الاستجابة لدعوة الحوار، استجابة لنداء الواجب

 


 

 

.................
إن حجم التضحيات التي قدمها شبابنا، - بنات وأبناء السودان- ، والصلابة و الصبر والشجاعة والوطنية التي تحلو بها، كل ذلك ستحكي عنه مجلدات التاريخ، وتسير به الركبان، جيلا بعد جيل ، وسيأتي الوقت الذي نتداعى فيه جميعا، لبناء متحف يكون مزاراََ للأجيال، ليحكي ويجسد هذه العظمة، ... هذا ليس تقريظاََ لكنها مشاعر صادقة أبت إلا وأن تخرج.

إن الشجاعة التي سارع وعبر بها شبابنا عن رفضهم للإنقلاب والمصحوبة بعبقرية اللآءات الثلاثة، هي التي قصمت ظهر الإنقلاب وجعلته في حالة موت سريري منذ يومه الأول.

وإذا كان السادة في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وهم من أصحاب اللآءات الثلاثة، قد إستجابوا مبدئيا لدعوة الحوار، ثم قاموا بالإجتماع ببعض أعضاء المكون العسكري، فهذه تقديراتهم السياسية، وهي في رأيي تقديرات صائبة تصب في إتجاه دعم الحراك الثوري.

لقد إلتزمت جميع قوى الثورة بشعاري لا شراكة ولا شرعية، أما شعار لا تفاوض فهو ليس غاية في ذاته وقد أدى دوره تماماََ في عزل الانقلابيين وإفشال مخططاتهم، ولا يعقل أن نقول بأن التفاوض يكسب الإنقلاب الشرعية،!! فقد أتى الوقت الذي أصبح فيه التفاوض في ذاته، من أشكال الحراك الثوري والفعل السياسي اللآزم لفضح وتعرية أساليب الإنقلاب وتعجيل هزيمته، وهذه حقيقة ليست غائبة عن رجال المقاومة، فقد سبق وأن أدلى السيد عمر زهران المتحدث بإسم لجان الخرطوم، بتصريح عقلاني حكيم يقول فيه : " لقد تقدمنا بطرح قام على اللاءات الثلاثة، وإذا القوى السياسية تقدمت بطرح التفاوض وتقبله الشعب، سندعم ذلك".

لقد مارس الجميع حقهم في إنتقاد ما لازم أداء " قحت" من قصور وأخطاء كان لها دورها في إنهيار الفترة الانتقالية السابقة، لكننا نعلم جيدا أنه ليس من حق أحد مصادرة حقها في التصدي للهم الوطني، كجزء من قوى الثورة وككيانات سياسية وطنية متحالفة، وقد جاء الوقت لتتنادى وتتشابك وتتوحد كل القوى الحريصة على هزيمة الإنقلاب وإستعادة مسار الثورة، وهي وحدة ضرورية لتقليل التكلفة في وقت وصلت فيه أزمة البلاد لمرحلة تنذر بالانفجار الذي سيسأل عنه الجميع دون إستثناء.

وإذا كانت واقعة الموت السريري للإنقلاب ماثلة أمام الجميع، لكنه لا زال يتشبث بالحياة ولازال هناك من يحاول أن يبث فيه أمل البقاء، لذلك تظل وحدة كل كيانات قوى الثورة مهمة وضرورية لمواصلة الحراك بكافة أشكاله السلمية، والتمسك بحتمية إبعاد العسكر عن الحكم والسياسة، ولوضع تصور وبرنامج متفق عليه لمرحلة ما بعد السقوط الحتمي.

إن الاستجابة لنداء الحوار ووحدة قوى الثورة، لهو واجب علينا تجاه كل الشهداء والجرحى والمفقودين لتحقيق الحلم الذي ضحوا من أجله.

وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق.

aabdoaadvo2019@gmail.com

 

آراء