الإهتمام بخطة الطواريء والتدريب عليها خاصة للصغار ولتلاميذ المدارس

 


 

 

الإهتمام بخطة الطواريء والتدريب عليها خاصة للصغار ولتلاميذ المدارس وهذه الحرب التي نحن فيها هي مشكلة ولماذا لا نجعلها فرصة لإصلاح أحوالنا في كافة الميادين ؟!

هذه المقذوفات الجهنمية التي تنهال على رؤوس المباني وساكنيها محدثة من الدمار والخراب الشيء الكثير ومزهقة للارواح البريئة الطاهرة يقف أمامها رب الأسرة مذعورا ناهيك عن بقية أفراد الأسرة من أطفال ونساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى وهذا الهلع الذي يعم الجميع تظل آثاره باقية لامد بعيد مثل الوشم في باطن اليد !!..
كنت في زيارة لروضة اطفال في امريكا وهذه الروضة في بنيانها والتجهيزات التي بها تتفوق على أي جامعة من جامعاتنا وكل شيء يسير فيها بدقة ساعة ( بق بن ) وبالمناسبة الجو كان صحوا والكل منهمك في أداء واجبه بانضباط عالي واهتمام وفير وطمأنينة وأمن وأمان ...
وفجأة دوت صفارة انذار عمت كل المبني الكبير بميادينه الخضراء الفسيحة ومرافقه المتعددة وكنت الوحيد الذي اتسعت حدقتا عينيه من الذعر وتجمدت في مكاني وغاب عني كل تفكير وصرت أرنو حولي وفي خاطري الف تساؤل وفي اقرب تصوراتي إن الحرب العالمية الثالثة قد بدت وكان لابد لامثالي من الاستسلام ...
هرعت كل أسرة الروضة نحو الصغار يحيطونهم بالعطف والحنان وينظمونهم في صفوف وكل تلميذ يضع كلتا يديه علي كتفي زميله الذي أمامه وتم هذا الإجراء في سهولة ويسر وبقلوب مطمئنة ورباطة جاش واحترافية كاملة وبدأوا في النزول الي الأدوار السفلي بخطي واثقة وعزم اكيد وتوزعوا مابين الغرف التحتية والأماكن المجهزة بأحدث ادوات السلامة والأمان...
وبالطبع أنا كنت معهم تحركني غريزة الخوف والي إن اتخذت مكاني الجديد لم يخطر ببالي بل لم استوعب لماذا انا هنا في هذا المخبا الذي هرع له الجميع وكل ظنوني كانت تحوم حول اشتعال الحرب الكونية الثالثة ...
وفجأة أيضا وفي هذا الجو المشحون بالترقب والانتظار والثواني تمر في بطيء يقتات من الأعصاب ويهز الصمود والثبات دوت الصفارة اللعينة مرة أخرى وكاد يغمي علي وجاء في روعي أنها الحرب العالمية الرابعة لم يعجبها الانتظار ورأت إن ترافق اختها الثالثة في الفتك ببني البشر الذين تجاوزوا كل حدود وعم فسادهم كل الأركان...
لكني وقد الجمت الدهشة لساني وجدت الجميع يصفقون وينشدون والفرحة تملأ أقطار وجوههم والإبتسامة تعلو محياهم فقلت في نفسي:
( الناس دي جنت ولا شنو ) ؟!
واتضح لي إن الناس دي لا جنت ولا شيء بل كانوا في قمة العقل والمسؤولية وماقامت به السلطات المحلية من انذار لينتبه له الجميع من أفراد المجتمع هو عمل روتيني يتم في أوقات محددة وهو تمرين للتعامل مع الحالات الطارئة ليكون الجميع علي كامل الاستعداد لوقاية أنفسهم من الأخطار المحتملة بروية وعقلانية وبعيدا عن التصرفات العشوائية المشوبة بالتعجل والأخطاء والفوضى...
هذا ماكنا نحتاجه في هذه الأيام الصعبة ونحن نفر هنا وهنالك مذعورين وأطفالنا أشد رعباً ومدارسنا لم تتحسب لمثل هذه الزعازع ولم تقام خطة طوارئ واحدة في طول البلاد وعرضها ومناهجنا محشوة بالحفظ والتلقين والامتحانات البليدة والمذكرات الفارغة !!..
رغم هذه الحرب هل هنالك من خطة طوارئ يشارك الجميع لطمر النفايات التي ارتفعت مثل ناطحات السحاب والخريف علي الابواب هل جهزنا أنفسنا كمجتمع لدرء اثار السيول والفيضانات ام كالعادة سننتظر المحليات التي لا تفهم في مثل هذه الأشياء!!..
هذه المرة لا يوجد تلفزيون قومي أو فضائية محلية ولن نري الجماعة إياهم من يسمون بالولاة والوزراء يأتون بعصيهم مرفوعة واصابعهم مددودة وحلاقيمهم منفوخة يزورون المناطق المنكوبة بعد خراب مالطا !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء