الأنقاذ تعمل بنصيحة المقبول .. ربه وكفر ووتر!
royalprince33@yahoo.com
قبل أن ان أدخل هذا الموضوع أستميح القراء المحترمين للرد على تعليقات بعض القراء الأعزاء فى المقال السابق، فقد كتب أحد الأخوه أن الجنوبيين هم الذين تسببوا فى الأنفصال، وهذه معلومه غير صحيحه، فالخلافات والمشاكل بين الجنوب والمركز بل بين اقاليم السودان المهمشه كلها وبين ذلك المركز ظلت موجوده خلال كافة الأنظمه التى حكمت السودان، لكن سياسات الأنقاذ الخاطئه ، التى سعت لطمس كافة الثقافات السودانيه وأختزالها فى ثقافة واحده، اضافة الى اتباع نهج دينى (جهادى) هى أدت الى انفصال الجنوب والى زيادة الصراع فى دارفور وشرق السودان، وعلينا الا ننسى بأن الجنوبيين قبل الأستقلال وبعده كانت غاية طموحهم نظام (فيدرالي) نطالب به الآن ونرى فيه حلا ناجعا لمشاكل السودان يمكن الجميع من المشاركه فى السلطه وتقاسم الثروه وفى ذات الوقت ويحافظ على وحدة السودان، وما هو معلوم ومعترف به أن النخب المثقفه والحاكمه فى ذلك الوقت لم تستجب لذلك الطلب المشروع ورددت العباره المشهوره no federation for one nation
رغم ذلك لم يطالب الجنوبيين بالأنفصال وبصوره جاده الا حينما جاءت الأنقاذ بمشروعها الحضارى الذى سعى لأسلمة السودانيين جميعهم (قسرا) وبالسيف الذى اصبح (كلانشكوف)، بل تجاوز طموحهم وحلمهم أن يتمدد ذلك المشروع - دون مقومات - أسلمة جنوب السودان، ليصل الى جنوب افريقيا، فتوقف عند محطة (ابيى) ولا أظنه يتجاوزها، لأنه مشروع يفتقد المروجون له الى الوعى والأدراك ولا يفهمون لغة (العصر) كما يفهمون اللغة الأنجليزيه والفرنسيه ولا يدركون طموحات الأنسانيه كلها الى الحريه والديمقراطيه وبدون حدود أو سقوفات.
ويجب أن نذكر فى هذا المقام أن الأنفصال تم اقراره يوم أن قائضت الأنقاذ أو (المؤتمر الوطنى) وحدة السودان،(بدولة الشريعه) التى انتشر فيها الفساد وسرقة المال العام، وأقتران عدد عدد غير قليل من (مهيرات) السودان باجانب، لا من اجل غرض نبيل وشريف، ونحن لا نرفض (نكاح) تسوده مودة ورحمه وتقره كأفة الشرائع والأديان من زاوية عنصريه، وأنما نرفضه لأنه زواج من أجل عمل غير كريم يسئ الى اى سودانى ويجعله رأسه ينظر نحو الأرض ولا يرتفع فى شموخ وعزة نحو السماء، أنه زواج انتشر بين السودانيات والأجانب من اجل عمل غير أخلاقى اسمه (الرقيق الأبيض)!!
وحتى أكون منصفا ربما لا يكون ذلك الزواج (غير الشريف) بسبب الحاجه والفقر الذى تسبب فيه نظام الأنقاذ وطال كافة اهل السودان ماعدا (الأنقاذيين)، لكنه لم يخرج عن التفسخ واللا مبالاة وعدم الأهتمام بالقيم، فى ظل نظام رسخ للقبليه وللجهويه، ولظهور طبقات (برجوازيه) ترتدى ثوب (الدين)، تكبر وتهللل مع المكبرين والمهللين وتمدح مع المادحين!
ونفس الأخ العزيز علق رافضا فكرة (المحكمه الجنائيه) وكما هو واضح لى، متــأثر بما يروج له (المؤتمر الوطنى) فى رفضه لتلك (المحكمه)، من منطلق مفهوم مضلل يتحدث عن سيادة الدول، فى وقت اصبح فيه العالم قرية صغيره، وزاد من تواصل الشعوب وقربها من بعضها البعض التطور الهائل والمذهل، فى مجال تقنية المعلومات والنت والفيس بوك، ولولا ذلك لما وصلت رؤى وكتابات العديد من الشرفاء، تحت ظل هيمنة الأنظمه على الصحافه ووسائل الأعلام، والضغط على رؤساء التحرير وملاك الصحف بالعديد من الأساليب لكى تساعدها فى قمع الأقلام الحره الشريفه.
