الأساليب المعرفية والسلوكية لخفض مستويات الخوف عند الأطفال

 


 

 

د. صبرى محمد خليل/ أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه فى جامعه الخرطوم

Sabri.m.khalil@gmail.com

الخوف شعور طبيعى: الخوف شعور طبيعي عند الصغار والكبار ، وله وظيفة معينة ، هى الحفاظ على الوجود الانسانى، بالحذر من كل ما هو غريب، لانه يمكن ان يشكل تهديدا له او خطرا عليه. وبالتالي فإن انعدام الشعور بالخوف عند الطفل – وليس الشعور بالخوف - هو الغير طبيعي .
الارتفاع المسبب للخوف من المستوى الطبيعى الى المستوى غير الطبيعى: ولكن هناك اسباب موضوعية تؤدي الى رفع هذا الخوف - الطبيعي – من مستواه العادي "الطبيعى"، الى مستوى مرتفع "غير طبيعى"، اى تحوله الى فوبيا.
خفض الخوف الى مستواه الطبيعى باساليب العلاج المعرفى السلوكى : ويمكن خفض هذا المستوى المرتفع من الخوف بأساليب العلاج المعرفى السلوكى، عن طريق معرفة أسبابه ، واتباع أساليب تعامل اسريه مع الطفل ، تتضمن إلغاء هذه الأسباب. وبالتالى فان اللجوء الى الاختصاصى، لا يكون الا بعد فشل هذه الأساليب فى خفض مستوى الخوف عند الطفل الى مستوى طبيعي او قريب من الطبيعى – وطبعا ليس القضاء التام على الخوف-
أسباب ارتفاع مستوى الخوف عند الاطفال:

• افتقاد الطفل الثقة فى نفسه،وبالتالى تكون اعتقاد سلبي غير حقيقى لديه بعدم قدرته على مواجهة المخاطر المختلفة ، بمفرده دون الاعتماد على غيره.
• الاكثار من تهديد الطفل او معاقبته.
• افتقاد الطفل لمشاعر الحنان والاحتواء من قبل الأسرة.
• تعرض الطفل للإهانة بالمنزل أو المدرسة.
• تأثر الطفل بأحد أفراد الأسرة.
• العوامل الوراثية.
• تعرض الطفل للإهانة بالمنزل أو المدرسة.
أساليب خفض مستويات الخوف عند الاطفال:
• ضرورة إدراك الأسرة ان الخوف عند الطفل شعور طبيعى ، وان انعدامه هو الغير الطبيعى- كما اشرنا اعلاه - وأن المطلوب هو فقط خفض مستوياته المرتفعة،ووادراكها ان تعامل الأسرة مع الطفل هو سبب رئيسى لهذا الارتفاع فى مستوى الخوف.

• تعزيز ثقة الطفل فى نفسه وفى قدراته،وتدريبه على الاعتماد على نفسه، مع مراقبته عن بعد مثل: ان تطلب منه أداء بعض المهام المنزلية البسيطة ، مع وتحفيزه ماديا بالهدايا او معنويا " بالثناء والشكر".
• عدم السخرية من مخاوف الطفل لأنها ستزيد من عدم ثقته فى نفسه .
• التطمين المستمرة للطفل ، وافهامه ان الظاهرة او الشيء أو الكائن المعين الذى يسبب الخوف للطفل لا تشكل تهديدا له.
• اظهار قدر اكثر من الحب والاحترام والاهتمام، للطفل ذو مستويات الخوف المرتفعة.
• عدم تتجاهل مخاوفه ومناقشته فيها.
• مراجعة البرامج والأفلام التى يشاهدها فى القنوات ، وحثه على عدم مشاهده اى برنامج او فيلم او مسلسل يحتوي على عنف او رعب .
• عدم استخدام العبارات السلبيه مثل (انت جبان/ اخوك او صديقك اشجع منك).
• تجنب العنف الجسدى "كالضرب"، واللفظى"كالسب والشتم " . والغاء عقوبة الضرب ، واستبدالها بعقوبات اخرى "كتكليفه بأداء واجبات معينة او حرمانه المؤقت من بعض الامتيازات"
• تدريب الطفل على رد اى اعتداء عليه بنفسه.
مثال تطبيقى لخفض مستويات الخوف عند الاطفال:
الفوبيا Phobia) ): الفوبيا او الرهاب هو خوف غير عقلاني في شدته أو ماهيته ،حيث يرتبط هذا الخوف بجسم أو فعالية أو حالة معينة او كائن معين، ويُسبب التعرض لمسبب الخوف القلق فورًا.
أنواع الفوبيا: وللفوبيا انواع كثير منها: الخوف من الأماكن المفتوحة . الرهاب الاجتماعي . الرهاب البسيط . الخوف من الأماكن المرتفعة. الخوف من الألم .الخوف من الأماكن المغلقة .الخوف من الغرباء .الخوف من المرض .الخوف من الحقن .الخوف من الدم . الخوف من الحشرات والحيوانات...
الفوبيا من كائنات معينه عند الاطفال: يعانى الكثير من الاطفال من فوبيا من كائنات معينة كالحشرات او الحيوانات .
أسبابها:
• اسباب وراثيه، فقد يرثها الطفل من احد افراد اسرته.
• اسباب نوعية ، حيث تنتشر الفوبيا من كائنات معينة "كالفئران مثلا" عند الإناث اكثر من الذكور بصورة عامة.
• تحدث أفراد الأسرة أمام الطفل عن خطورة الكائن المعين ، والأضرار التى يسببها ، ونقاشهم عن الخطط المثلى للقضاء عليه .مما يؤدى الى تضخم صورته فى ذهنه
• اظهار أحد المحيطين بالطفل الخوف من الكائن المعين.
• قد تساهم أفلام الكرتون والأفلام والبرامج التلفزيونية فى انتشار الفوبيا من كائن معين ، نتيجة لظهور أحد الأشخاص وهو يصرخ ويصعد فوق الكرسي أو الطاولة عند رؤية الكائن المعين.
• تعرض الطفل - أو تعرض أحد المقربين منه - لتجربة سلبية مع الكائن المعين.
مساهمه اساليب العلاج المعرفى السلوكى فى علاجها:
• مناقشة الطفل وطمأنته بصورة مستمرة ـ بان الكائن المعين لا يشكل اى خطوره عليه.
• تعريف الطفل بالكائن المعين و حياته ودوره فى النظام البيئى من خلال البرامج المصورة. .
• استخراج صور وفيديوهات طريفه للكائن المعين من الانترنت وعرضها على الطفل.
• شراء لعبة "دمية" تمثل الكائن المعين وجعل الطفل يلعب بها.
• صيد الكائن المعين فى حال توافر الامكانية ، وابقائه في قفص او صندوق او دورق...- حسب تركيبه وطبيعته - لمده معينه كحيوان أليف ، حتى يعتاد عليه الطفل بشكل متدرج .
• شراء مصباح يدوى، وحث الطفل على الاحتفاظ به، واستخدامه فى الظلام، حتى يتمكن من التخلص من الفوبيا او ينجح فى التقليل من نسبتها .
• استخدام أسلوب التعرض للمسيي، وهو تعريض الطفل للكائن المعين الذى يخاف منه الطفل – بشكل تدريجى (رؤية صورة الكائن المعين، لمس لعبه تمثل المعين، مشاهدة فيلم وثائقي عن الكائن المعين، رؤية الكائن المعين الحقيقي فى قفص او صندوق او دورق.-حسب تركيبه وطبيعته- . من بعيد، رؤيتة من قرب ، لمسه لمسه واحده، حمله بيديه ...)، مع التأكد من كون هذه الخطوات لا تشكل خطورة على الطفل. كما يمكن مشاركة طفل اخر او اطفال اخرين لا يخافون من هذا الكائن المعين، فى هذه الخطوات من باب التطمين للطفل.
• التحفيز المادى "كالهدايا" او المعنوى"كالثناء" للطفل فى حال بذله اى مجهود- حتى ولو كان بسيط - للتحرر من الفوبيا من الكائن المعين.
-------------------------
الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات https://drsabrikhalil.wordpress.com
////////////////////////

 

آراء