بقلم: سليم عثمان
*كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر
قال السيد باقان أموم وهو أحد صقور الحركة الشعبية الحاكمة فى جنوب السودان،ان جوبا مستعدة لابرام "اتفاق تجاري عادل" مع الخرطوم بشأن رسوم مرور صادرات النفط لكن دولته ستطالب بضمانات دولية لمثل هذا الاتفاق لمنع السودن من "سرقة او تحويل مسار" نفطه.كما قال
واضاف أموم :"يجب ان يكون مجلس الامن هو الضامن" بمشاركة الصين والهند وماليزيا وهم اكبر ثلاثة مستثمرين في الصناعات النفطية المنفصلة حاليا في السودان وجنوب السودان. وكان جنوب السودان قد أوقف فى يوم 29 يناير الماضي تصدير نفطه البالغ نحو 350الف برميل يوميا لعدم الاتفاق على حجم الاموال التي يجب ان تدفعها جوبا للخرطوم مقابل تصدير نفطه عبر خطوط انابيب تمر بالسودان وكان البشير إن السودان سيحدد متى سيعاد فتح خط الأنابيب الذي ينقل صادرات النفط من الجنوب لكن يجب أن تحصل الخرطوم أولا على ضمانات أمنية. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد صرح بأن بلاده لن تسمح لجنوب السودان بتصدير أي نفط عبر أراضيه ما لم يتوصل البلدان إلى تسوية لكل النزاعات بشأن أمن الحدود.وكان مجلس الامن الدولي حث في قرار فى مايو الحالي الجارين السودانيين على وقف المعارك عند الحدود ،تحت طائلة التعرض لعقوبات والى الدخول في مفاوضات بلا شروط في اجل اقصاه 16 مايو الجاري وفى هذه الاثناء يقوم رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوي بجولات مكوكية بين عاصمتي البلدين من أجل إستئناف المفاوضات حسب قرار مجلس الأمن الدولي الأخير لكن ربما يتمثل العائق الأكبر فى الإسراع نحو عقد جولة جديدة من المفاوضان بين البلدين فى تقاطع الرؤي بين جوبا والخرطوم حيث تري جوبا البدء بحسم ملف تصدير النفط أولوية بينما تري الخرطوم فى حسم الملف الأمني بنسبة 100% أمرا بالغ الأهمية وتؤكد أنها لن تسمح بمرور قطرة نفط واحدة خلال أراضيها ما لم يطو هذا الملف الشائك طيا،وتخشي الخرطوم أن تقوم قوات الحركة الشعبية بمساعدة متمردي دارفور باحتلال مدن ومناطق سودانية جديدة على غرار إحتلالها مؤخرا لمنطقة هجليج النفطية،واتهام جوبا للقوات السودانية بمواصلة قصف مدن وبلدات جنوبية حتى بعد صدور قرار مجلس الأمن الأخير لكن العبيد مروح الناطق باسم الخارجية السودانية نفي هذه التقارير جملة وتفصيلا وقال أن هناك الية للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة يمكنها أن تحكم بصحة أو بطلان هذه الأتهامات ،كما أن جنوب السودان بسحبه وحدات من قواته الشرطية يحاول أن يظهر السودان بالرافض للإمتثال لقرار مجلس الأمن بل يدعو منذ الان لمعاقبة السودان الذي يشترط لأنسحاب قواته من ابيي انشاء قوة مشتركة ، ويتزامن كل هذا مع اتجاه داخل لوبيات الضغط الامريكية للحد من اسفار البشير الى الخارج فقد وافقت لجنة لمجلس النواب الأمريكي يوم الخميس على قطع المعونة الاقتصادية عن أي بلد يستضيف الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في تهم الإبادة وجرائم أخرى وقد وافقت لجنة المخصصات على هذا البند في إطار مشروع قانون المعونات الخارجية الذي سيخفض الإنفاق على وزارة الخارجية الامريكية والمساعدات الخارجية نحو تسعة في المائةووافقت لجنة مجلس النواب على التعديل المتصل بالبشير في تصويت برفع الصوت في اعقاب نداء وجهه النائب فرانك وولف الذي اعلن ان العزلة الدولية للبشير ستؤدي إلى سقوطه. لقد أرادت جوبا من احتلال "هجليح" شيئين الأول: أن ينجحوا هو إجبار السودان فتح طريق لتصدير نفط الجنوب، وهو ما فشلوا فيه، حيث تمكنت الكوادر السودانية فى زمن قياسي من ترميم ما دمرته قوات الحركة الشعبية فى حقول النفط واستؤنفت عمليات الضخ من جديد و الشئ الثاني: هو ضرب الاقتصاد السوداني في مقتل، خاصة وأنهم يعلمون مدى أهمية حقل "هجليج" بالنسبة للسودان ، فهو ينتج وحده ما يعادل 60 %من إجمالي إنتاج النفط في السودان ، بعد أن فقد نحو 75 بالمئة من إنتاجه من البترول لمصلحة جنوب السودان عنه ،والخرطوم تعلم جيدا أن الولايات المتحدة الامريكية ومن خلفها الدول الغربية واسرائيل