الالمان بين الشيخوخة والانقراض _في التحول الديموغرفي في ألمانيا

 


 

 


تمثل ألمانيا نموذجا نوعيا في أوروبا  بتحولها الديموغرافي إذ يزداد تباعا تعداد المسنين وتتتقلص في المقابل نسبة الولادة   هذا كما أن هجرة الألمان بحثا عن العمل في الخارج في ازدياد مضطرد ايضا  .
هل سيقرض الألمان وتندثر ألمانيا ؟
من المؤكد أن ألمانيا تعيش إلى جانب ازدهارها الاقتصادي – تحولا ديمغرافيا مأساويا لا يمكن نكراته  البتة .
ما أن قدمت المستشارة الألمانية ديمغرافيا المانيا الراهنة إلا ووجهت بالنقد من قبل أحزاب المعارضة وذلك لأن المستشارة أظهرت محورين فقط
_ طول أعمار الألمان كتأكيد  على توفر الصحة و اتساع فرصة زمنية كافية  للملتقاعدين  لتنسيق حياتهم  والتمتع بها وفق ميولهم وتطلعاتهم المستقبلية .
يقول فريدريش وزير داخلية ألمانيا بأن المستشارة وضحت بكل مصداقية واتزان رفاهية المجتمع الألماني , لاسيما توفر زمن كاف للتخطيط والاهتمام بالحياة الخاصة بعد مشقة العمل وفق ميول كل متقاعد  ( سن المعاش 67 / سنة ). هذا من جانب أما الجانب الأهم في ديمغرافيا / استيتكا السكان والتغيرات الطارئة وعواقبها فلم تخط من جانب الحكومة الألمانية بالعرض  إلا لماما  وتقديم المميزات والايجابيات كما جدر سابقا . لذا نجدنا نعرض في هذا المقال مغبات التحول الديمغرافي بألمانيا استنادا إلى صحيفة " دي تسايت" الألمانية المتميزة بالنقد الجاد والتغور في التفاصيل – صحيفة النخبة الألمانية .
ثلاثة قطاعات  مهددة :
بالتمعن في التحول الديمغرافي بألمانيا نجد أن السياسة الألمانية الحالية وكذلك القادمة على أمد طويل مواجهة بتحديات التغير الديمغرافي . ثمة ثلاث قطاعات مهددة أو بالأحرى ضحية  هذا التحول :
أرباب المعاشات وأصحاب الأعمال الخاصة "المستقلون " وأرباب الشركات .للقد عرضت حكومة ميركل " التحول الديمغرافي بألمانيا " كفرصة في خضم تناقص تعداد الألمان فيما قلصت مخاطر" هذا التحول ومغباته وعليه
في التالي  تناقش  كل قطاع مهدد بمفرده .
1 /أرباب المعاشات :
هذه  شريحة في تضخم مضطرد  بألمانيا لازدياد نسبة العجز وتقلص تعداد الألمان من جانب آخر .تذكر صحيفة "دي تسايت"بان  شريحة
أرباب المعاشات القادمة هي أكثر شرائح المجتمع تضررا وذلك لازدياد نسبة نقلص المسددين للضرائب لصالح  اؤياب المعاشات فالألمان الشباب في تناقص كما أن نسبة العطالة في تزايد كهجرات الألمان إلى دول أخرى للبحث عن فرص عمل أفضل كما أن الشركات والمؤسسات الألمانية قلصت أجور العاملين وبالتالي الضرائب التي تغذي ضريبة الدولة القائمة على  أمر المنصرفات كالمعاشات ومال العطالة والضمان الصحي و.....
