الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود تعقيب على احتفال الحزب الجمهوري (1)

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

"وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"

صدق الله العظيم

*تعقيب على الاحتفال بالذكرى الثامنة والثلاثين*

*(1)*

*الصورة العامة*

كنت قد كتبت حول تقديم حزب الأستاذة أسماء، المسمى (الحزب الجمهوري)، لدكتور عبدالله أحمد النعيم كمتحدث بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين للأستاذ محمود.. وكنت معترضاً على هذا التقديم، منذ البداية، وبصورة مبدئية.. فأنا لا أعتقد أنه من المناسب أن يكون أكبر من شوَّه الأستاذ محمود ودعوته، على نطاق العالم، هو من يتحدث عن ذكرى الأستاذ!! هذه مفارقة لا تستقيم عقلاً.. وقد ذكرت في كتابتي تلك، أنّه "سيكون، بعون الله، ضمن احتفالي بالذكرى، العمل على المزيد من الكشف، لعداوة د. النعيم المبالغ فيها للفكرة.. ومع هذه العداوة، والتشويه المبالغ فيه، ها هو د. النعيم يُقدَّم كأحد المحتفلين بذكرى الأستاذ!! وهو أمر له ما بعده.. فلماذا يحتفل د. النعيم بذكرى الأستاذ، ولماذا يقوم 'الحزب الجمهوري' بتقديمه رغم كل ما قام به، ويقوم به، من عمل عدائي لشخص الأستاذ، وتشويه دعوته، لا بدّ أن يكون في الأمر سر".. ثم ذهبت لأتحدّث عن الاحتفال بصورة محدودة، ومما جاء في قولي ذاك، ما نصه: "للجمهوريين، مبدأ أساسي في السلوك، هو: *إدخال الفكر في العمل*.. فأي عمل لا يدخل فيه الفكر، يصبح جسداً بلا روح، لا قيمة له.. وأرجو ألّا يكون عملنا في الاحتفال بذكرى الأستاذ هو مجرد اتباع للعادة، في احتفال الناس بذكرى عظمائهم، بالصورة التي تجري الآن.. فالاحتفالات بالذكرى أصبحت مجرد عمل روتيني، تذكر فيه مناقب المحتفَل به، والأعمال الجليلة التي قدَّمها للناس.. ثم ينصرف المحتفلون دون حدوث أي جديد في حياتهم.. فحتى الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، أصبح عملاً تحكمه العادة، ولا يخرج من القوالب التقليدية التي وُضِعَت له قبل مئات السنين.

إحتفالنا نحن الجمهوريون، ليس احتفالاً بالماضي فحسب، وإنما هو قبل ذلك وفوق ذلك احتفال بالمستقبل.. ليس احتفالاً بما كان، وإنما احتفال بما سيكون!! وإعداد لنفوسنا لتلقّي ما سيكون من أمر البشارة العظيمة!! *وهذا الإعداد لنفوسنا هو جوهر الاحتفال، والغاية الأساسية منه*.. والاحتفال، يكون احتفالاً بقدر تحقيقه لهذه الغاية، *وإلّا فلا!!*.

الاحتفال عندنا ينبغي أن يكون تجديداً للعهد، بتجويد عملنا الأساسي، الذي قامت عليه علاقتنا منذ البداية بالأستاذ محمود.. فقد دعانا الأستاذ محمود إلى *(طريق محمد)* صلى الله عليه وسلم واستجبنا، كلّ بقدر توفيق الله له، وبقدر عزمه.

