلاثاء في مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي والتي ستتزامن مع التطورات الجارية بالسودان حيث من المتوقع ان تحظي بتغطية اعلامية ومتابعة دولية واسعة بطريقة ستلقي بظلالها السلبية علي صعيد التاثير في اتجاهات الراي العام الدولية وحشدها ضد من يحكمون السوداني اليوم في حالة سقوط اعداد كبيرة من الضحايا اثناء التظاهرات المرتقبة .
الامر في مجملة يستدعي ان تتخذ كل الفصائل التي تقود اتجاهات الرأي العام في الشارع السوداني اقصي درجات الحذر والاستعداد للتعامل مع تطورات الاحداث وان لاترضي بالقليل ومجرد حكومة انتقالية وان تعمل من اجل ان تكون هناك مؤسسات حقيقية وقوية للعدالة الانتقالية تحقق في الحاضر وما مضي من تاريخ السودان المعاصر من فساد وجرائم وانتهاكات ..
الشعب السوداني يريد سلطة طوارئ وطنية قصيرة الاجل تمهد الطريق الي البرلمان والديمقراطية الحقيقية المحمية بسيادة القانون.
وسلطة وطنية لا ترهن القرار السوداني لزيد اوعبيد و ترفع شعار نعادي من يعادينا ونصادق من يصادقنا وان لاتجعل الاجندات الخارجية اكبر همها او اولوية في بلد مهدمة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني تحتاج الي كل جهد وثانية من الوقت والفكر والارادة من اجل عملية اعادة بناء الدولة السودانية ورد الحقوق بكل تفاصيلها من الحق في العدالة ورد اعتبار ضحايا النظام السابق واللاحق الي جانب الامن والسلام والعيش الكريم ومجانية العلاج والتعليم ووضع حد لهذا الاستهبال المنهجي الطويل المدي للترويج لاقتصاد راسمالي ليبرالي ليس له مثيل في كل التجارب السياسية المعروفة في العالم حتي في قلاع الراسمالية الدولية المعروفة .

 

 

آراء