50% فقط من أرباب المعاشات يعيشون في مستوى حياتي جيد بألمانيا : مما يعني بأن نصف تعداد أرباب المعاشات بألمانيا يناقضون معاشا أقل من نصف راتبهم الشهري !!! هذا كما ان   المعاش لا يجاز إلا للعاملين المسددين ل    هذا  كما ان  المعاش (الجيد ) "لايمنح الا للعاملين   لمدة  45 عام   المسددين لضمانات  لمعاشات وهذه شريحة صغيرة جدا  جدا بألمانيا . أما أرباب المعاشات اللذين عملوا أقل من هذه المدة فيستقطع 0,3 من راتب عملهم سابقا .هذا كما  أما المعاش الأدنى في ألمانيا يبلغ  645 يرو شهريا  وهو في الأغلب معاش السيدات الألمانيات مما يستوجب رفعه بمساعدات اجتماعية لوصول "الضمان الحياتي  الادنى .أخيرا يمثل مقترح / دعم المعاشات  الذي تقدمت به (فو ندي لاين " وزيرة الاجتماع الألماني مساعدة مبتكرة : ترى الوزيرة بأنه يمكن رفع المعاشات إلى (850 يرو) في الشهر علما بأن شروط التمتع بهذا الدعم قاسية جدا . أن هذا المبلغ (850) شهريا مبلغ لا يوفر حياة ميسرة جيدة في ألمانيا لاسيما وأنه معاش يفترض أن يكون بمثابة مكافئة لسنين العمل الطوال . وعليه فإن الذي يود العيش في المانيا الى سن المعاش  يتوجب عليه الادخار وان يشترك في ضمانات خاصة والأفسيمسي  من المهددين بحياة متواضعة تقترب إلى حد الفقروتوجب عليه ان يعمل في سن الشيخوخة وهو عمل معفى من الضرائب الى حد معين (400 يرو ) .
- أرباب الأعمال الخاصة / المستقلون :
تنضم هذه الشريحة إلى شريحة المتضررين بوضوح فيما يتعلق بتأمينهم الصحي الخاص . على سبيل المثال لا يمكن لرجال الأعمال / المستقلون  أن يتحولوا  من التأمين الصحي الخاص إلى الآخر الرسمي إلا اذ استوفوا   شروط قاسية كأن  يوظفوا موظفا أو عاملا على الاقل وألا يتجاوز دخلهم  46000 يرو في العام . من المعلوم بأن التأمين الصحي الخاص – مقارنة بالرسمي – باهظ للغاية وفي ازدياد مضطرد مما يثقل كاهل المستقلون " فيحاولون التحول إلى الضمان الصحي الرسمي . هذا من جانب ومن جانب آخر لتشديد  ضمانات / خزانات الصحة لتقبل أي عضو جديد للحفاظ على توازن ميزانيتها .ولكي نوضح السبب المباشر لارتفاع رسوم / تكاليف الضمانات الصحية الخاصة تقول بأن خزانات / ضمانات الصحة تعاني من نقص مشتركين شباب , أصحاء في دوائرها / خزاناتها  وعليه فإن خزانة ضمانات الصحة الخاصة تحاول سد /أو موازنة هذا العجز/ النقص الماليفمثلا نجد أن نقص ضمانات العجزة وحده ارتفع في عام 2000 من 60 ميليارد يرو إلى 160 مليارد في عام 2010 . هذا كما أن أكثر من 150000 مشترك عضو لم يستطع دفع الرسوم / الاشتراكات لاسيما  بعد إجراءات الإصلاحات الصحية الواسعة " عام 2009 . تنص التقارير ب على تحول هذا العبء المالي إلى خزانة الضمانات الصحية الخاصة . على النقيض من السابق لا يسمح  طردالمشتركين في الضمانات الصحية  / الغاء ضماناتهم وأن يظلوا مأمنين صحيا
وفق أدنى تأمين أساسي . من المعلوم بأن أكثر هؤلاء الأعضاء العاجزين ماديا المسببين ن لهذا النقص المالي في ضمانات الصحة هم الرجال لاسيما المسنين منهم إذ كونهم بلا دخل ويخضعون في أغلب الأحيان لعلاجات مكلفة جدا.
إلى جانب كل هذه الصعوبات التي تواجه المستقلين فيما يخص التأمين الصحي الخاص " تظل الخيارات الأخرى للخروج من مثل  هذه التأمينات  المكلفة غير مجدية لأن المستقلين أعضاء في الغالب الأعم في ضمانات المعاش الخاصة التي بدورها تضعف من قيمتة الاشتراك في ضمانات أخرى كضمانات الهرم     وعليه يظل المستقلون مرتبطين _شاءا أم لا – بالضمانات الصحية وضمانات المعاش الخاصة فقط لأن الضمانات الأخرى " كضمان المعاش الرسمي " مكلفة وفقا لتقدم العمر هذا كما انها  بمعدلات خدمات / إيجابيات قليلة.