وهذه الاستجابة للعمل في الطريق، ينبغي أن تكون استجابة متجددة، نامية، ومتطورة، وإلّا فلا وقوف في العمل في السلوك الديني.. إحتفالنا هو أساساً تجديد للعزم والتزام الطريق، والوفاء بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا، والنمو والتسامي في مجاله.. *الاحتفال عمل فردي في المكان الأول*.. وحتى عندما يتم بصورة جماعية، فالفردية هي الأساس.. والأفراد في ذلك يتفاوتون تفاوتاً هائلاً.. وأساس التفاوت هو التفاوت في المقدرة على ادخال الفكر في العمل.. وهذا الإدخال بدايته وأساسه *النية الصالحة، في أن يكون العمل خالصاً لوجه الله*.. وهذا هو المحك الأساسي.. ومن الناس من تكون نيَّته صالحة، ويعمل على تمحيصها، وتعديد وجوهها.. ومن الناس من تكون نيَّته طالحة، والعياذ بالله، فلا يجد من ثمرات العمل إلّا ما يناسب نيَّته.. هذا من الوجه الفردي، الوجه الأساسي، أمّا من الوجه الجماعي، فالعمل يقوم على *توصيل الخير للآخرين، وحمل البشارة إليهم.. فنحن نجزم، أنّ الخير، كل الخير في أصول القرآن*.. والسبيل الوحيد إلى هذه الأصول هو حياة المعصوم.. فينبغي علينا أن نوصل إلى الآخرين، هذا الفهم، وندعوهم إليه، ونبيِّن لهم وجوهه المختلفة من حيث: التسامي في القيّم الرفيعة *لتحقيق مكارم الأخلاق، وتحقيق إنسانية الإنسان*، وهذا أمر السبيل الوحيد إليه هو منهاج الطريق.. ثم هنالك الأساس الديني للدعوة، وتفاصيل تنظيمها للمجتمع في جميع مجالاته: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، مع كل ما يتعلق بذلك من تفاصيل: باختصار: *توصيل الفكرة إلى الناس بالوضوح الذي به تكون مقنعة*.. هذا، مع مراعاة كل اعتبارات الواقع: واقع الفرد الجمهوري، وواقع المجتمع السوداني، وواقع المجتمع العالمي، كل ذلك في إطار *حكم الوقت، والمعرفة الدقيقة بحاجة الناس وتطلعاتهم، مع الإلمام الصالح بواقع الحضارة السائدة، وواقع مشكلاتها، وكمالاتها، وعجزها وقصورها عن الاستجابة لتحديات العصر، التي تتلخّص في تحقيق السلام – السلام الفردي والسلام الجماعي*.. مع المقدرة على المقارنة بين الفكرة، والحضارة السائدة بالصورة التي تظهر، ظهوراً واضحاً تفوّق الفكرة على الحضارة في حل مشكلات الإنسان المعاصر.. إلى جانب كل ذلك نحن *دعاة للبشارة*، التي أظلنا عهدها واكتملت جميع أشراطها الظاهرة ولم يبق إلّا الإذن الإلهي بها، وهذا ما نبشر به.. إننا على يقين أن دولة الإسلام وشيكة.. وهي دولة تتحقق فيها خلاصة القيّم التي ظلّت الحياة تعمل لها منذ فجر الحياة، وقبل ظهور البشر.. نحن *أصحاب البشارة بـ (اليوم الآخر) وتحقيق جنة الأرض في الأرض*، وسيادة السلام في جميع البيئة، وعندنا هذا أمر حتمي وقد أظلّنا عهده تماماً.. نحن المبشرون بعهد الإنسان، يُدال له من عهد الحيوان الذي ظلّت البشرية تردح فيه إلى اليوم.. وهذا الإنسان هو فينا، نحققه بالتخلّص من حيوانيتنا، وهذا التخلّص ليس منه بدّ، أردنا أو لم نرد.. فمن أجل ذلك ينبغي أن يعمل العاملون، ويعدوا أوانيهم للتلقي، من أكبر نفحة يشهدها الوجود – *نفحة المسيح المحمدي*.. الإنسان فينا!! يظهره القرآن!! ولا سبيل إليه إلّا سبيل القرآن".. وجاء: *"هذا هو الاحتفال.. وإلّا فلا*.. نحن لا نقدّم شيئاً للأستاذ.. إنّما هي أنفسنا (من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها، وما ربّك بظلام للعبيد) ويا خيبة من أساء.. ود. النعيم ممّن أساء!! وهذا ما سيتم بيانه بصورة وافية، خدمةً للحق، وتطهيراً له من الشوائب، وخدمةً لدكتور النعيم، ومن هم على شاكلته، ومن هو متبع له.