كانت حريصة على قيام دولة فى جنوب السودان ،وهى تعلم أيضا علم اليقين أن تلك الدول لن تسمح بانهيار هذه الدولة الوليدة التى يشكل النفط مصدر الدخل الوحيد لها للحياة فى الوقت الراهن ومن مصلحة امريكا والغرب ان يعتمد جنوب السودان على نفطه الذي يشكل اكثر من 98% من مصادر دخلها لا ان تعتمد على المساعدات الاجنبية وبالتالي سيتوالي الضغط على الخرطوم للسماح بتصدير نفط الجنوب أولا قبل حسم الملف النفطي لكن الى أي مدي القادة الجنوبيون صادقون فى ابرام اتفاف نفطي عادل مع السودان هذا ما سوف تكشف عنه المفاوضات المرتقبة برعاية الاتحاد الافريقي لكني أشك كثيرا فى أن الجنوب سيوافق على دفع نصف المبلغ الذي طلبه السودان وبالتالي لا يتوقع أن يصدر الجنوب نفطه عبر ميناء بورتسودان قريبا ،وتحريض القادة الجنوبيون لمجلس الأمن على معاقبة السودان لن يؤتي اكله فى الوقت الراهن لاعتبارات عديدة أهمها أن مجلس الأمن لا يستطيع أن يفرض على الحكومة السودانية تصدير نفط الجنوب عبر أراضيها أولا قبل الإتفاق على وقف العدائيات بين البلدين ووضع الترتيبات الأمنية اللازمة حتى لا ينجر البلدان الى حرب لا تبقي ولا تذر،كما أن مجلس الأمن لا يستطيع أن يفرض على السودان ثمنا بخسا لتصدير نفط الجنوب لكن إن نجح الوسطاء فى إقناع المفاوضين الجنوبيين بضرورة ابرام اتفاق عادل ومنصف ومجز مع نضرائهم فى الشمال ربما يتم البت فى القضايا الامنية لاحقا، سيما وانها هي الاخري قضايا شائكة تتدحرج على طول حدود البلدين التى تصل نحو الفي كليومتر فضلا عن ابيبي الملتهبة وجنوب كردفان والنيل الازرق ووجود تيار للحركة الشعبية فى الشمال بقيادة عرمان وعقار والحلو ودعم الجنوب للحركات الدارفورية المسلحة وتأييد الجنوب للمعارضة الشمالية فى اسقاط نظام الخرطوم واتهام جوبا للخرطوم بدعم مليشيات جنوبية مناهضة لنظام جوبا اضافة الى وجود ايدي اجنبية سواء كانت من دول جوار جنوب السودان او اسرائيل كلها تزيد الملف الأمني تعقيدا. وأعتقد أن فى حل هذا الملف بشكل جذري حلا لبقية الملفات العالقة وبداية لصفحة تعاون اقتصادي وامني بل واجتماعي بين الدولتين لكن هذا يحتاج لارادة قوية من الجانبيت وتعاونا وثيقا من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة ممثلة فى مجلس امنها لتقريب وجهات النظر المتباعدة بين قادة الخرطوم وجوبا من خلال الوقوف على مسافة واحدة على الضغط على طرف دون الاخر ودعم طرف دون الاخر ومساندة طرف دون الاخر كما نلحظ من صيغة التهديدات التى يراد توجيهها بين الفينة والاخري للخرطوم.
لعل ما يجعل الخرطوم أن لا تكون فى عجلة من أمرها فى اسئناف المفاوضات هى أن لديها بعض البدائل حتى وإن لم تكن كافية لمعالجة مشكلها الاقتصادي حيث علمت من مؤول رفيع المستوي فى وفد سوداني حكومي زار الدوحة مؤخرا أن الحكومة القطرية منحت الخرطوم خمسمائة مليون دولار وتنوي قريبا جدا منحها مليار ونصف المليار دولار كقروض بشروط ميسرة ،ولعل ذلك يحل جزءا من ازمتها الاقتصادية الخانقة كما أن ذات الوفد توجه للعاصمة الايرانية طهران ومن المتوقع أن تجد الخرطوم دعما ولو محدودا من ايران فى هذا الظرف يمكنها مع التحركات الاخري للسودان فى محيطه العربي ان تجعل اقتصادها يتعافى ولو قليلا من جراء صدمة انفصال الجنوب وذهاب كم مقدر من عائدات النفط للدولة الوليدة لكن جنوب السودان يعاني ازمة حقيقية تحدث عنها البنك الدولي الذي اكد فى تقاريره ان اقتصاد الجنوب مهدد بالانهيار كما أن الحكومة فى الجنوب لم تتمكن فى توفير الحد الأدني للعيش لمواطنيه وهناك حوالي خمسة ملايين شخص يعانون من الجوع الممثلة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة المعنية بالطفولة المتضررة من الصراعات المسلحة، راديكا كوماراسوامي، أكدت، خلال لقائها هذا الاسبوع الرئيس سلفاكير ميارديت، أن شركاء الامم المتحدة في الشؤون الانسانية قلقون جداً حيال الشأن الانساني في البلاد، وخصوصاً ان هنالك تدفقاً في عدد العائدين من الاطفال والنساء إلى الدولة الوليدة، ، من السودان. وحسب راديكا، فإن هذا الوضع يتطلب التعبئة اللازمة وذلك لحماية الاطفال العائدين.