- أرباب الأعمال :
لا تختلف هذه الشريحة عن سابقيتها فهي
متضررة كذلك إذ كثيرا ما تعجز عن سد خانات العمل الشاغرة في مؤسساتها لنقص الأيدي العاملة المؤهلة لاسيما في المناطق النائية بألمانيا وبعض الولايات  كولاية " ميكلن بورغ فوركمن". ففي السنة السابقة حصل فيها  10000 تلميذ فقط على الشهادات المدرسية النهائية, تقول استيكيات المانية بأن هذه الولاية ستنقرض قريبا      فتعداد سكانها الحالي   سينحدر إلى 3,1مليون في عام 2030!!!
أعلنت أكثر من شركة ألمانية في هذه الولاية بأن تناقص السكان في هذه الولاية " لاسيما الشباب منهم  يهدد استمرار الانتاج هذا إلى جانب تدني تعليمهم  وتدريبهم  المهني –  إن وجد باتساع أصلا . فقبل عام فقط كانت نسبة المتقدمين للعمل "ثلاث" أضعاف المتقدمين  للعمل في الوقت الراهن . كان ولا بد للمستشارة الألمانية  (المنحدرة من هذه الولاية )أن تواكب "ديمغرافيا ألمانيا "الحالية  بضرورة تسهيل هجرة الكوادرالأوروبية الى المانيا  كالشباب الإسبان – كل ثاني إسباني عاطل عن العمل !!! والكوادر الأجنبية المؤهلة من خلرج اوربا  لشد مثل هذا العجز المهني والأكاديمي ولسد عجز ميزانية منصرفات خزينة المعاشاة فألمانيا تهرم بشكل ملحوظ ومخيف مقارنة بدول أوروبا الأخرى.

أزمات التحول الديموغرافي بألمانيا :
كثيرة جدا ومعقدة هي أسباب تزايد نسبة معدل اعمار الالمان (80 سنة في المتوسط   العام )ألمانيا ولكن يمطكن القول بأن أهمهم هذه الاسباب هو ممارسة نمط  حياتي متطور على صعيدي التنغذية السليمة وكذلك الرياضة / الحركة إلى جنب توفر الرعاية الصحية والعلاج "الطب المتقدم "
جاء في تصريح        السيد "بار" /حزب"أف دي بي" وزير
الصحة بأن نظام الصحة الجديد سيسهل أجراء العلميات اللازمة لتركيب الركب وسند الحوض للعجزة بغض النظر عن تفاوت مستوى المعاشات والدخل . يمثل هذا التصريح مواصلة لدعم الاهتمام بصحة المسنين وبالتالي إطالة أعمارهم . انتقد هذا التصريح (مقترح قيد التنفيذ )من قبل بعض سياسي المعارضة الألمانية ا1 يرون  ان  كثيرا من المستشفيات تقدم سرعة على إجراء مثل هذه العمليات "لدعم ميزانيتها" كما أن التشخيصات المعنية بمثل هذه العمليات لا تكون دقيقة في أغلب الأحيان  اذ كثيرا مايفيد  للمريض تعاطي علاج بديل آخر غير هذه العمليات المكلفة . يقول تقرير صحيفة "دي تسايت" بأنه في القدم / قبل 7 سنوات " كان  اللذين يتقاضون معاشات أكثر من خمس إلى سبع سنوات قلة  أما في الوقت الراهن فالأغلبية تتقاضى معاشات إلى سن مبكرة رفم رفع سن المعاش من 65 الى 67 وفق قرار متحيز بوضوح إلى هذا التطور الديمغرافي إذ تريد الحكومة جلب أكبر قسط ممكن من ضرائب العمل "بتطويل مذة العمل وتاخير المعاشات " أي إبعاد المسنين بقدر الإمكان من الدخول إلى المعاش في سن مبكر "65 عام كما من قبل "لتخفيف عبأ الصرف على المعاشات .
- تقلص نسبة الولادة بألمانيا :
يرتبط تقلص نسبة ولادة الأطفال في ألمانيا بتغير وتحول المعايير / القيم وفقا للتغير الديمغرافي في حد ذاته 
يمكننا تحديد هذه المعاير والتحولات بشكل أدق إذا نظرنا إليها عبر المنظور النقدي للمجتمع التقليدي بألمانيا .ترى العوائل / الشرائح الألمانية المحافظة بأن تدني نسبة ولادة الأطفال هو نتاج مستجدات  المعايير الجديدة للمجتمعات الألمانية كتحقيق الذات , والاستقلالية , والنجاح المهني , وزواج بلا أطفال وأخيرا خيار نمط حياة جديدة .