*سبيل هؤلاء، الذي لا سبيل غيره هو الرجوع إلى الله، وفق شروط الرجوع*.. ومن أراد أن يخدع الله فهو خادعه".. هذا ما جاء في تلك المقدمة.. ثم قمت بنشر تسع عشرة حلقة، في كشف مفارقات د. النعيم الخطيرة جداً للدين وللفكرة.. فهو يفكك جميع أسس الفكرة، وجميع أسس الأخلاق.. ويدعو إلى إبعاد الدين، والاعتماد بصورة كلية على ما يسميه المنطق المدني!!.

قام الاحتفال وتحدث فيه، في ندوة كمبوني: د. عبدالله أحمد النعيم، ود. النور محمد حمد، ود. الباقر العفيفي.. *وجاء حديثهم على النقيض تماماً مما ذكرته أنا هنا عن أسس الإحتفال*.. لم يرد أي شيء عن (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم.. ولا عن الفكرة واستجابتها لتحديات العصر، وتطلعاته.. ولا شيء عن تنظيم الفكرة للمجتمع.. ولا شيء عن موضوع البشارة الذي به يكون تطبيق الفكرة.. باختصار احتفالهم لا علاقة له بالفكرة، ولا مرشدها.. والأمر لم يقف عند هذا الحد، وإنما جاء حديثهم، في جملته، تفكيكاً للفكرة، وهجاءً لمعتنقيها، وتقديم البديل لها الذي يطرحه د. النعيم فيما يسميه المنطق المدني.. لا يوجد أي شيء إيجابي في أقوال المحتفلين المذكورين.. ويوجد الكثير جداً من الأشياء السلبية التي تقوم على تشويه الفكرة، وتشويه الجمهوريين.

منذ البداية استنكر د. النور محمد حمد موقفي من معارضة إشراك د. النعيم في الإحتفال.. واعتبر موقفي هذا نموذجاً للدوغما!! قال: "وأنا هنا حا أقول ليكم نموذج، يعني كيف نحن مشكلة الدوغما عندنا وصلت: أمس يوم 18 [يناير] كتب أخونا خالد الحاج، والناس الما بيعرفوه.. خالد الحاج أحد كبار الإخوان الجمهوريين، ولعله هسع يمكن تاني أخو جمهوري في سلم القيادة، عند الناس اللا زالوا يعني مكونين 'كور' بيعتقدوا أنه متوارث من سعيد شايب ومن الأستاذ ومن كدا.

خالد الحاج أمس كتب في الاحتفال بالذكرى قال: سيكون بعون الله ضمن احتفالي بالذكرى العمل على المزيد من الكشف لعداوة د. النعيم المبالغ فيها للفكرة، ومع هذه العداوة والتشويه المبالغ فيه، ها هو د. النعيم يقدم كأحد المحتفلين بذكرى الأستاذ وهو أمر له ما بعده.. فلماذا يحتفل د. النعيم بذكرى الأستاذ؟ ولماذا يقوم المركز بتقديمه رغم كلما قام به ويقوم به من عمل عدائي لشخص الأستاذ، وتشويه دعوته، لا بدّ أن يكون في الأمر سر.

أنا ما داير أواصل كتير، أها ده واحد من كبار الأخوان الجمهوريين، بتكلم عن واحد زي بروفيسور عبدالله أحمد النعيم ده، بأنه الجهة المقدماهو ما مفروض تقدمه لأنه عنده عداء للأستاذ!! ياخي لو افترضنا نحن في الحزب الجمهوري أو في مركز الأستاذ محمود محمد طه قدّمنا خواجة كافر بالله ورسوله، قلنا ليه يا أخ تعال حدثنا عن فكر الأستاذ محمود سلباً أو إيجاباً، إيه المشكلة في الموضوع ده؟!.

