الاسلاميين السودانيين اكتسبوا مناعة طويلة المدي ضد العقوبات الامريكية

 


 

 

تتناول وكالات الانباء والصحافة العالمية في هذه الاثناء اخبار العقوبات الامريكية ضد اطراف الحرب الدائرة في السودان المتمثلة في مجموعة من العقوبات الروتينية المعتادة التي ظلت تصدر من الولايات المتحدة الامريكية بين الحين والاخر ضد من تعتقد بتورطهم في جرائم وانتهاكات في الكثير من مناطق الصراعات في جميع انحاء العالم .
لانريد الحديث عن طريقة ادارة الازمات بواسطة الولايات المتحدة خاصة في منطقة الشرق الاوسط ولكن مع فائق التقدير نناشد الولايات المتحدة اعادة النظر في طريقة التعامل مع الحرب الراهنة في السودان ومراعاة عامل الزمن وعدم الانفراد بقرارات قد يكون لها تاثير سلبي مدمر علي مجمل الاوضاع في السودان علي المدي القريب والبعيد .
نتمني ان تستخدم الولايات المتحدة قدراتها ونفوذها بشكل مختلف علي النصوص المعتادة في التعامل مع ادارة الازمات في بعض مناطق الصراعات الاخري و التعامل بها بصورة حرفية مع قضية الحرب في السودان ونتمني ان يتسع المجال علي الصعيد الاقليمي والدولي لاشراك بعض النخب القانونية والاعلامية المستقلة علي الاصعدة الوطنية في السودان في ادارة التعامل مع الحرب الكارثية الراهنة في السودان الي جانب ترك الامر في مجملة لتحقيقات قانونية بواسطة منظمة الامم المتحدة واطراف قانونية سودانية مستقلة حول ظروف وملابسات بداية هذه الحرب والجهة التي اطلقت الرصاصة الاولي فيها ولماذا والاستماع الي شهادات واقوال اطراف هذه الحرب في القيادة الراهنة للجيش السوداني ومن وجد من اطراف سياسية او قانونية من قوات الدعم السريع .
ونلفت انظار من يهمهم الامر في الولايات المتحدة ان يدعموا اي قرارات صادرة من منظمة الامم المتحدة في هذا الصدد علي صعيد وقف الحرب وانقاذ الضحايا السودانيين من الموت الصامت اذا جاز التعبير وان تتبني الولايات المتحدة مع اخرين مشروع قرار اممي فوري بوقف القصف الجوي الذي يمثل كلمة السر التي استخدمتها جهة ما باسم الجيش السوداني لفرض اجندات سياسية ذات ابعاد عقائدية عن طريق هذا النوع الغير معتاد من الافراط في استخدام القوة وقصف اهداف داخل مدينة مثل العاصمة السودانية الخرطوم الامرالذي يمثل سابقة جديدة في تاريخ الجيش السوداني والمؤسسة العسكرية السودانية المختطفة منذ اكثر من ثلاثين عام.
التحقيقات الاممية المحمية بالقوانين الدولية والمدعومة من اجماع ضحايا الحرب من عوام السودانيين من الممكن جدا ان تضع النقاط علي الحروف وتكشف عن تفاصيل التفاصيل عن الذي جري ويجري في السودان من مخطط ابادة خبيث ومتلون باسم الحرب مع قوات الدعم السريع.
وعلي ذكر قوات الدعم السريع التي شملتها العقوبات الامريكية الروتينية نتمني ان لايتم التعامل مع هذه القوات بموجب خلفيتها المعروفة في تورط بعض منسوبيها في انتهاكات لابد ان يتم اعادة التحقيق حولها ومحاكمة ومحاسبة المتورطين فيها في يوم ما بطريقة منفصلة عما يجري اليوم وفي هذه اللحظات وان يتم التركيز اليوم علي معرفة مدي تورط قوات الدعم السريع في المبادرة باشعال هذه الحرب او التورط في اي انتهاكات اخري خلال هذه الحرب ولانريد ان نستبق ماندعو اليه من تحقيقات اممية سودانية مشتركة حول هذه الحرب ونتحدث عن ملاحظتنا الشخصية بموجب خبرات سابقة ومتراكمة علي مدي ثلاثين عام واكثر في مناهضة فساد واستبداد نظام الحركة الاسلامية وحكم الرئيس المعزول عمر البشير ولانعتقد ان ملاحظاتنا في هذا الصدد سيكون مجروح فيها كوننا لسنا جزء من صراع سياسي او سباق علي السلطة في السودان ولكن نحذر الدول الكبري والمجتمع الدولي والولايات المتحدة الامريكية علي وجه التحديد من مغبة اهمال حقيقة مايجري في السودان او التعامل بطريقة تساوي بين الجاني والضحية والموافقة علي استمرار استخدام الاسلحة الجبانة بهذه الطريقة الغير اخلاقية باستخدام القصف بالطيران في حرب تدور وقائعها علي الارض الامر الغير معتاد في اعراف وتقاليد الجيش السوداني والجندية السودانية .