أما نقابات العمال والروابط الاجتماعية فترى بأن تقص نسبة ولادة الأطفال بألمانيا بمثابة خطر الفقر الأول إذ أصبحت أغلب العوائل الألمانية تخطط للزواج في توافق مع العمل ونمط حياتي جديد وفرص مستقبلية ذاتية . جاء في أحدى  الاستيكيات الملفتة للنظر حول  ديمغرافيا ألمانيا الحالي  بأن المرأة في ألمانيا تنجب (1_2)طفل فقط
فيما تتطلب نسبة توازن تعداد السكان أكثر من ذلك .تقول الاستيكيا"بدافع تحفيزي" بأن النمو السكاني لايشكل خطر وأزمة تتضاعف في وضع  تدتي اقتصادي  اوعلو نسبة بطالة وتزايد تعدادد المسنين في دولة كالمانيا .
في نتائج دراسة الديمغرافيا :
ينص تقرير معهد سكان العالم والتطور العالمي ببرلين  على تجذر التحول الديمغرافي بداخل المانيا .تقول هذه  بان  الاستاتيكيا المدن الألمانية الكبرى أصبحت مركز جذب وجاذبية على حساب المدن الصغرى  النائية .
منذ سقوط الجدار البرليني هاجر أكثر من 1,5 مليون ألماني وتدهور وضع المدن الألمانية الصغرى  – نقيضا  لمتربولات  المدن الكبرى كفرانكفورت أو جنوب ألمانيا . يقول التقرير السابق بأن براندنبولاغ وفايمر  مثلا  اصبحتا مناطق جذب في شرق  ألمانيا غير أن هذه الجاذبية لن تستمر طويلا  لضعف المرتبات وكثرة المنصرفات لاسيما لخدمات ومساعدة العجزة .
تواصل ديموغرافيا معهد برلين السابق الذكر في تقصي التحول السكاني في ألمانيا فتذكر بأن تعداد سكان أكثر من 440 دائرة بشرق ألمانيا سنقص متضاعفا إلى عام 2020 لأسباب الهجرة إلى المدن الكبرى وتدني نسبة الولادة .
إن تزايد السكان في المقابل مرتبط بالهجرة المعاكسة إلى هذه المناطق المتأزمة"قليلة التعداد السكاني )من المناطق المحلية بألمانيا وكذلك من خارجها .ترى الدراسة بأن نسبة أبحابالألمانيات "طفل إلى طفلين فقط" تضع ألمانيا تحت قائمة  دول العالم الاقل  إنجابا والمخيف أكثر _ من ناحية اقتصادية بالمركز الأول- هو أن كل ثالث ألماني سيتجاوز سن 60 عاما بدءا من عام 2020 .
هل شاخت ألمانيا ؟ أفي طريقها إلى الانقراض ؟
أما وضع المرأة الألمانية في هذه الدراسة فتمركز أكثر في هجرة النساء الشابات (18 – 29 عام) من شرق ألمانيا إلى الحواضر الكبرى وغرب ألمانيا هنا تتجلى عواقب هذه الهجرة بوضوح في نقص الأمهات الفعالات في المستقبل وتزايد نسبة الرجال (الاباء اغير فعالين ) في المقابل .
ووفقا لهذه الدراسة يظل الرجال " آباء غير فعالين في الأسرة " وذلك في المدن الكبرى أو المتروبولات " التي تكتظ بتعداد النساء . ذكرت الدراسة في ختام نتائجها بأن ما يدعو إلى التفكير بجدية  هو أن نسبة الولادة في المدن الكبرى أقل من نظيرتها في المدن الصغرى لاهتمام النساء بالعمل والتدرج الوظيفي (تحقيق الذت )هذا كما يتوقع أن يقلل تواصل الهجرة إلى "المتروبولات " معدل نسبة الولادة في ألمانيا .
ليس التناقص السكاني وحده هو مأساة هذه المناطق "المدن الصغيرة والأرياف النائية بشرق ألمانيا" وإنما عدم وجود مؤسسات صناعية واستثمار أو حتى توقع إنشائها !!!
ورد  في خطاب للمستشارة الألمانية في  هامبورغ  بأنه يجب الاستفادة من العاملين المسنين ما فوق 65 عام وألا يهملوا فتتحول ألمانيا إلى مجتمع غير إنساني . كان وقد ذكرت من قبل بان   التحول الديموغرافي الحالي وصح بان  الألمان يعيشون طويلا وبصحة جيدة هذا وعليه تتاح للالمان المتقاعدين  فرصة متميزة  لحياة هادئة تشكل وفق اراداتهم وتصوراتهم  . غير أن  هذه التصريح يظل تغطية للحقائق الديموغرافية السابقة التي تهدد اقتصاد ألمانيا وتضع  مجتمعها بين الشيخوخة والانقراض ان لم يشرع باب الهجرة للأجانب كبديل للالمان أو امتداد "مجنس " لهم كما يرىرموز السياسة الالمانية ك كوله الرئيس الالماني السابق وشويبله وزير الالقتصاد . هذه المانيا  والتحول الديموغرافيا فيما تظل دول كثيرة في أوروبا واليابان بل وأمريكا تفتقر إلى إصلاحات لضمانات الشيخوخة ولا نعني بشكل واضح بمراقبة أو تحديد النسل  كما تفعل الصين الان  . لقد أدركت ألمانيا في المقابل هذا التحول الديموغرافي ولكن مؤخرا اذ سينقص تعداد سكانها  "إلى عام 2050 "  7 مليون فيكون التعداد الكلي  75 مليون ألماني فقط .اما سكان العالم (1,9مليارد )فسيزداد في المقابل ليصل (19 )مليارد في نهاية عام 2050 وفقا لتقيم معهد برلين لسكان العالم السابق الذكر .
في انتخابات ولايتين  -  

ها هي ألمانيا تدخل آخر معركة انتخابات ولاياتها الستة عشر قبل الانتخابات البرلمانية في العام 2013 والمتوقع فيها فوز حزبي المعارضة (الاشتراكي الديمقراطي )"أس ب يدي" والخضر . في التالي انتخابات ولايتي أشلس هاوس أشتاين " شمال ألمانيا وولاية نورد هاين منت فالآن  ذات الغالبية العظمى لسكان ألمانيا
1 / انتخابات ولاية أشلسليش هولسشتاين :
ما إن أعلنت نتائج الانتخابات في هذه الولاية بتقدم حزب سي دي أو_"امسيحي اليمقراطي  الحاكم بفارق ضعيف على حزب أل(أس ب يدي ) ألا وتعالت أصوات هتافات هذا الحزب بالفرحة  ولكن بتحفظ شديد !! أما حزب ألأس ب دي فقد كان حاكما  بنسبة عالية تفوق 40% فإذا به يلجأ إلى حزب الخضر وأل أس أس ف "_خزب الاقلية الدنماركية  هناك ليحكم في اتحاد قلاني "غامبيا" _وفقا لثلاثبة الألوان الأحمر والأخضر والأزرق . أما حزب أل أف دي بي " الليبرالي الحليف في الحكومة الاتحادية فقد حصل على 8% من الأصوات ليمثل من جديد قي هذه الولاية بعد أن مني بهزائم مريرة متلاحقة في ولايات ألمانيا حتى هدد وجوده بالتلاشي كحزب في البرلمان الألماني واتحاد الولايات .
صرح"ياقر" مرشح حزب"ال سي  دي أو" بأن حزبه هو الفائز الذي يحق له اختيار حليف معه لبلوغ النصاب القانوني للحكم  إلا أن خيار هذا الحزب لا يتجاوز خيار واحد إلا وهو الاتحاد مع الحزب الاجتماعي المعارض "أس ب يدي " غير أن هذا الحزب بدوره لا يريد التحالف معه  فيكون الحليف الأصغر ويتولى ياقر منصب رئاسة الوزراء هناك. لذا أعلن حزب  " أس بس دي " بقيادة "الببيش" مرشحه التفاوض مع حزب الخضر وأل "أس بي ف " لتشكيل حكومة ائتلافية تلانية  "غامبيا". ما يهدد هذا التحالف هو حصوله على الأغلبية بفارق (صوت واحد فقط) مما يتطلب تواجد كل أعضاء الحكومة الجديدة في حين اتخاذها  لاي قرار لتتم الموافقة عليه  !!! هذا هو  الذي حدث عام 2005 للسيدة هيلدا سيمونة إذ فازت بالأغلبية "فارق صوت واحد" إلا أنها لم تختار لتحكم رغم أن التحالف مجاز قانونيا وفقا للوائح البرلمان . أما حزب القراصنة فقد حقق نصرا جديدا في أكثر من ولاية ألمانية إلا أن مرشحه صرح بعدم  المشاركة في  الحكم لثغرات يعد في برنامجه السياسي فيما يتعلق بالسياسة الألمانية الداخلية وكذلك سياسة الدفاع . وجد هذا الحزب قبولا سريعا وسط الشبان كحزب "حداثوي" يعلن آراءه ورفضه فوق كل شيء " في عالم الأنترنت" والفيس بوك وغيرها من الوسائل الالكترونية العصرية  . هذا من جانب ومن جانب اخر صرح "كوبيكي" مرشح حزب أل أف دي بي (الحزب الليبرالي ) في برلمان ولاية أشلسليش هولسشتين الفائز _ولو بنسبة ضعيفة  مقارنة بالماضي 16 – 18 % _فقال بانه استطاع تحقيق الفوز بسبب بتر  برنامج حزب أل "أف دي بي " في هذه الولاية عن برنامج الحزب المركزي( البرلماني على مستوى الولايات ).
