كتب الكاتب السعودي د/عبدالله الدويس مقالاً يقارن فيه ما بين افعال المسلمين واقوالهم وما بين افعال الشعوب الغير مسلمة وقد ذيلنا المقال بتعليق على ما جاء فيه وكما علق قبلها الاستاذ عوض عوضاب على المقال نفسه.
فكتب د/عبدالله السعودي قائلاً:
"رغم أن في السعودية وعظ وإرشاد وخطب وقرآن وتفسير وتوحيد وفقه وسيرة ، ومئآت الآف من المساجد وعشرات الآف من الوعّاظ ..
وكل هذا غير موجود في السويد!
ومع هذا تتصدر السويد قائمة دول العالم في الشفافية..بينما السعودية تقبع في ذيل القائمة! فرسول الرحمة ﷺ أوصى أصحابه بالهجرة إلى الحبشة..وقال : إن فيها ملكٌ لا يُظلم عنده أحد! لم يكن في بلاد الحبشة قرآن يُتلى ولا خطب تُقرأ ، ومع هذا عَمّ العدل والخير في أرضهم..لم تكن مشكلة المسلمين في نقص خطب أو تلاوة قرآن أو تدريس حديث، بقدر ما هو في التعامل بالعدل والإنصاف..فالقاضي -الذي عيّنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه- حكم ليهودي بدرع علي ، عندما لم يستطع علي إثبات ملكية الدرع !! إن الله ليُبقي دولة العدل وإن كانت كافرة..ويُنهي الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة...
إن الخطب والقرآن والسيرة والحديث إن لم تنعكس سلوكاً في التعامل مع الضعفاء والمساكين وإعطاؤهم حقّهم -حتى وإن لم يسألوه- فإقرأ على مناهجك السلام..في السويد لا يُعامل الإنسان على أساس جنسيته ، بل على أساس آدميته ..في السويد يقرع باب بيتك في الصباح الباكر بزجاجة حليب طازج لطفلك الذي لا يحمل الجنسية السويدية !
كل ما في الأمر أنّه بشر ويحتاج إلى حليب طازج كما يحتاجه الطفل السويدي ..وفي بلادنا لا يقرع باب المقيم إلا الجوازات لترحيله أو تفتيشه..في السويد تحصل على إقامة دائمة بعد المكوث 4 سنوات متواصلة..
وفي بلادنا يجدّد المقيم إقامته ولو مكث ألف سنة مما تعدون!
في السويد يحصل المقيم على الجنسية إن حفظ تاريخ السويد وعاش فيها ل 6 سنوات متواصلة ..
وفي بلادنا ينتظر المقيم 6 سنوات للحصول على إذن لزواج مواطنة!
ولا يُمنح الجنسية حتى وإن حفظ القرءآن والإنجيل والزبور وتاريخ الجزيرة العربية من هبوط آدم عليه السلام حتى العام 2014.
السويد يتعاملون بالإسلام رغم كفرهم..
وفي بلاد المسلمين نتعامل بمنهج الكفر رغم أنّا مسلمون !!
في السويد لا تجد كفيلاً سويدياً يبتزّ مقيماً هندياً أو صومالياً ويطلب منه شيء دون وجه حق..
في السويد لا تسمع كلاماً فَجّاً من طفل صغير لم ينبت شاربه ، ليقول لك: " إسكت ولاّ وربي أسفّرك"!
في السويد لن تجد خادمة تعمل لمدة 24 ساعة في اليوم و7 ايام في الاسبوع!
علّم أولادك أن البنجالي الذي ينظف شارعكم في كل صباح هو أخوك في الإسلام ..بل قد يكون أفضل منك عند الله! علّم أولادك أن من يصلح لك ثوبك ويخبز لك خبزك ويطهو طعامك هو بشر مثلك له مشاعر وكرامة وما أتى به هنا إلاّ طلب الرزق الحلال.
هذا الأمر ينطبق على كل دول الخليج بلا إستثناء ...وقس على ذلك جميع بﻻد المسلمين.."
عراقي يعيش في السويد منذ سنوات ولده كان من أوائل المتفوقين دراسيا وقررت إدارة المدرسة تنظيم رحلة إلى البرازيل
مدفوعة الثمن من المدرسة للمتفوقين ! طلبت إدارة المدرسة جواز سفر ابنه لاستخراج تأشيرة دخول !! بعد عدة ايام ، تحدثت مديرة المدرسة معه وطلبت مقابلته !
المديرة كانت حزينة وهي تخبره أن السفارة رفضت إعطاء ابنه فيزه
بسبب جوازه العراقي ! ولكنها أكدت عليه عدم اخبار ابنه لكي لا ينصدم و تتعقد طفولته !!!!ورجته أن يعطيها فرصة أخيرة
لحل الإشكالية لتجنب صدمة الطفل!! غادر الرجل مكتب المديرة وهو يضحك و مستغرب من ردة فعل المديرة !! بل ذهب إلى المنزل
وأخبر ابنه مباشرة دون تردد !!
بعد عدة أسابيع ، اتصلت المديرة عليه وطلبت مقابلته .
حضر للمقابلة على الموعد وقابلته بأبتسامة عريضة ثم مدت يدها وأعطته جواز سفر سويدي لابنه !! انبهر الرجل من الصدمة و عُقد لسانه ! بادرته بالقول : قمت بمخاطبة رئيس الوزراء بخصوص ابنك والذي وافق على منحه الجواز السويدي لتجنب الصدمة النفسية التي سيتلقاها الطفل
والتي قد تنعكس على شخصيته
عند الكبر !!!!
ونقول:
غاية ما تفعله الدول الاسلامية والخليجية خاصة هو ارسال الدعاة اصحاب الفكر الآحادي والفهم الواحد وتصدير الكتيبات المليئة بالنصوص الفارغة من الحض على السلوك والمعاملة ولذلك كانت النتيجة التي نراها من ظهور للمغالين والمتشددين والمكفرين والمفجرين
وقد صدق فيهم قول الامام محمد عبده عندما ذهب إلى أوربا قال وجدت إسلام بلا مسلمين وعندما جئت إلى بلاد الشرق وجدت مسلمين بلا إسلام
وقس على ذلك
ولذلك يجب أن نقول اللهم اهدهم إلى الإسلام وانصر بهم الإسلام ويجب ان نعرفهم به وبسماحته وعدله وانصافه
بدلا من تفجيرهم وقتلهم وذبحهم
والإسلام قادم من هناك فترقبوه
وما ذلك على الله بعزيز
وجاء تعليق عن المقال من الأستاذ عوض عوضاب يقول فيه:
نعم يا مولانا , هذا أمر غريب , عجيب , ومؤسف للغاية , هذا الأخ جزاه الله عنا كل خير , فقد عبر تعبيرا صادقا عن هذه الحالة المزرية , الممعنة فى سوءها , وقبحها , فالمعلوم أن ديننا الحنيف كانت قوة انتشاره فى بقاع الأرض شرقا وغربا تتمثل فى القدوة الحسنة , يذهبوا اليها وهو ليسو دعاة بل أهل حرف وتجارة , ولكن بسلوكهم , وتعاملهم مع الغير , استطاعوا أن يكونوا قدوة , فماذا نرى اليوم يا مولانا , عن ما يفعله الدعاة هناك.