الأحزاب والحركات المسلحة والدعم السريع هي شركات بزنس لا غير
د. محمد علي سيد الكوستاوي
8 May, 2022
8 May, 2022
كل الأحزاب السودانية والحركات المسلحة ،بما فيها الدعم السريع ، بلا استثناء هي في الواقع شركات استثمارية لقلة قليلة هي مالكة هذه الأحزاب . فقط انظر الي هيكلة هذه الأحزاب تجدها متشابهة الي حد التطابق مع هياكل الشركات.
فهناك ملاك الحزب الشركة، علي رأسها رئيس الحزب الذي يقابله صاحب الشركة ، ثم يأتي المكتب السياسي للحزب والذي بمثابة مجلس إدارة الشركة ، وهؤلاء دائما هم زوجات وابناء وبنات واصهار ونسابة رئيس الحزب أو الحركة المسلحة.
ثم بعد ذلك نجد افندية الحزب من حملة الشهادات والالقاب العليا ،دكتور فلان وبرفسور علان واللواء فلان بعضهم بالمعاش، وهؤلاء هم المتسلقون وكسارين التلج لملاك الحزب أو الحركة الشركة ، مجموعة اعتادت علي ترف العيش ولا يستطيعون التضحية بأنفسهم ليصلوا الي كراسي الوزارات والولايات والمدراء فيلتحقون بهذه الأحزاب لنيل مبتغاهم ، ويقابلهم أصحاب الباقات البيضاء في الشركات.
واخيرا يأتي الاتباع للحزب وهم الأغلبية ، مغفلون نافعون لاحزابهم ضارون لانفسهم. ومنهم يخرج المتظاهرون والشهداء والجرحي والمفقودون. ويتم استغلالهم أبشع استغلال لدرجة العبودية. ويقابلهم في الشركات العمال ، يعملون دائما في ظروف سيئة وبلا تعليم كامل لأبنائهم ولا علاج شاف لامراضهم إذا مرضوا . واذا مات أحدهم شهيدا أو مريضا لا بواكي لهم ولا نياشين ولا يسمون شارعا تخليدا لهم . بل ينصبون لهم تمثالا أو مسلة يسمونه "نصب الجندي المجهول" إن كان عسكريا. أو ينسونه إن كان مدنيا ، وربما حتي كلمة شهيد لا يلقونه عليه ،بل فقد نعتوهم بالفطايس في بعض الأحيان حين استشهدوا في ساحات الفداء.
الان امسك اي حزب أو حركة مسلحة والدعم السريع، وانظر كيف تنطبق عليهم هذه الهيكلة لدرجة الاندهاش من تطابقها مع هياكل الشركات ، الفرق الوحيد هو أن الشركات تنتج شيئا مفيدا للمواطن ،ولكن هذه التنظيمات الشركاتية لا تفيد إلا الطبقتين الاولتين فقط، وتنتج ساسة فشلة ،بالذات في السودان.
د محمد علي سيد الكوستاوي
ام درمان
kostawi100@gmail.com
فهناك ملاك الحزب الشركة، علي رأسها رئيس الحزب الذي يقابله صاحب الشركة ، ثم يأتي المكتب السياسي للحزب والذي بمثابة مجلس إدارة الشركة ، وهؤلاء دائما هم زوجات وابناء وبنات واصهار ونسابة رئيس الحزب أو الحركة المسلحة.
ثم بعد ذلك نجد افندية الحزب من حملة الشهادات والالقاب العليا ،دكتور فلان وبرفسور علان واللواء فلان بعضهم بالمعاش، وهؤلاء هم المتسلقون وكسارين التلج لملاك الحزب أو الحركة الشركة ، مجموعة اعتادت علي ترف العيش ولا يستطيعون التضحية بأنفسهم ليصلوا الي كراسي الوزارات والولايات والمدراء فيلتحقون بهذه الأحزاب لنيل مبتغاهم ، ويقابلهم أصحاب الباقات البيضاء في الشركات.
واخيرا يأتي الاتباع للحزب وهم الأغلبية ، مغفلون نافعون لاحزابهم ضارون لانفسهم. ومنهم يخرج المتظاهرون والشهداء والجرحي والمفقودون. ويتم استغلالهم أبشع استغلال لدرجة العبودية. ويقابلهم في الشركات العمال ، يعملون دائما في ظروف سيئة وبلا تعليم كامل لأبنائهم ولا علاج شاف لامراضهم إذا مرضوا . واذا مات أحدهم شهيدا أو مريضا لا بواكي لهم ولا نياشين ولا يسمون شارعا تخليدا لهم . بل ينصبون لهم تمثالا أو مسلة يسمونه "نصب الجندي المجهول" إن كان عسكريا. أو ينسونه إن كان مدنيا ، وربما حتي كلمة شهيد لا يلقونه عليه ،بل فقد نعتوهم بالفطايس في بعض الأحيان حين استشهدوا في ساحات الفداء.
الان امسك اي حزب أو حركة مسلحة والدعم السريع، وانظر كيف تنطبق عليهم هذه الهيكلة لدرجة الاندهاش من تطابقها مع هياكل الشركات ، الفرق الوحيد هو أن الشركات تنتج شيئا مفيدا للمواطن ،ولكن هذه التنظيمات الشركاتية لا تفيد إلا الطبقتين الاولتين فقط، وتنتج ساسة فشلة ،بالذات في السودان.
د محمد علي سيد الكوستاوي
ام درمان
kostawi100@gmail.com