الأستاذ/فاروق أبو عيسى والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ومعايير العطاء

 


 

 

 

G.Ghanim@altawfeek.com.

 

لم اصدق ما قرأته منسوباً إلي الأستاذ فاروق أبو عيسى القانوني الضليع والسياسي المخضرم أمين عام التجمع الوطني و رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني فى شأن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر واصفاً إياه بـ "الرئيس العجوز" فى سياق انتقاده للرئيس كارتر ودور مركزه فى مراقبة الانتخابات السودانية، وذلك حسب ما أوردته جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 13/4/2010م من تصريحات أدلي بها الأستاذ/ فاروق أبو عيسى، رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني، في مؤتمر صحافي بدار الحزب الشيوعي، يوم 12/4/2010م، حيث وجه الأستاذ/أبو عيسى انتقادا لاذعا إلى الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، والمبعوث الأميركي للسودان، سكوت غرايشن، وقال في إشارة إلى كارتر: "هذا الرئيس العجوز، على الرغم من أن مندوبي مركزه لرقابة الانتخابات دعوا للتأجيل، فإنه صرح لصالح المفوضية والمؤتمر الوطني قبل أن يتعرف على ما يجري في الانتخابات".

وقبل الاستطراد بالتعليق على تصريحات الأستاذ/فاروق أبو عيسى أود أن اذكر القراء الكرام  بمعلومات عن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر نقلاً عن ويكيبيديا، الموسوعة الحرة: "جيمي كارتر (من مواليد 1 أكتوبر 1924)، وهو الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 1977 إلى 1981، من الحزب الديمقراطي. ولد في مدينة بلينز بولاية جورجيا الأمريكية. تزوج من روزالين سميث كارتر في عام 1946 وكانا جيران وأصدقاء منذ الطفولة. خدم في القوات البحرية كفيزيائي حتى 1953، بعدها أدار أعمال العائلة في زراعة الفول السوداني. دخل السياسة في 1962 عندما انتخب عضواً في مجلس شيوخ ولاية جورجيا، وفي 1970 أنتخب كحاكم للولاية وقد شغل كارتر المنصب في 12 يناير من سنة 1977 وأستمر كارتر بشغل منصبه كحاكم على ولاية جورجيا إلى 14 يناير من سنة 1975. في 1976 بعد حملة طويل وقتال شديد، فاز كمرشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي وأستمر في حملته إلى أن ضمن انتصار صعب على جيرالد فورد، ليصبح أول رئيس من الولايات الجنوبية منذ الحرب الأهلية الأمريكية. تميّزت فترة رئاسته بعودة منطقة قناة بنما إلى بنما وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط وكذلك أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية في إيران. هزم كارتر من قبل رونالد ريغان في 1980. خلال التسعينيات ظهر كوسيط ومفاوض للسلام، ضمن عودة الرئيس آريستيد إلى هايتي في أكتوبر 1994. ومنذ مغادرته للبيت الأبيض عام 1981 تفرغ للمشاركة في السياسات الدولية ومنح جائزة نوبل للسلام عام 2002 لدأبه في التوصل لحلول في الصراعات الدولية وازدهار الديمقراطية في شتى بقاع العالم واحترام حقوق الإنسان"، وأضيف من عندي فهو مسيحي متدين يقرأ حزبه من الإنجيل يومياً.

هذا الرئيس العجوز، بعكس زعم الأستاذ/فاروق أبو عيسي، والذي ربما يكون نديدا للسياسي المخضرم الأستاذ/فاروق أبو عيسي، يفيض بالنشاط والحيوية فهو كما نعلم يجوب العالم لحل النزاعات والمشاركة فى مراقبة الانتخابات ويكفيه فخراً أنه يأتي من أمريكا إلي السودان (14 ساعة بالطائرة) ليجوب السودان فى فترة وجيزة (شمالاً وجنوباً) لتعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية وكان ينبغي علينا الاحتفاء به وتكريمه على جهوده المقدرة فى تعزيز وإرساء لبنات التحول الديمقراطي بدلاً عن الإساءة إليه.

إنني اعتقد أن التحول الديمقراطي لم يكن ليحتاج إلى انتخابات معقدة مثل التي تجري حاليا بل إلى حكومة قومية انتقالية (كما جري فى كل الفترات الانتقالية سابقا) ولكن نصوص اتفاقية السلام الشامل الصماء وقصر نظر الشريكين وإقصائهم وتهميشهم للإطراف السياسية الأخرى أدي إلى قيام هذه الانتخابات الكارثة غير المتراضي عليها والتي ستكون نتائجها وخيمة علي المشاركين فيها والمقاطعين لها مهما تكن شهادة المراقبين الدوليين سواء بنزاهتها أو عدم نزاهتها وشفافيتها. ومن هذا المنطلق أري أنه حسب الممارسات المستجدة والمتبعة عالميا فى مراقبة الانتخابات كان علي الجميع – ومن بينهم الأستاذ/فاروق أبو عيسى- انتظار صدور تقارير المراقبين الدوليين وتفنيدها إن كانت غير صحيحة أو غير دقيقة.

علي كل، كنت أحسب أن الأستاذ/فاروق أبو عيسى بخبراته العملية والسياسية والقانونية ينتقد المواقف السياسية للأفراد والمؤسسات بالموضوعية والحكمة الحسنة لا بالنزول إلي الشخصي والمهاترات غير اللائقة. قد يكون للأستاذ/فاروق أبو عيسى مآخذ على السياسة الأمريكية وعلى مبعوث الرئيس الأمريكي/أسكوت غرايشن وحتى على الرئيس كارتر ومركزه وقد كنت آمل أن يتناول كل ذلك بالموضوعية ورزانة الشيوخ السودانيين. إنني أحسب أن الأستاذ/فاروق أبو عيسى من جيل السياسيين السودانيين الملتزمين بالسلوك الأخلاقي الرفيع (Disciplined politician) وليس من عينة أولئك الديماجوجيين المفلسين الذين ملئوا المسرح السياسي بالشتائم والمهاترات والساقط من القول.

بهذه المناسبة أدعو الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني – وعلي رأسها الأستاذ/فاروق أبو عيسى- والمفوضية القومية للانتخابات وكل الأحزاب المشاركة والمقاطعة للانتخابات للقيام بترتيب وتنظيم برنامج ترفيهي للمراقبين الدوليين وممثلي وسائل الإعلام العالمي الذين غطوا الحملة الانتخابية يشمل جولات سياحية للمعالم الأثرية والتاريخية فى السودان وحفلات فنيه تظهر التنوع الفولكلوري للسودانيين كتكريم لهم بمشاركتهم فى مراقبة الانتخابات ولنظهر لهم بأننا شعب متحضر.   

 

آراء