الانتقالية ومآلات الانتقال للانتخابات
زين العابدين صالح عبد الرحمن
21 August, 2021
21 August, 2021
أكد الفريق ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة لدى مخاطبته حفل اختتام المهرجان الرياضي في إطار احتفال القوات المسلحة بعيدها الـ 67 "ان القوات المسلحة ستعمل على حراسة الثورة، والخروج الآمن للفترة الانتقالية، وصولا لانتخابات حرة ونزيهة، والعبور بالبلاد إلى برالامان" جميل أن يكون هناك عضو في مجلس السيادة متذكر أن هناك فترة تعقب الفترة الانتقالية و هي فترة التحول الديمقراطي الحقيقي التي تنتقل فيه السلطة للشعب لكي يختار ممثليه. لكن حتى الآن أن السلطة التنفيذية و القوى السياسية و الحركات المشاركة في الفترة الانتقالية لا تريد أن توضح للشعب متى تنتهي الفترة الانتقالية التي يريدون تصفير عدادها وقت ما يشاؤون، ليبدأ العد من جديد لفترة الثلاث سنوات و نيف، أن اهم منجزات الفترة الانتقالية هي العبور للفترة الأخرى، لكنها مسألة بعيدة عن تفكير سلطة الفترة الانتقالية، و إلا كانت بدأت عملية الإحصاء السكاني، و تكوين مفوضية الانتخابات، و تكوين المؤسسات العدلية ممثلة في مجلسي القضاء و النيابة، إضافة إلي محكمتى الاستئناف و الدستور، أن نظام الحكم الآن أقرب إلي النظام الشمولي منه إلي نظام ديمقراطي، و حتى المؤسسات و التعينات تتم خارج دائرة العمل القانوني و اللوائح، فالحديث عن الخروج الآمن للفترة الانتقالية يتأكد من خلال الانجازات و ليس التصريحات المتواصلة التي لا تجد واقعا على الأرض.
و إذا تعرضنا إلي مجال اختصاصات الجانب العسكري في المشاركة السياسية الذي يختص بعمليات " بسط الأمن في البلاد – و إدماج القوات حتى يصبح هناك جيش واحدا يؤسس علي عقيدة واحدة، لم يشرع المكون العسكري في عمل ذلك بصورة جادة، أنما هي مجرد كلمات تورد في الخطاب السياسي على المنابر لكنها لم تلامس الواقع، و كل أقاليم السودان تشهد انفرط في الأمن حتى العاصمة أصبحت العديد من المناطق تعاني فقدان الأمن و التعرض للنهب و النهب المسلح بسبب انتشار السلاح في العاصمة. إلي جانب سلاح الحركات المسلحة المنتشر في العديد من المدن، كان علي الفريق شمس الدين الكباشي يوضح للشعب لماذا السلطة اخفقت في بسط الأمن في العديد من المدن، و أصبح المواطنون غير أمنين في مساكنهم. فالفريق شمس الدين كان عليه أن يوضح لماذا لم تنجز حتى الآن الأمنية بدلا عن القفز عليها، و مخاطبة فترة الانتخابات التي يكتنفها الغموض. هل بالفعل أن القوى السياسية و العسكرية المتحكمة في الفترة الانتقالية لديها الرغبة في انتقال سلس إلي فترة الانتخابات؟ أم أنها سوف تقدم العديد من التبريرات لكي تستمر الفترة الانتقالية دون تحديد زمن لإنتهائها؟ و يؤكد ذلك هروب المدنيين و العسكريين في مجلس الشركاء الحديث عن تكوين المحكمة الدستورية التي لها ضرورة في هذه الفترة التي تشهد الممارسات التي تتنافى مع الوثيقة الدستورية. معلوم أن الحاكم الفعلي هو المكون العسكري، و يقال كلما جاء الحديث علي لسان أحد العسكرين في مجلس السيادي يكون الهدف منه فزاعة حتى يقدم المدنيون المشاركون في سلطة الفترة الانتقالية مزيدا من صكوك الولاء، باعتبار أن هؤلاء غير راغبين في الانتخابات التي سوف تجعلهم بعيدين عن السلطة لضعف قاعدتهم الاجتماعية، الأمر الذي يجعل الخطاب السياسب هو خطاب للاستهلاك اليومي، لا يترتب عليه أي فعل يلامس الأرض، خاصة أن الأحزاب السياسية تعاني من ضعف يتضح في عدم قدرتها لصياغة مشروع سياسي تطرحه للشعب، إلي جانب الخلافات العميقة بينها.
