الإتحاديون ونداء الوحدة الوطنية … بقلم: جمال عنقرة
13 September, 2009
لقد ظل الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغي يردد دوماً نداءاته ومناشداته لأهل السودان للوحدة والتوحد. إلا أن هذا النداء الأخير الذي أطلقه الحزب في مؤتمره الصحفي الذي عقده بفندق برج الفاتح وتحدث فيه القياديان بالحزب السيد طه علي البشير والأستاذ حاتم السر حمل دلالات عملية مهمة تستحق الوقوف والتأمل، وهي تؤكد مصداقية الحزب وعزمه علي تحقيق ما ينادي به. فالدعوة جاءت متسقة مع ما ظل يدعو له زعيم الحزب، وهي ذات ما قال به في حفل الإفطار الذي أقامه بمسكنه في فيلا طيبة بشاع الخرطوم بمصر الجديدة. ثم أنهم فسروا وأكدوا عملياً ما قاله من رفض للمشاركة مع المؤتمر الوطني ورفض معاداته أيضاً.
فلقد أعلن المتحدثان أن أي حديث يدور حول التنسيق في الإنتخابات القادمة مع حزب المؤتمر الوطني غير صحيح وهو مجرد إجتهادات. وأن الحزب الإتحادي الديمقراطي قد قرر خوض الإنتخابات القادمة علي كافة مستوياتها، وأقرت أجهزة الحزب تقديم مولانا السيد محمد عثمان الميرغني مرشحاً عن الحزب لرئاسة الجمهورية. وبالتالي يكون أي حديث في هذه المرحلة عن دعم الحزب الإتحادي الديمقراطي للرئيس البشير في انتخابات رئاسة الجمهورية، ليس صحيحاً ويبقي فقط مجرد مناشدات من الذين يرون المصلحة في ذلك التنسيق. ولكن رأي الحزب حتي هذه اللحظة غير ذلك.
أما المسألة الثانية المهمة والتي لاتنفصل عن هذه هي قطع الحزب بعدم المشاركة في مؤتمر الأحزاب بجوبا. فلئن كانت الأولي قد حسمت الجدل الدائر حول موقف الحزب الإتحادي من الإنتخابات وتحالفاتها، فإن هذه قطعت بما قال به زعيم الحزب بألا عداء مع المؤتمر الوطني. ومعلوم أن مؤتمر جوبا هو مؤتمر كيدي لحزب المؤتمر الوطني الذي أعلن رفضه ومقاطعته.
وموقف الحزب الإتحادي الديمقراطي التموازن هذا يجعله في موقف يعين علي تحقيق دعوته للوحدة الوطنية. فهو موقف ملتزم بقضايا الوطن، ونابذ للفرقة والشتات، ومؤكداً لاستقلالية الحزب وتميزه، وهذا يجعل حديثه مقبولاً لدي الجميع. ثم أن مثل هذا الموقف يجعله أهلاً للقيام بأدوار التوفيق، ويتيح له في ذات الوقت أن يختار موالاة من يري في موالاته مصلحة للوطن. فمن هذا الموقف الموزون يمكن للحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل أن يتحالف مع المؤتمر الوطني، ويمكن كذلك أن يتحالف ضده. هذا إذا لم تفلح دعوته في توحيد الجميع، ولم يبشأ أن يقف منفردا حتي لا تأكله الذئاب كما تأكل من الغنم القاصية.
gamal mohamed [gamalangara1@yahoo.com]