الى جانب ذالك كان وقد  صرح محلل سياسي في  القناة الألمانية الثانية بأن "لندنر" مرشح حزب أف دي بي في ولاية نورد راين فست فالن يستخدم نفس طريقة كوبيكي فإن نجح فسيعزو النجاح إلى شخصه وإن فشل فسيشير  بأصبع الاتهام إلى" روسلر"رئيس الحزب في البرلمان الألماني الذي احتدم  معه في من قبل في  خصام سياسي مصيري أدى إلى تنازل لندنر من منصبه كسكرتير عام للحزب . من المعروف في هذه الولاية بأنها ولاية / بميناء بحري " مدينة كيل  ومعقل بحري تجاري عريق ومهم لألمانيا هذا إلى جانب كونها جسر بين شمال ألمانيا والدول الإسكندنافية لاسيما الدنمارك . تتجه برنامج الأحزاب في هذه الولاية الى توليد الكهرباء من الطاقة الريحية " وتوسيع تجارة الأسماك والحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث في بحر الشمال وكذلك الثروات الحيوانية "الحيتان وأفراس  البحر. تعتبر هذه الولاية كمعظم ولايات شمال ألمانيا فقيرة إلى حد ما مقارنة بولاية بريمن وولاية سارلان وبرلين وساكسن إن هالت. لذا نجد أن فوز حزب أل أف ب يدي "الليبرالي   مرتبط ببرنامج  بالاستثمار / إنشاء المصانع وتحقيق نسبة البطالة غير انه يظل حزب راديكالي حازم تجاه النظام الاجتماعي والطبقات الفقيرة .
2 / في انتخابات ولاية نوردراين فست فالن :
ها هي أكبر ولايات ألمانيا تعداد "13 مليون مواطن . تجري انتخاباتها البرلمانية بعد أن فك التحالف السابق الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر بمعاونة حزب اليسار . حلت هذه الحكومة لضعط أحزاب المعارضة في البرلمان الألماني بولاية نود راين فست فالن فهذا الائتلاف الحاكم تمتع بأغلبية أصوات قليلة جدا مما أدى إلى إضعاف إتخاذات القرارات لاسيما الرئيسية منها "تقليص الديون , الاستثمار , قضايا التعليم والنظام الاجتماعي. فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر هذه المرة بأغلبية كبيرة أكثر من نصف مقاعد "البرلمان" إذ حصل الحزب الأول على 1,39 والثاني على 11,3 %. كان من المتوقع فوز هذا التحالف لأن قضايا برامجهما أكثر ملامسة لواقع هذه الولاية التي تمثل في حد ذاتها نموذجا مصغرا لألمانيا وامتحانا للانتخابات البرلمانية الرئيسية . حصل حزب الليبرالي على 8,6 % والقراصنة على 7,8 فيما فشل حزب اليسار (2,5 %) من دخول البرلمان تماما كالأحزاب الصغيرة 4,40 ! " .ما إن أعلنت النتيجة إلا وصرحت السيدة هانلورا كرافتمرشحة الحزب الاشتراكي اليمقراطي ورئيسة وزراء  هذه الولاية عن تأكيد المواطنين على مواصلة انجاز برامجها الاجتماعية والاستثمارية ومكافحة الفقر والعطالة بين الشباب. تزامن فوزها مع فوز "ألوند" رئيس فرنسا الجديد"الحزب الاشتراكي الديمقراطي  وهو فوز  في حد ذاته معضد لدفع برامج الاستثمار والتخفف من سياسيات التقشف وتسديد الديون التي سببتها الرأسمالية / اللبرالية الجديدة 
