الأستاذ المؤمن في مغتسل بارد وشراب (2-3)
ثروت قاسم
5 February, 2014
5 February, 2014
الحلقة الثانية ( 2- 3)
ثروت قاسم
Facebook.com/tharwat.gasim
Tharwat20042004@yahoo.com
1- عاش حراً ، ومات حراً !
في ذكرى مقتل الأستاذ الفكرة ، لا نملك إلا أن نردد مع حبيب بن أوس الطائي :
كَـذا فَـليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ =
فَـلَيسَ لِـعَينٍ لَـم يَفِض ماؤُها عُذرُ
تُـوُفِّـيَتِ الآمــالُ بَـعدَ مُـحَمَّودٍ =
وَأَصـبَحَ فـي شُغلٍ عَنِ السَفَرِ السَفرُ
أبتدع الأستاذ العظيم وعاش مبدأ :
ساووا السودانيين فى الفقر الى أن يتساووا فى الغنى.
عاش فى بيت من الجالوص ، وأكل ( أم شعيفة ) ولبس توب ( الساكوبيس ) .
عاش وطبق ونشر وجسد شعاره الخالد :
الحرية لنا ولسوانا .
عاش حراً ، وإستشهد حراً !
ثَوى في الثَرى مَن كانَ يَحيا بِهِ الثَرى =
وَيَـغمُرُ صَـرفَ الـدَهرِ نائِلُهُ الغَمرُ
عَـلَيكَ سَـلامُ الـلَهِ وَقـفاً فَـإِنَّني =
رَأَيـتُ الـكَريمَ الـحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ
حقاً وصدقاً الـكَريمَ الـحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ .
2- إصدارات الأستاذ الفكرة :
في عام 1952 أصدرالأستاذ العظيم أول كتاب بعنوان " قل هذا سبيلي " ؛ وتوالت الكتب والمنشورات والمقالات والمحاضرات والندوات عن ( الفكرة ) ... موضوع بعث الإسلام من جديد!
يمكن ذكر بعض كتب الأستاذ الفكرة أدناه :
+ قل هذا سبيلي ( 1952 ) ،
+ الدين والتنمية الإجتماعية،
+ الماركسية فى الميزان،
+ الإسلام والفنون،
+ تطوير شريعة الأحوال الشخصية ،
+مشكلة الشرق الأوسط،
+ الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين ،
+ التكامل،
+ الخفاض الفرعونى ،
+هذا أو الطوفان (25 ديسمبر 1984).
3- هذا أو الطوفان .
في يوم الثلاثاء 25 ديسمبر 1984 أصدر الأستاذ العظيم منشور ( هذا أو الطوفان) كشف فيه زيف قوانين سبتمبر المشهورة التي أدعت تطبيق الحدود في الشريعة الإسلامية من قطع للأيادي وصلب ورجم للمهمشين والفقراء والمساكين ؛ ولتنوير الشعب السودانى.
تم أعتقال أربعة من الجمهوريين وهم يوزعون المنشور ، وهم :
+ عبد اللطيف عمر حسب الله ،
+ محمد سالم بعشر ،
+ تاج الدين عبد الرازق ،
+ وخالد بابكر حمزة .
في يوم السبت 5 يناير 1985 ، تم إعتقال الأستاذ العظيم ، وتم إلحاقه بالجمهوريين الأربعة.
في يوم الأثنين 7 يناير 1985، تم تقديم الخمسة للمحاكمة .
أعلن الأستاذ العظيم عدم تعاونه مع المحكمة في كلمة سارت بها الركبان . صدر الحكم بالأعدام ضده وضد الجمهوريين الأربعة بتهمة أثارة الكراهية ضد الدولة. حولت محكمة أخرى التهمة إلى تهمة ردة. و أيد الرئيس جعفر نميرى الحكم ونفذ في صباح الجمعة 18 يناير 1985.
نسي هؤلاء واؤلئك الآية 56 في سورة القصص :
( إنك لا تهدي من أحببت ) .
نسي هؤلاء واؤلئك الآية 272 في سورة البقرة :
( ليس عليك هداهم) .