كما أعلنت منظمة الفاو مؤخرا تقرير مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر، أن هنالك نقصاً خطيراً في المواد الغذائية والرعاية الصحية.
وكشفت تقارير دولية اخري أن حوالي عن معاناة 4 ملايين شخص في عام 2012 مقابل 3,3 ملايين في العام الماضي (2011)، وان هناك من بين هؤلاء نحو مليون شخص عرضة لنقص حاد في الامن الغذائي، وهذا الرقم قد يتضاعف اذا استمرت المشاكل الاثنية وارتفاع اسعار الحبوب الغذائية.
ويرى الكثير من الخبراء انه لا بد من استئناف النشاط الزراعي وتربية الماشية على نحو كبير في البلاد كحرفة رئيسية لسكان المنطقة، بدلاً من الاعتماد على المواد الغذائية المستوردة من الدول المجاورة، ومعلوم أيضا أن دول جوار جنوب السودان خاصة يوغندا وكينيا دول فقيرة ، وحسب مسح ميداني لمنظمة الاغذية والزراعة، فإن نسبة إنتاج الحبوب الغذائية فى الجنوب تراجعت بنسبة 25 % عن المعدل في السنوات الخمس الاخيرة، وقدّر عجز الحبوب الغذائية في عام 2012 بنصف الاستهلاك الاجمالي الذي تحتاج إليه الدولة لهذا العام. ولعل السودان نفسه مطالب بالاهتمام كثيرا بالزراعة وتربية الماشية والاهتمام بالصناعات الصغيرة وهو نفسه يمكن ان يكون مرشحا لكن بنسبة اقل من الجنوب فى ان يعاني مواطنوه من خطر مجاعة محتملة،.
فى الجنوب بدأت ارتال من المواطنين، تتوجه بشكل مستمر صوب دول الجوار خاصة كينيا ويوغندا فرارا من الجوع ،يأتي كل ذلك والسودان يحاول تشديد الخناق على الجنوب بعدم السماح للسلع الاستراتيجية كالذرة والقمح والسكر والزيوت وغيرها أن يتم تهريبها الى المناطق الجنوبية رغم صعوبة هذا الشئ،كما ان السودان عازم على ترحيل كل جنوبي من اراضيه الى الجنوب وكل ذلك يشكل تحديات جمة لخزينة الجنوب الخاوية، وكنا قد قلنا من قبل أن الطرف الذي يتحمل لأطول وقت ممكن عضة الطرف الاخر هو الطرف الذي سوف يكسب ،لكن مهما يكن من أمر فإن الحكمة تقتضي ولو طال الزمن أن يتعاون البلدان لما فيه مصلحة شعبيهما ،خاصة فى الجوانب الإقتصادية والأمنية وما لم يكن السلام هدفا وغاية لهما لا معني للنفط لكليهما.
ترويح:
*سأل مسكين أعرابيا أن يعطيه حاجة فقال: ليس عندي ما أعطيه للغير فالذي عندي أنا أحق الناس به
فقال السائل: أين الذين يؤثرون على أنفسهم؟
فقال الأعرابي: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافاً.
*عاد أحد الأعراب نحويا ، فسأل عما يشكو . فقال النحوي : حمى
جاسية ، نارها حاميه ، منها الأعضاء واهية ، والعظام بالية .
فقال الأعرابي : لا شفاك الله بعافية ، يا ليتها كانت القاضية
*صلى أعرابي مع قوم ، فقرأ الإمام :
(قل ارأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا ) فقال الأعرابي :
أهلكك الله وحدك ، إيش ذنب الذين معك ؟ فقطع القوم الصلاة من
شدة الضحك.
*جلس اعمى وبصير معا ياكلان تمرا في ليلة مظلمة فقال الاعمى : انا لاارى ولكن لعن الله من ياكل ثنتين ثنتين وعندما انتهى التمر صار نوى الاعمى اكثر من نوى البصير فقال البصير : كيف يكون نواك اكثر من نواي فقال الاعمى لاني اكل ثلاثا ! فقال البصير اما قلت : لعن الله من ياكل ثنتين ثنتين ؟ قال : بلى ولكني لم اقل ثلاثا
Saleem Osman [saleeem66@hotmail.com]