بعد استيلائهم على السلطة (عن طريق الانقلاب العسكري – والمكتولا ما بتسمع الصياح) في يوم الجمعة 30 يونيو 89 وخروجهم على الديمقراطية وكان لهم عضوية في المجلس التشريعي (البرلمان) ، وكان ترتيبهم الحزب الثالث (700 ألف ناخب)، بعد حزب الأمة (1.500.000 ناخب)، وحزب الاتحاد الديمقراطي (1.250.000 ناخب)، اتجهوا في عام 1991 لاستبدال العملة بهدف امتصاص السيولة خارج دائرة النظام المصرفي وإدخال بعض التقنيات الحديثة وتم استبدال الجنيه السوداني بالدينار السوداني (https://www.startimes.com/?t=29208622).
تغيير العملة وبداية "الهمبتة": عند تغيير العملة في ذلك العام 1991 وفق الأهداف التي قيلت، ضيقوا على أصحاب الودائع البنكية الخناق وحددوا لهم سقفاً في الصرف لا يتجاوزوهوا مما أدخل رجال الأعمال في حرج شديد في تصريف أعمالهم، وفرضوا استقطاعاً غير مبرر من ودائع المودعين، وكشفوا لأنفسهم حجم ودائع المودعين، وايتغلوا معرفتهم في فرض ضرائب على المودعين ليس على أرباح حركة رأس المال في العام، وانما على الكتلة المالية المودعة في المصارف..
هروب الكتلة النقدية من المصارف: سجل العام 1991 بداية هروب الكتلة النقدية من المصارف السودانية، واتجه المودعون لاقتناء الخزن الجديدية داخل متاجرهم ومنازلهم، وقدرت الكتلة الماليد داخل المصارف بحجم 5% فقط..
شاهد من أهلهم:
* عباس علي السيد (ميلاده ببربر 59، قادري الطريقة، من أسرة امتهنت التجارة، تم تجنيده لحركة الاسلامويين 68، رأس قائمة اتحاد الطلاب الاسلامويين في 74، انتخب للمجلس الأربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم في دورة التجاني عبدالقادر، متفرد في رأيه، من أوائل الذين قادوا حركة الاصلاح داخل الانقاذ حينما رأوا انحرافها، يشغل وظيفة الأمين العام في اتحاد الغرف الصناعية)، قلبت معه صحيفة الانتباهة "المواجع"، (الانتباهة الأربعاء 3 أغسطس 2016 – حوار – صفحة 5 في حلقتين حتى الآن)!!..
نقطة ارتكاز الفساد: * "خلال وجودك في السوق هل كانت هناك أية اعفاءات أو تسهيلات لتجار الحركة الاسلامية في بداية الانقاذ؟"، قال عباس: "بعد أن رجعنا من الجنوب بدأت أسمع معلومات عجيبة"، "كأن يأتيك شخص له معرفة بك أو سمسار في السوق يقول ليك داير كوتة دقيق أو سكر أو بنزين!"، "ولأنني عايد من العمليات وفي نظرهم أنا شخصية كبيرة ومؤثر ولو كتبت لأي واحد فيهم ورقة سيُقضى أمره"، "(ضحك عباس من السؤال الاستفساري): "هل كتبت لأحدٍ منهم كوتة؟" وقال: "كنت أنفي لهم وجود هكذا معاملات في السوق"!، "على أي أساس هذا النفي؟"، "لم أكن أتصور أن هذا حاصل، لكن بكل أسف اتضح - بعد فترة - إن كل ذلك صحيح، وصدمت صدمة كبيرة جداً"، واكتشفت أن هناك أشخاص متخصصون في ذلك!"، "قيادات في الحركة الاسلامية أم أشخاص عاديون؟"، أجاب: "قيادات طبعاً..."!، يقول عباس أنه تحرى ووجد حقائق وبدأ الفساد يظهر في مواقع غير هذه، وبدأ يجمع المعلومات والوثائق ويسمع أية جهة، وأهمل عمله، وكان يصل الجهات ليتأكد، ووجد الظاهرة في أذهان الكثير من الاسلامويين، بدأ عباس – كما يقول – الاتصال بدائرته الضيقة، وتوسعت الدائرة وأصبح من في الدائرة مقتنعاً بأن انحرافاً قد حدث (ركن نقاش - بأفواههم: نقطة الارتكاز الأولى "الباكرة" في فساد الاسلامويين – نشر بالتغيير الالكترونية – الخميس 18 أغسطس 2016 – وسودانايل في التاريخ نفسه)..
شهادة محجوب عروة: " أعتبر تنازلى لجمال الوالى كان عقد اذعان استغلالا لوضعى وتهديدا باستمرار الحبس عبر خطة محكمة من نظام الإنقاذ الذى مارس على الضغوط والابتزاز عبر الضرائب وحجب الإعلانات والاشتراكات عكس الصحف الموالية له والدليل بعد اقصائى من السودانى صبت لها الإعلانات صبا من شركة أقمار التابعة لوزراة الاعلام ويديرها ضابط أمن و كذلك منحت الاشتراكات الحكومية بالألاف.. "، (محجوب عروة – الحقائق الدامغة في فضيحة صحيفة السوداني - سودانايل - نشر بتاريخ: 16 كانون2/يناير 2020)..
دخلونا الجوامع ودخلوا السوق: هي طرفة سودانية أطلقتها العبقرية السودانية على اسلامويي المشروع الحضاري: "دخلوا الناس الجوامع ودخلوا هم السوق"، يتساءل الناس كثيراً (وهم محقون): أين عثمان صالح وشركاه؟!، أين الشيخ مصطفى الأمين، التاجر العصامي الشهير؟! (أفلحت العصابة الاسلاموية على تفرقة أبنائه أيدي سبأ)، أين البربري؟!، وأين وأين؟!!، لابد لمسؤولي الفترة الانتقالية (من حمدوك مروراً بمدني وصولاً لرجال المقاومة في الأحياء والحواكير والحلال والقرى والمدن والأسواق) أن ينتبهوا ويخرجوا قرون استشعارهم، ويجوسوا خلال الأسواق هل ترون من تجار وطنيين ورأسمالية قومية، ثم فليرجعوا البصر كرتين، و"تلاتا"، "ياااربي أنا في حلم وللا في علم!"، هل الزول ياهو ذات الزول؟!، والناس ياهم ذات الناس وللا حصل إحلال وابدال؟!، طيب لكشف كلمة السر، والتعرف على الأغنياء الجدد، استعملوا الكشاف الآتي: أيي تاجر استعمل كلمة من الحديث النبوي أو كلمة قرآنية حمروا ليهوا واحدروا ليهو، واسألوهوا عن تاريخ دخوله السوق، ومتى بدأ تجارته السنية، فان كان من الذين دخلوا قبل 30 يونيو 1989 فخلوا سبيله، وإن وجدتموهو دخل السوق ,اثرى بعد العام 1990 ففتشوهو ظاهراً وباطناً لاكين بي حنية وفق "الغانون"، يا عاملات حمدتي، وطبعاً ماتنسوا حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب!!..