الأستاذ /محمود محمد طه في ذكراه!!
سلام يا .. وطن
* خمسة وثلاثون عاماً تقضت منذ أن أضاء الأستاذ محمود محمدطه ، رائد المقاومة المدنية وجه التاريخ وهو يواجه حكم الجلاد الأول بإبتسامته الوضيئة بعد أن سجل على أنصع صفحات التاريخ عبارات في مواجهة قاضي المحكمة المهزلة المهلاوي في السابع من يناير 1985( أنا اعلنت رأيي مراراً في قوانين سبتمبر 1983من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام ..أكثر من ذلك ، أنها مخالفة للشريعة ، وشوهت الإسلام ،ونفرت عنه ، يضاف الى ذلك أنها وضعت وإستغلت لإرهاب الشعب ، وسوقه الى الإستكانة عن طريق إذلاله ، ثم انها هددت وحدة البلاد ..هذا من حيث التنظير ..وأما من حيث التطبيق ‘فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها ،غير مؤهلين فنياً ، وضعفوا أخلاقياً عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب ، وتشويه الإسلام ، وإهانة الفكر والمفكرين ، وإذلال المعارضين السياسيين .. ومن أجل ذلك ، فإني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب ، وإهانة الفكر الحر والتنكيل بالمعارضين السياسيين ) بهذه الكلمات التامات جسّد المعلم الشهيد أعلى مراتب فداء الشعب السوداني .. ومضى الى حال سبيله .
*وتوقفنا بعد هذا المشهد على رأس التوابين كنا نحن صحبه القلة لاعشنا أفكاره ولا تشبهنا ببسالته ، وتفرغنا لشؤوننا الخاصة وكأن القامة التي كنا نعيش في كنفها أصبحت عندنا واحة في هجير الحياة نتفيأ ظلالها آناء الليل وأطراف النهار ، وأكملنا بشريتنا من الطمع والجشع وحب الذات وكنز المال وحتى السير فى مواكب الهبوط الناعم ، واكتشفنا فجأة ان النسيان أخص خصائص الإنسان ، وعندما قررنا فى العام 1995 مواصلة المسيرة بعد الصمت الذي ضرب خيوطه على المجتمع الجمهوري وكذلك الفكرة ، ووجهنا بحرب ضروس من الحرس القديم الذي كان يرى ضرورة الحفاظ على المجتمع الجمهوري بالوضع الذي تركه عليه الاستاذ / محمود محمد طه ، فظل الامر مقتصراً على العلائق الاجتماعية في الوداع والإستقبال والهجرات الكبيرة لأميركا وأوروبا وغيرها ، فعندما بدأت الهجرات الى الخارج ، كان تقديرنا العودة للسودان العظيم ، فتركنا المنافي لنعيش المكابدة مع الشارع العريض.
*ونشرنا في العام 1997 على جريدة الوفاق نبوءة الاستاذ التي تقول : ( من الأفضل للشعب السوداني أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الديني ، وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية ، إذ أنها بلاشك ستبين لأبناء هذا الشعب مدى زيف شعارات هذه الجماعة ، وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسياً واقتصادياً حتى ولو بالوسائل العسكرية ، وسوف يذيقون الشعب الأمرين، وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها الى ليل ،وسوف تنتهي فيما بينهم ، وسوف يقتلعون من أرض السودان إقتلاعا.) والفتنة التي تشتعل اليوم في فضاء بلادنا بالتأكيد تسير في اتجاه أن تحيل النهار الى ليل ، ونحن لسنا طرفاً فيها ولكنها ستفضي الى أن يقتلعون من أرض السودان إقتلاعاً ، وهذا موعودٌ في تقديرنا غير بعيد !!وسلام ياااااااااوطن.
سلام يا
من يحدثنا عن اخبار وتوقيت استقالة الدكتور ابراهيم البدوي ، وزير المالية ، التي لوح بها ليعود لقومه في البنك الدولي راجين أن تستوعب ذاكرته هتافنا : لن يحكمنا البنك الدولي .. وسلام يا..
الجريدة السبت 18/يناير 2020