أن السودان مر بنظم سياسية منذ الاستقلال، أغلب سنينها التي تزيد علي نصف قرن كانت نظم شمولية قيادتها من القوات المسلحة، و لم تنجز شيئا سوى الرجوع للخلف، أو كما يقولون هم أنفسهم " مكانك سر". و كل ما مرت السنين تجد أن سودان الأمس أفضل من سودان اليوم، و تظل الجماهير تجتر في أحاديث التاريخ، أن الأسئلة التي كانت قد طرحتها نخب الثلاثينيات في مجلتي "الفجر – و النهضة" ماتزال حتى الآن تتحكم في أجندة القوى السياسية، الأمر الذي يدل علي أن هناك مشكلة كبيرة في " التعليم و الثقافة" و أن طرق إعداد الفرد السوداني تتراجع إلي الوراء بصورة كبيرة، و ظاهرة المناطقية و القبلية و اتهامات العنصرية تدل علي هذا التراجع بصورة كبيرة، و الغريب في الأمر أن الشارع أصبح أكثر وعيا عن القوى السياسية التي ماتزال تعمل بذات الثقافة السياسية التي كانت قد أنتجتها الأجيال التي خرجها مؤتمر الخريجين.
أن العقل السوداني في جميع مكوناته قد فقد القدرة علي الابتكار، و فقد القدرة علي التسامح و صناعة الغد. أصبحت الأحزاب لا تقبل فتح الحوارات داخل آطرها التنظيمية بسبب ضيق مواعينها الديمقراطية، و لذلك تتحاشى للخروج في الليالي السياسية في الهواء الطلق خوفا من أسئلة الجماهير، و أصبح الوعي خارج الأسوار الحزبية يسبق الأحزاب بسنين ضوئية، لذلك تتردد قيادات الأحزاب للصعود على المنابر المفتوحة، لأنها سوف تتلقى أسئلة ليس عندها إجابة لها أو أن تحليلاتها للواقع لا ترق لمستوى تحليلات العامة، كما سوف تواجه نخبا أكثر اتساعا في المعرفة و الفكر و الثقافة، و هؤلاء لن يترددوا في خوض الحوار. مثالا لذلك لن ينااقشوا النخب البعثية بكتابات مشيل عفلق و صلاح البيطار و ساطع الحصري و منيف الرزاز و لكن سوف يناقشونهم بحركة الواقع اليوم و أين ذهبت نظم البعث و ماذا قدمت في الدول التي كانت تحكمها، و فتح ملف هزيمة الفكر العروبي في حرب 1967م و ثورات الربيع العربي، و هزائم الحكومات الريديكالية التي مرت علي العديد من الدول " سوريا – العراق – مصر – ليبيا – الجزائر – السودان و غيرها" ثم الواقع الذي تعيشه المنطقة العربية. و يتناقشون مع الزملاء في الشيوعي ليس بفتح ملفات الماركسية الكلاسيكية و الارثوذكسية، و أنما بإنتاج أفكار ما بعد الحداثة و تجربة الصين للخلط بين الشيوعية و السوق الحر، أجيال لا تقف علي شرح المتون و لكن تخوض في عمق الفكر الذي تجهله القيادات الاستالينية. الأجيال الجديدة تتعامل مع منتجات المعارف الحديثة التي ساعدت العديد من الدول علي النهضة، و يناقشون مشايخ الإسلاميين بكتابات اليوم لمحمد اركون و محمد عابد الجابري و نصر حامد أبو زيد و الطيب دزيني و ملك بن نبي و شريعتي. و ليس تيارات فكر تجاوزتها البشير عشرات السنين، من قبل كان الشباب يجدون إشكالية كبيرة في تعبئة الجماهير للتعبير عن رؤاهم و طرح مطالبهم اليوم يستطيعون الضغط على أي نظام من خلال استخدام تلفوناتهم الذكية و هم جلوس في منازلهم، قادرين علي محاصرة السلطة و إجبارها علي الرد علي أسئلتهم. لا يترددون في طرح أي أسئلة تخطر علي بالهم، مسعاهم المعرفة و العلم بالأشياء و الحوار حولها، ليس هناك إنسان وحده مالك للحقيقة أنما هي حق مشاع،
