الإعتداء على الأطباء، المسئولية والحلول

 


 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
وجهة نظر


الصحة تاج على رؤوس الإصحاء لايراها إلا المرضي ،
والخدمات الصحية في وطننا العزيز السودان كانت قمة ومثالية في كل شئ وفوق ذلك كان المواطن ينعم برعاية طبية مجانية داخل الوطن وخارجه عبر الملحقيات الطبية في القاهرة ولندن.
الطبيب أينما وجد في البوادي والحضر والارياف هو الحكيم وهو القدوة في المجتمع، بل كان وضعه مميزا، بل الطبيب في الريف والاقاليم تتم مشاورته في كثير من الحالات الإجتماعية ،فهو الحكيم بغض النظر عن عمره.
في السنين الأخيرة ومع تدهور الخدمات الصحية حد الانهيار الشامل واتجاه حكومة الكيزان لتقليل الصرف على الصحة، بل والعمل على السير في خصخصتها حتى تتخلص الحكومة من مسئوليتها تجاه صحة المواطن وعافيته.
هذا قاد إلى تذمر المواطن عندما يأتي الي المستشفى العام ولايجد إلا اليسير من الإمكانيات، ومما زاد الطين بلة ان كل ان لم يكن معظم الخدمات قد صارت حكرا على الخرطوم مما فاقم معاناة المواطن وضاعف الضغوط على المستشفيات العامة بها، وقطعا هذا يؤدي الي حلل كبير في الخدمة المقدمة وكفاءتها.
الظروف الإقتصادية تفرغت المستشفيات من الأطباء والكوادر المساعدة فارض الله واسعة، وبيئة ومناخ العمل في صحة السودان طاردة، في الوقت الذي تجد فيه ان السعودية تقدم حوافز ومميزات للطبيب السوداني بحكم خبرته وكفاءته و َمهنيته واخلاقه،
ولهذا تجد ان مئات الآلاف من الأطباء السودانيين قد استقدمتهم السعودية حيث يجد الطبيب نفسه َومهنته وانسانيته وآدميته، وللأسف كل ذلك يفقده في وطنه، بل الاسوأ من ذلك أن الطبيب السوداني وهو يتفاني في أسوأ الظروف لخدمة المواطن السوداني وهو يلجأ للمستشفى ويجد الطبيب والكوادر،ولكن للأسف ماذا يقدم الطبيب وهو لايملك اي شئ ليساعد به المريض حتى لو كان حالة مستعجلة.
هنا تبدأ المشاكل بين الطبيب وبين المرافق، يتذمر المرافقين ويشتكون ويهيجون على الطبيب الذي لايملك اي شئ يمكن أن يقدمه للمريض،::
المعمل غير جاهز،
الصيدلية خاوية على عروشها،
ابسط الاحتياجات من فراشة وطعانات ودربات وقساطر وانبوبة معدة ومطهرات قد يطالب المرافق باحضارها، وهنا تعلو الأصوات التي قد تصل إلى التنابز والاستفزاز ومن ثم الإعتداء اللفظي والجسدي، وتحدثنا يومية التحري انه وصل الإعتداء الي الرصاص الحي والضرب باي آلة موجودة وليس ببعيد الإعتداء على طبيب مدني الذي قد يفقد عينه وطبيب سنار وكثرةالاعتداءات علي الاطباء حتى صارت ظاهرة، وللأسف لم تسلم الطبيبات، فقد نالهن الكثير وفي يومية التحري طبيبة مستشفى على عبد الفتاح وغيرها.
مافي مستشفى عام عندها حصانة ضد هذه الظاهرة، ولكن هل سمعتم بأن هنالك اعتداء على الأطباء في مستشفيات الجيش والشرطة والامن ؟؟

هذه ظاهرة خطيرة ووقفها لن يتم بسن القوانين والتشريعات والعقوبات فقط،
نعم نحتاج لقانون رادع وحاسم وصارم ، ومحاكَم إيجازية تصدر احكامها في ظرف ٢٤ساعة َمن لحظة الاعتداء، وهذا هو الرادع لكل من تسول له نفسه بالاعتداء على الأطباء والكوادر.
شئ آخر يمنع حمل السلاح داخل المستشفيات نهائيا ،لاسلاح ناري ولا سلاح ابيض،
علاج جميع العسكريين ومن في كفالتهم في المستشفيات النظامية حصريا ماعدا الحالات المستعجلة فقط.
إن الحل الجذري لهذه الظاهرة هو التوزيع العادل للخدمات الصحية في كل من مابقي من أرض الوطن،
ولكن هذا التوزيع العادل إن لم يصحبه توفير جميع الإمكانيات في المستشفيات وبالذات خدمات الطوارئ فيما يسمى بالعلاج المجاني، وبغير ذلك ستظل المناوشات والاعتداءات ،وسيستمر نزيف العقول والخبرات والكفاءات الي حيث يحترم الطبيب وتعود إليه انسانيه وكرامته وعزته،
والطبيب ليس ملزم بالبقاء في الوطن في ظل هذه الظروف الطاردة والله سبحانه وتعالى يقول فيما معناه ان أرضه واسعة فالهجرة مطلوبة،
على قيادة الدولة ان تضع الصحة من اولوياتها،وتقوم بتوفير جميع معينات تقديم خدمات طبية متكاملة مع التوزيع العادل لها في كل المستشفيات فيما تبقى من الوطن ،وأن ينال الأطباء والكوادر حقوقهم كاملة غير منقوصة، وإلا فإن باب الهجرة مازال مفتوحا على مصراعيه،والحوافز والمميزات عبر البحر الأحمر لها اغراءات لا حدود لها،
لابد أن تكون الصحة اولوية،وإلا فلن نجد غدا من يكتب روشته بندول.
اللهم استر فقرنا بعافيتنا والبسنا ثوب الصحة والعافية يارب العالمين
اللهم آمييييين

sayedgannat7@hotmail.com

 

آراء