هل ده معقول زول يجي هسع يتكلم عن أنه داير يعمل دولة حديثة؟!

أنا بفتكر أنه نحن جاء الوقت، قال: وضعت الفأس على أصل الشجرة، كل شجرة لا تأتي بثمر تقطع وتطرح في النار.. *وأنا بفتكر شجرة الجمود العقيدي يجب أن تجتث، هذه شجرة خبيثة لا تنبت إلّا العنف والكراهية، ولا تنبت إلّا تقييد العقول"!* هذا ما قاله د. النور.. وهو قول مجافٍ للبداهة.. فليس من طبائع الأشياء أن تقوم جماعة دينية في ذكرى مرشدها بجلب كافر يحدثهم عن هذا العظيم وعن دعوته سلباً أو إيجاباً.. فدكتور النور لا يرى في هذا أي مشكلة (إيه المشكلة في الموضوع ده؟).. وهو يرى أنّ من يعترض على اعتبار أنّ هنالك مشكلة فهذا دليل على العقيدة الصماء –دوغما– عنده بل أكثر من ذلك يرى د. النور أنّ موقفي هذا أوضح دليل على أن الجمهوريين أصحاب مشكلة في الدوغما، فهو قد قال: "وأنا هنا حا أقول ليكم نموذج، يعني نحن مشكلة الدوغما وصلت".

لم يذكر د. النور أي دليل من عنده على خطأ موقفي.. هو فقط صنَّفه على أنّه دوغما وأنّ الموضوع ليس فيه أي مشكلة.. *وظاهرة عدم إيراد أدلة وأسباب، هي ظاهرة في جميع أقوال المتكلمين الثلاثة*، وسنتابعها.. فجميعهم يجافون الموضوعية مجافاةً تامّة، وهذا ما سنبينه.

أقول لد. النور: خواجتك الكافر هذا، لو كان يحترم نفسه، ويحترم كفره، لاعتذر من أن يتحدث في احتفال برجل دين ومناسبة دين.. ولقال: أنا ضد الدين، وما ينبغي لي أن احتفل به، كيف احتفل بشيء أنا ضده؟! للتعمية قال د. النور عن دعوة الخواجة الكافر: (تعال حدثنا عن فكر الأستاذ محمود سلباً أو إيجاباً)!! هذه مغالطة فجّة.. الاحتفال ليس مكاناً للحديث السلبي.. الاحتفال ليس محاضرة أو مناظرة، وإنّما هو عمل للجماعة في إظهار ما تراه من علو فكرتها، وعظمة داعيها.. الاحتفالات ليست مكاناً للحوار.. هذه بداهة، فلا معنى لهذه المغالطة.. وليس من طبائع الأشياء، أن يقدم الناس أعداء دعوتهم ليحتفلوا لهم بالدعوة وبصاحبها، هذه بداهة!! أنت فقط تحاول تبرير موقفك، ولكنّه تبرير ضعيف جدّاً، ومناقض للواقع.. هل يمكن مثلاً، في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، أن ندعو من هو عدو للإسلام ليحدثنا عن النبي وعن دعوته؟! أي عقل هذا!!.

القضية بالنسبة لدكتور النعيم ليست هي أنه كافر أو مؤمن، أو أنه مجرد معارض للفكرة.. القضية هي أنّه كان جمهورياً.. وأصبح يعمل على تشويه الفكرة من منطلق أنه جمهوري: تلميذ للأستاذ محمود في جميع أحواله، وجميع أقواله في الشأن العام.. وفي نفس الوقت هو يعمل على تفكيك الفكرة بصورة تامّة هو يريد للناس أن يفهموا أن أقواله هي أقوال الأستاذ، فيقولوا أن هذا رأي تلميذ للأستاذ محمود، وأن أقواله هذه تمثل الفكرة، طالما أنه تلميذ للأستاذ.. الموضوع موضوع خيانة.. ود. النعيم في جميع أقواله ليس موضوعياً، وقد بينّا ذلك بصورة كافية.. هو يهدم الفكرة الجمهورية، وينسب لها خلاف ما تقول به، وفي كل ذلك *هو يقرر فقط ولا يورد أي دليل*.. وهذه ظاهرة مهمة جداً، ليس بالنسبة لد. النعيم وحده، وإنما تشمل د. النور ود. الباقر بصورة صارخة.. جميعهم يبعدون عن الموضوعية بعداً تاماً.. هم فقط يقررون، ولا يبدون أي أسباب لما يقررونه، وسنرى هذا الأمر بوضوح تام.

