الازمة السودانية ومساوئ التدويل!!

 


 

 

 


haideraty@gmail.com


سلام يا .. وطن

*الوساطة الأفريقية التي دخلت بثقلها في الأزمة السودانية، وهاهو الوسيط محمد حسن ولد لبات اعلن انه سيلتقي ممثلي الحركات المسلحة بأديس أبابا لاستقطاب الدعم للاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري ، وذكر في تصريح أن اللقاء يصب في مسعى أخذ مطالب الحركات المسلحة بعين الاعتبار وحشد دعم واسع للاتفاق النهائي المزمع توقيعه في الايام المقبلة ، بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير الى النظر في مشروع الوثيقة الدستورية ، الشاهد في الأمر أن الوسيط الافريقي يتحدث وكأنه صاحب البيت الجواني في السودان ، وعلى الرغم من هذه المساحة التي يتمدد فيها ، الا أنه لم يقف أمام هذا المجلس العسكري الذي كنا نتوقع منه أن يحرص على دماء الشهداء الذين سقطوا غدراً وغيلة عشية فض الاعتصام الذي وقع رغم وعود الجنرالات بأنهم لن يقوموا بفض الاعتصام ، وعندما تم فض الاعتصام على تلك الطريقة البشعة تضاربت التصريحات عند الجنرالات بين نفي الفض والاعتراف بالفض ، ونفي النفي للفض ، وصارت الحقيقة لقيطة لايتبناها أحد.

*والتدويل أصبح سيد الموقف في المشهد السوداني الحزين ، وارتحل السيد ولد لبات الى أديس أبابا لمقابلة الجبهة الثورية وقياداتها وهذه القيادات ذات وزن كبير ولطول المعاناة مع الحرب فان الجبهة الثورية لابد من أن تكون لاعباً أساسياً في هذه الهيصة التي تحدث في بلادنا والإعلان السياسي الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى فانه قد وفر للمجلس العسكري مظلة تحميه من ان يكون عملاً إنقلابياً كامل الدسم فمهما عاونتهم قوى الحرية والتغيير على تبييض الوجه الانقلابي فإنهم يعجزون عن ذلك عجزا تاماً ذلك لان الثورة عندما انطلقت سلمية كان تروم دولة مدنية، لكن المفاوضين ارتضوا الدنية من الأمر والمجلس العسكري الذي استمرأ كرسي السلطة فقد امتلكته لذة الأمر والنهي، وبات أمر تسليم السلطة للمدنيين ضرب من ضروب المستحيل.. وظل حجيج الوساطات من الدول الكبرى والتدخل في شؤون السودان حد التدويل. للأسف الشديد.
*إن المنتظر من الجبهة الثورية وهي تتفاوض مع الوسيط الأفريقي عليها أن تقف سدا منيعا بين الاتفاقات والتدويل وليتها تبدأ الخطوة الأولى نحو رفض التدويل، ورفض فكرة بقاء المجلس العسكري على سدة الحكم، فان الشعب الذي نادى بالمدنية فليس هناك ما يمنعه من أن يطالب بالمدنية التي خرج من أجلها وأنه منتصر مهما تكالبت عليه الامم تكالب الأكلة على القصعة، والاهم من كل ذلك هو ضرورة خروج الوسطاء والعملاء والجواسيس من بين الشعب السوداني وقضاياه وهو قادر على الخروج من أزمته مهما طال عليها الامد؛:والان نقولها عالية اتركونا وشأننا.. شكرالله سعيكم.. وسلام يااااااااوطن..
سلام يا
الحرية والتغيير والعمل على صناعة الغد الخلاق، كل هذا ممكن وميسر وميسور.. فقط أن يكون الهم سوداني اولا واخيرا.. وسلام يا..
الجريدة الأحد 21/7/2019م

 

آراء