نسي هؤلاء واؤلئك الآية 125 في سورة النحل :
( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) .
نسي هؤلاء واؤلئك الآية 46 في سورة العنكبوت :
( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) .
إن هؤلاء واؤلئك كانوا قوماً يجهلون !
4 - المعارضة الجاهلة الجهولة ؟
قال تعالى في الآية 2 في سورة العنكبوت :
( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) .
معظم المعارضة للأستاذ العظيم كانت عن جهل أعمى ، وإن كان بعضها عن غرض ذميم . ونسى هؤلاء واؤلئك المرجعيات الأخلاقية السامقة للأستاذ العظيم ، المرجعيات التى تجد منبعها في ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا ) ، فقد كان خلق الأستاذ العظيم هو القران . تتدابر مرجعيات الاستاذ العظيم الأخلاقية مع مرجعيات البعض اللا أخلاقية التي تجد منبعها في ( إلى القصر رئيساً وإلى السجن حبيساً ) ، والتي أوقعت بلاد السودان في الحفرة التي لا يزال يجاهد في الخروج منها طيلة ربع القرن الماضي .
كان الاستاذ العظيم ينظر إلى المسالة او المشكلة فيفككها الى مكوناتها الأولية ويضع يده على جذورها ولا يخشى في قول الحق لومة لائم ، بعكس أئمة السلطان الذين يطرزون الفتاوى للسلطان ، كما تفعل مؤسسة الأزهر حالياً مع الجنرال السيسي في تنكر لجماعة الأخوان المسلمين .
5- سوابق تاريخية ؟
لم يكن الأستاذ العظيم أول من قُتل لأفكاره وأجتهاده ، ولن يكون الأخير في هذا العالم الظالم أهله .
في يوم الخميس 26 مارس922 تم قتل وصلب أبو عبد الله حسين بن منصور الحلاج ، من أعلام التصوف السني .
ويقال أن سبب مقتله يكمن في اجابته على سؤال أحد الاعراب الذي سال الحلاج عن مافي جبته، فرد عليه الحلاج (مافي جبتي إلا الله) ، فاتُهم بالزندقة ، واقيم عليه الحد؟
استهدف الحكام الحلاج بسلاح التكفير وتم قتله وصلبه ، لأفكاره المتجددة ، وفهمه الصحيح للإسلام .
6 - الرسالة الثانية للإسلام ؟
أضافت ( الفكرة ) قيمة مضافة للفهم الصحيح والعصري للإسلام في رسالته الثانية المُجددة المُتجددة .
نجحت ( الفكرة ) في إبتداع تشخيصاً صحيحاً وموضوعياً للإسلام في رسالته الثانية . وكتبت روشتة مفصلة وصحيحة للوصول بالتشخيص إلى نهاياته ومعالجة الأزمة والخروج من عنق الزجاجة . كما فصلت ( الفكرة ) الآليات التي تُنزل ( الفكرة ) كرؤية إلى أرض الواقع .
حقاً وصدقا ، الأستاذ العظيم من عدول العلم الذين ينفون عنه التحريف والتأويل والفهم المبتسر ، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
( يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ) .
حقاً وصدقا ، بمعرفته الموسوعية ، يمتثل ويمثل الأستاذ العظيم مقولة كارل ماركس:
( المعرفة تمكن أصحابها من تجنب حتميات التاريخ ) .
كما يجسد الأستاذ العظيم ... بجهاده الأكبر للوصول إلى الحق ؛ فالوزن للأستاذ العظيم دوماً وأبداً الحق ... مقولة شاعرنا السيد الإمام :
إذَا التَفَّ حَوْلَ الحقِّ قَوْمٌ فَإنّهُ
يُصَرِّمُ أحْدَاثُ الزَّمانِ وَيُبْرِمُ
نعم ... يجسد الأستاذ العظيم الحق .
أصبر نفسك ، يا هذا ، مع الأستاذ العظيم ومع ( الفكرة ) ولا تعدو عيناك عنهما ، تكن من الفالحين الذين يتجولون في مدينة فاضلة وفي ( مغتسل بارد وشراب ) .
نواصل في الحلقة الثالثة ....