ومن يرفض المحكمه الجنائيه الدوليه، عليه أن يسأل نفسه، هل تتوفر محاكم عادله للمجرمين الذين سفكوا ارواح الملايين داخل السودان؟
ولماذا تتعاون الدول مع الدول الأخرى عبر (الأنتربول) لتسليم مجرمين من ابناء وطنهم قتلوا فردا واحدا، أو نهبوا مبالغ من المال، لكنها تعتبر تسليم مجرم مهما كان منصبه تسبب فى قتل الملايين، انتهاكا لسيادة تلك الدوله؟
هذا الفهم الخاطئ نابع من التعامل مع الروؤساء والمسوؤلين (كالهة) لا كبشر يأكلون ويشربون ويتغوطون ويمرضون ويموتون ويخطئون، وفى الحالة الأخيره يجب أن يعاقبون، حتى يرتدع من يأتى بعدهم، أو حتى تؤسس محاكم داخليه نزيهه يمكن ان تحاكم، ذلك الحاكم دون الحاجه الى ترحيله للخارج!
وبالعودة للعنوان، اعلاه اذكر الشباب الذين لم يحضروا فترة (عبود) أو لم يسمعوا بها، بأن فترة عبود الذى حكم السودان عن طريق انقلاب عسكرى سمى (ثورة 17 نوفمبر) كان ضمن مجلسه العسكرى ضابط أسمه (المقبول الأمين الحاج) رحمه الله وغفر له، وحينما انتفض الشعب السودانى وثار على ذلك النظام وتخلص منه فى ثورة أكتوبر 1964 المجيده، كان (المقبول) خارج السودان، فلما عاد ووجد الأمور قد استفحلت، قال (لعبود) كما ذكر شهود عيان لتلك الفتره "لماذا لم تعلن اقصاء رئيس القضاء ومدير الشرطه من منصبه ، وتدعو الى قيام مباراة بين الهلال والمريخ وحفل فى المسرح القومى يغنى فيه محمد وردى، وكل شئ ينتهى بعد ذلك وتتوقف المظاهرات"!
وحتى لا نتهم بأننا مثل (الأنقاذيين) فى بداية ايامهم، حينما قالوا بأن الفن والرياضه مجالات ليست من اولياتهم ، فوقتها كانت الأوليات لنفرات الجهاد وللتمكين!
نقول بأننا من عشاق (الكفر) ومن عشاق الفن والطرب ونكتب نثرا وشعرا .. لكن كل شئ فى وقته وبالحجم الذى يستحقه، وكثير من السودانيين جذبهم (للتصوف) ما يشمله هذا المجال من طرب ومديح.
لكن الملاحظ فى الوقت الحاضر اهتمام (الأنقاذ) بهذين المجالين بصوره مبالغ فيها، وتصرف فيهما اموالا طائله، فكلما انتهت بطوله أو دوره كرويه فكروا فى بطولة جديده، وأصبح (الطرب) يوماتى، أماسى أم در .. واماسى الخرطوم .. وأماسى بحرى، وبرامج تلفزيونيه تذهب فى ذات الأتجاه (وقعدات) للكبار والكبار خالص، فى رمضان وغير رمضان.
واضح كما ذكرنا انهم عملوا بنصيحة (المقبول) رحمه الله، لصرف الشباب عما يشغل اقرانهم فى الدول الأخرى، حتى التى ما كانت تعرف مظاهرات أو ثورات.
وطالما يرى النظام بأنه لا غضاضه من أن يحمل فنان ناشئ على كرين أو على كرسى لمنصة المسرح وينصب ملكا وامبراطورا، ويخلع البعض قمصانهم تعبيرا عن اعجابهم بذلك الفنان وبما يرتديه من زى غريب، مثلما يحدث فى كثير من دول العالم كما قال (وزير الثقافه)، فعليهم كذلك أن يتحملوا الشباب الذين يفتحون صدورهم عارية فى مواجهة الرصاص ولا يتضايقوا منهم، اذا حدث ذلك منهم ذات يوم، وبالطريقه التى شاهدناها فى تونس ومصر واليمن وليبيا، ولابد أن يحدث، فشعب السودان هو معلم الشعب ومفجر الثورات التى لم يحدث لها مثيل حتى اليوم!