موضوع الحديث الذي كلّف به د. النعيم وصحبه، هو (تفعيل الفكرة الجمهورية في القرن الحادي والعشرين).. ولا واحد تحدث عن الموضوع.. خروج تام عن الموضوع.. فهذا وحده كافٍ للتدليل على عدم الموضوعية، وغياب الفكر.. هم من هذه الناحية لا يستحقون أكثر من صفر.. لو كانوا أمناء مع أنفسهم، لقالوا: نحن لا نملك أن نُفَعِّلَ الفكرة، فمن الأفضل اختيار موضوع آخر أنسب.. وأساساً كيف يفعِّل الفكرة من لا يؤمن بها؟! د. النعيم ضدها ويعمل على تشويهها، والنور والباقر خرجا من الفكرة، وكلاهما يرى أنّ وقت الدعوة الدينية قد انتهى.. فلماذا قبلوا أن يتحدثوا في موضوع تفعيل الفكرة، وهذا هو وضعهم؟! هذا منتهى عدم الأمانة.

عندما نعود إلى أقوالهم، هنالك ملاحظات أساسية أرجو أن يتابعها القرّاء الكرام.

أولى هذه الملاحظات: قضية الغياب التام للموضوعية، عندهم جميعاً.. وثانيها: هم لم يتحدثوا عن موضوع الاحتفال، لا أقصد فقط موضوع تفعيل الفكرة، وإنما أقصد موضوع الأستاذ محمود ودعوته، بالصورة التي وردت في حديثي عن الاحتفال.. هم لم يتحدثوا قط عن (طريق محمد) صلى الله عليه وسلّم، وهو أساس الدعوة.. كما لم يتحدثوا، أي حديث إيجابي عن تنظيم المجتمع وحل مشكلات الإنسانية المعاصرة.. ولم يتحدثوا عن البشارة بالمسيح المحمدي إلا حديثاً سلبياً، يقوم على نقد المجتمع.. إذاً، عماذا تحدثوا؟ د. النعيم تحدث عن دعوته هو، وعن المنطق المدني.. وأطال الحديث حول الحدود، بصورة لا معنى لها ولا قيمة لها، كما سنرى.. أما د. النور فجلّ حديثه هو هجاء للجمهوريين، جرى تحت غطاء النقد الذاتي، وهو لا علاقة له بالنقد الذاتي، فدكتور النور ليس جمهورياً، فهو قد خرج من الفكرة فليس من حقه أن يتحدث باسمها.. وحتى د. النعيم يتحدث كجمهوري، إمعاناً في التضليل.. أما د. الباقر فالحق أنني لا أعلم عنه كثيراً.. لكن القليل الذي ورد في الندوة، كافٍ جداً لتقييمه.. فهو يرى أنّ الفكرة خاصة بالقرن العشرين، لا تتعداه.. وسنرى أقواله في ذلك.
هذا مدخل، والحلقة الثانية سنبدأ فيها الحديث عن أقوالهم في ندوة كمبوني، وستكون بدايتنا بدكتور النعيم، وسنحاول أن تكون مختصرة لأننا تحدثنا عنه كثيراً.. ثم سنذهب للحديث عن أقوال د. النور، وما تقوم عليه من مفارقات عظيمة.. أما د. الباقر فلن نفرد له حديثاً خاصاً.

يتبع..

خالد الحاج عبد المحمود
رفاعة في4/4/2023م

nanosha222017@gmail.com
/////////////////////////////

 

آراء