صرحت السيدة هانلوا كرافت  بأنها لن تترشح لمنصب المستشارة  في الانتخابات البرلمانية القادمة(2013) والمتوقع فيها فوز تحالف الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر وبهذا اتاحت  الفرصة لترشيح الاخرين  من اعضاء حزبها  ك اشتاين بروك وزير المالية السابق وانشتاين ماير وزير الخارجية السابق و سيموند غبريال رئيس هذا الحزب. خسر الحزب المسيحي الديمقراطي انتخابات هذه الولاية بقيادة وزير البيئة_الطاقة  نوبارت روتقن الذي صرح بعد إعلان النتائج بأن خسارةنتيجة  هذا الحزبفي الانتخابات المذكورة ( 26,3 %) ترجع إلى سياسته هو وشخصه وعليه يرى المحللون السياسيون بأنه أراد بذلك فصل  فشل حزبه الحاكم " حزب المستشارة " من فشل سياستها المركزية  لاسيما وأن المستشارة محاصرة كذلك بفشل "ساركوزي"_ رئيس فرنسا السابق _ في الانتخابات البرلمانية المويد  لسياستها في الرابطة الأوروبية لاسيما في اليونان بتطبيق سياسة الادخار والتقشف لتخفيف عبأ الديون من خزينة الدولة .لم يمض اكثر م يومين على استقالة نوبرت روتغن الا واقالته المستشارة الالمانية من منصبه كوزير للطاقة استنادا الى  نص المادة 62 من الدستور الالماني .
صرحت المستشارة بأنها لن تبقيه في منصبه كوزيرا واثنت في ذات الوقت على عمله سابقا باعتباره مجهود مقدر ومثمر  . اعجب  س هوفه رئيس الحزب المسيحي الاشتراكي بقرار العزل هذا علما بانه  صرح من قبل  في أكثر من لقاء تلفزيوني وصحفي  بأن روتغن ان ظل وزيرا سيكون وزيرا مشوها يذكر الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم بفشله في أهم وأكبر ولايات ألمانيا .
أما حزب الخضر الفائز فقد أكد على توافق برامجه مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهو تحالف تأكد تضامنه في أغلب ولايات ألمانيا . ووفقا لتصريح للسيدة سلفيا لورهان . رئيسة حزب حزب الخضر في ولاية نورد راين فست فالن فأن  حزبها سيظل متميزا عن حزب القراصنة لخبرته السياسية الطويلة ووضوح برامجه . جاء هذا بعد أن اتهم حزب الخضر بالهبوط إلى أسفل"لاكتساح حزب القراصنة الجديدة ساحة ألمانيا وتقاطع العديد من برامجه مع حزب الخضر وكذلك  حزب  اليسار .
عاد الحزب اللبرالي إلى ساحة نورد راين فست فالن (8,6%) بعد أن مني في معظم ولايات ألمانيا بالفشل وهدد بالتلاشي  .فرحا أعلن "لندنر " ممرشح  الحزب في هذه الولاية بأن حزبه عاد كما كان قويا كا كان في عهد  أعضائه القدامى ك"غنشر " وزير خارجية ألمانيا سابقا ولامس دورف .تمركز نجاح هذا الحزب في ولايتي اشلسليش  هولس اشتاين ونورد هاين فنست فالن في شخصية مرشحيه اللذين حاولا بتر سياسة احزابهما فيالولايتين المذكورتين عن سياسة الحزب الليبرالي المركزي المرتبطة بفشل مستمر وتحرك في ظل الحزب المسيحي الديمقراطي .
أخيرا صرح أوسكار لافونتين رئيس حزب اليسار في ولاية زار لان بأن فشل حزبه في ولاية نوردراين فست فالن كان بسبب انشغال حزب اليسار بقضاياه الداخلية وعليه يجب البحث عن أسباب الفشل ولماذا تقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي لاسيما في القضايا الاجتماعية التي  يتبناه حزبهاليساري في  قائمة أعماله . قال بأنه سيرشح نفسه رئيسا لحزب اليسار بألمانيا إذا خلي منصب رئيس الحزب و دعت الضرورة السياسية لتوجيه وتوحيد سياسة الحزب بين شيوعية شرقية وأخرى غربية معتدلة .
Amir Nasir [amir.nasir@gmx.de]
//////////////

 

آراء