العقوبات الامريكية التي صدرت اليوم علي الرغم من انها مصحوبة بحسن النية وتعاطف الولايات المتحدة الامريكية الشعبية والرسمية مع ضحايا الحرب في السودان لكنها وبالطريقة الحرفية التي صدرت بها لن تكون مفيدة في وقف هذه الماساة الانسانية علي اي مستوي في ظل الاختلال المخيف في موازين القوي بين جندي يخوض معركته علي الارض واخر يحرق الناس ويدمر المرافق عن طريق القصف الطائش و المغامرات الجوية الانتقامية التي فشلت تماما في تحقيق اهدافها في وقف تقدم وسيطرة قوات الدعم السريع علي العاصمة السودانية عن طريق قوات برية تتكون اغلبها من الشباب وصغار السن الذين يبدون شراسة غير معتادة في تحدي خصومهم وهم يستخدمون شعارات وادبيات تعتبر جديدة في عمل قوات الدعم السريع من خلال الحديث عن دعم الديمقراطية والسلطة المدنية وتحدي ماتعرف باسم الحركة الاسلامية الذين يشار اليهم " بالكيزان " .
قوات الدعم السريع تقول اثناء المعارك الجارية انها تريد منع اعوان النظام السابق من فرض انفسهم علي العملية السياسية السودانية بالقوة بعد ان اسقطهم الشعب السوداني واعتبرهم مجرد منظمة فاقدة للشرعية .
الذي يجب ان تعرفه الولايات المتحدة الامريكية في هذه اللحظات ان الامر ليس بالسهل وان العقوبات التي صدرت اليوم لن تستطيع توفير الحماية للمدنيين السودانيين كون هناك احد اطراف الحرب الراهنة ممثلا في نظام الحركة الاسلامية السابق وجيوبه المتورطة في اشعال وادارة العمليات الحربية في حرب السودان الراهنة قد اكتسبوا مناعة طويلة المدي ضد العقوبات الامريكية التي صدرت ضد نظام الاسلاميين والمعزول البشير خلال سنين حكمهم الطويلة للسودان واستطاع نظام المعزول البشير ومن خلفه الاسلاميين ان يفعلوا ما يفعلون من فساد وارهاب وتنكيل بالسودانيين حتي اجبروا المجتمع الدولي والولايات المتحدة للجلوس معهم والتفاوض معهم علي صفقة فصل جنوب السودان ثم مشاركتهم المخادعة للامريكان وغيرهم في كواليس المخابرات الامريكية والفرنسية والبريطانية في الحرب علي الارهاب عندما تمت الاستعانة بالارهابيين السودانيين في محاربة الارهاب علي الطريقة العراقية هذا غير اطنان من الحقائق المؤسفة والمؤلمة في هذا الصدد التي لايتسع المجال الان لذكرها .
ويتلاحظ ايضا اهمال الولايات المتحدة والامم المتحدة والغياب التام للمحكمة الجنائية الدولية حتي عن التعليق علي عملية مداهمة السجون واطلاق سراح المطلوبين للعدالة الدولية المتورطين في جرائم الحرب والابادة والاقرار بذلك علانية من قيادات الحركة الاسلامية الهاربين الذين اعترفوا علانية بتدبير عملية الهروب وتحدوا مشاعر الالاف من ضحايا تلك الحروب المؤسفة .
غير اننا نكرر الشكر والتقدير للمجهودات الامريكية وغير الامريكية في العمل من اجل انقاذ الاغلبية الصامتة في السودان من خطر الابادة الصامتة عن طريق هذه الحرب الانتقامية وندعو مجددا منظمة الامم المتحدة الي فتح تحقيق دولي بمشاركة سودانية حول ملابسات هذه الحرب والكشف عن نتائج هذا التحقيق للعالم ولضحايا الحرب السودانيين .
ونكرر النداء لجميع السودانيين ليس الي حمل السلاح ودعم اجندة الحرب الفوضوية والابادة وانما لمغادرة مقاعد المتفرجين الي المشاركة في تشكيل جبهة وطنية وقومية داخل وخارج البلاد من اجل وقف الحرب وحماية المدنيين ومحاسبة كل من تسبب فيها وقيام جبهة وطنية اخري من اجل العدالة واعادة البناء في مرحلة مابعد الحرب الانتقامية الراهنة .

 

آراء