مصر والدعم الدولي لما أقدم عليه العسكر

 


 

 




ما عادت مصر لاعباً اقليمياً مهماً كما كانت ، وحتى الغرب بات يعلم ذلك، وهي الآن تحاول النهوض من كبواتها وصراعاتها التي كانت رماداً تحت نار الفتن والطائفية
انتهى دور مصر بعد أن تدخل العسكر في الشأن السياسي وهم يوهمون الناس بأنهم لا يريدون الدخول في السياسة، وهاهم يقفون في موقع مرشد الاخوان كما يقولون صانعاً للرئيس كالرئيس ، ويقفون في موقع المرشد الايراني في صناعة الرئاسة ، وإن كانوا يريدون ان يبتعدوا عن السياسة لحافظوا على الشرعية الدستورية التي نقضوها هم وأقالوا بسلطة القوة العسكرية رئيساً منتخباً اختاره الشعب ، وألغوا الدستور الذي تواطأ عليه أكثر من 60% من الناخبين . ثم أغلقوا الفضائيات المتحدثه باسم الاخوان المسلمين وقناة الجزيرة ، ومنعوا بث ما يحدث بميدان رابعة العدوية ، ولكن هيهات سيعلم العالم ما يحدث وإلا فليجمعوا من الجميع هواتفهم وليوقفوا مواقع التواصل الاجتماعي .
وليست الأخطاء التي ارتكبها الرئيس الحالي وقصر مدته وهي سنة واحدة بالكافية للحكم علية في ظل تدافع القوى العلمانية والخطط الخارجية لابعاد رئيس يتسم بميوله الاسلامية "وهاهى القوى الخارجية تكرر ما صنعته في الجزائر وغزة بالانقلاب الصريح ضد الديمقراطيه عندما لا توافق هواها ومصالحها "
فهل الجيش المصري عاد يداً من الأيادي الأمريكية ، هذا ما ستخبرنا به الأيام القادمات وإن طالت وستتضح الحقيقة يوماً ما ، وبالتحليل نجد تأكيد "روبرت سبرنوجبورج" الخبير بالكلية الحربية للدراسات العليا في مونتيري بولاية كاليفورنيا أن السيسي "جرى إعداده بعناية ليشغل منصباً قيادياً رفيعا" مثيراً للجدل وللكثير من الأسئلة. إضافة للإتصالات الجارية بين وزير الدفاع الأمريكي والحالي بمصر منذ أسبوع ، وظل الجيش المصري تحت سيطرة الاداره الامريكية ومعوناته في أشكال مختلفة كالتدريب والأسلحة ومن يعتقد أن الإدارة الأمريكية لا تسيطر على الجيش المصري فهو يرى الشمس من خلف السحاب
ثم إن تصريح الرئيس الأمريكي أوباما كان مؤيداً لفعل العسكر المصري ويبين وقوفه مع ما حدث ودعمه ويستخدم ذات العبارات الباهته للآخرين في شأن الديمقراطية والحوار ، والموظف بالبيت الأبيض والاتحاد الأوربي "بان كي مون" لم يدن الانقلاب العسكري ويطالب بالاسراع لتعزيز الحكم المدني ويصيغ خطابه بعبارات واهية واضحة الرمزية للمخطط الأكبر والذي نجد أن غالبية السياسيين المصريين المستفيدين من ما حدث يرونه دعماً واضحاً وتأييداً دولياً ،
وكل ما ذكره الاتحاد الأوربي طلب العودة السريعه للعملية الديمقراطية ؟! وجاء على لسان "آشتون أو بشتنه" أنها تحث الجميع لاجراء انتخابات حره ونزيهه هههه ،وما يؤكد أكثر أن الولاية الأمريكية بالشرق الأوسط ذهب حاكمها متعجلاً بتهنئة الرئيس المصري الجديد قبل أن يتولى منصبه المؤقت وربما كان على علم بما يخطط له ، والعاقل البسيط سيعرف أن رسالة الامارات في دعم مصر بالبترول لن تؤكد فشل مرسي لأن كل القنوات أغلقت ضده، بل ستؤكد أن فتح القنوات لا يعني الخير لمصر وشعبها وإلا لفتحت تحت أي قيادة، لكنها ستفتح من الكل لدعم الوضع العلماني الجديد الذي سيؤمن بني صهيون ويثبت المصالح الأمريكية والأوربية ويقلل من خطر الإسلام المهدد للمصالح الغربية وسيحافظ على ذل المصريين ويثبت هوانهم وضعفهم أمام الدعم الأمريكي
وسيشهد التاريخ وسنشهد يوم الشهادة أن قليل من المسلمين هم من أسهموا ويسهموا في إضعاف الاسلام تحت مسميات ابتدعوها هم وآبائهم وسيعلمون أي منقلب سينقلبون، ولايُحكم في ملك الله إلا بما أراده الله ، والله خير الماكرين ، والله يقدر الأمور كيف يشاء ولاشك أن في هذا الأمر نفع للإسلام والمسلمين وإن قَصُرت عنه أبصارنا
أما الغاية من كل هذا فهي لخدمة طرف ظل بعيداً عن الإعلام، إذن كل التدافع من القوى الخارجية والنصرة بأشكالها المختلفة ومن الداخل لتأمين الكيان الصهيوني وقفل الأنفاق ورسالة لحماس كما ورد في بعض بيانات العسكر من هنا وهناك
ثم الرسالة الثانية للجماعات المسلمة في دول الربيع العربي ، ولكن ليس مايحدث في مصر سيحدث في غيرها ، وإن قامت حركات مشابهه ، ولن تكون أحداث مصر كرة ثلج تتدحرج لتمحو تصاعد التيارات المسلمة في الدول المسلمة.
وسنتحدث في هذا لاحقاً إن شاءالله



ahmed karuri [ahmedkaruri@gmail.com]

 

آراء