لذلك تصبح فترة الانتقال لمربعات جديدة تحتاج لقيادات مدركة لطبيعة المرحلة و التغييرات التي حدثت في المجتمع و معرفة قياسات الرآي، و إذا تعتقد النخب التاريخية إنها تستطيع أن تقود الأجيال الجديدة بنفس المنهج الذي كانت تستخدمه في فترة الاربعينات حتى قبل ثورة ديسمبر تكون قد أخطأت. أن الأجيال الجديدة تحتاج إلي قيادات جديدة تتفهم تفكير هذا الجيل و طموحاته و آماله، و الخطاب المقنع له، و الآدوات التي تستخدم في عملية الاقناع. هذه الأشياء لا تستطيع أن تنفذها القيادات التاريخية. كل يوم بحضر بعض من المناقشات التي يثيرها الشباب في " Clubhouse" و هي موضوعات مختلفة، و لكن يحضرها قطاع واسع من الشباب، و من كل مناطق السودان، و السودانين في دول المهجر و الاغتراب، و تغيب عنها القيادات السياسية، و كان المتوقع أن تجد العديد منهم في هذه المواقع لكي يتعرفوا اعلى الموضوعات التي تشغل بال الشباب و أهم الأجندة التي تطرح، و كيف يفكر الجيل الجديد. لكنهم للأسف يعتقدون هذا الحضور غير ضروري، لأن الشباب يجب أن يبحثوا عن أماكنهم و ليس هم الذين يذهبون للاستماع للشباب. و هذا يبين أختلاف في طريقة التفكير. الأمر الذي سوف يعقد العملية السياسية، و هو الصراع الذي سوف يبرز في مقبل الأيام خاصة في فترة ما بعد الانتقالية عندما يعلن عن الترشيحات. و نسأل الله حسن البصيرة. نشر في جريدة إيلاف في الخرطوم.
zainsalih@hotmail.com
///////////////////////
و إذا تعرضنا إلي مجال اختصاصات الجانب العسكري في المشاركة السياسية الذي يختص بعمليات " بسط الأمن في البلاد – و إدماج القوات حتى يصبح هناك جيش واحدا يؤسس علي عقيدة واحدة، لم يشرع المكون العسكري في عمل ذلك بصورة جادة، أنما هي مجرد كلمات تورد في الخطاب السياسي على المنابر لكنها لم تلامس الواقع، و كل أقاليم السودان تشهد انفرط في الأمن حتى العاصمة أصبحت العديد من المناطق تعاني فقدان الأمن و التعرض للنهب و النهب المسلح بسبب انتشار السلاح في العاصمة. إلي جانب سلاح الحركات المسلحة المنتشر في العديد من المدن، كان علي الفريق شمس الدين الكباشي يوضح للشعب لماذا السلطة اخفقت في بسط الأمن في العديد من المدن، و أصبح المواطنون غير أمنين في مساكنهم. فالفريق شمس الدين كان عليه أن يوضح لماذا لم تنجز حتى الآن الأمنية بدلا عن القفز عليها، و مخاطبة فترة الانتخابات التي يكتنفها الغموض. هل بالفعل أن القوى السياسية و العسكرية المتحكمة في الفترة الانتقالية لديها الرغبة في انتقال سلس إلي فترة الانتخابات؟ أم أنها سوف تقدم العديد من التبريرات لكي تستمر الفترة الانتقالية دون تحديد زمن لإنتهائها؟ و يؤكد ذلك هروب المدنيين و العسكريين في مجلس الشركاء الحديث عن تكوين المحكمة الدستورية التي لها ضرورة في هذه الفترة التي تشهد الممارسات التي تتنافى مع الوثيقة الدستورية. معلوم أن الحاكم الفعلي هو المكون العسكري، و يقال كلما جاء الحديث علي لسان أحد العسكرين في مجلس السيادي يكون الهدف منه فزاعة حتى يقدم المدنيون المشاركون في سلطة الفترة الانتقالية مزيدا من صكوك الولاء، باعتبار أن هؤلاء غير راغبين في الانتخابات التي سوف تجعلهم بعيدين عن السلطة لضعف قاعدتهم الاجتماعية، الأمر الذي يجعل الخطاب السياسب هو خطاب للاستهلاك اليومي، لا يترتب عليه أي فعل يلامس الأرض، خاصة أن الأحزاب السياسية تعاني من ضعف يتضح في عدم قدرتها لصياغة مشروع سياسي تطرحه للشعب، إلي جانب الخلافات العميقة بينها.
أن السودان مر بنظم سياسية منذ الاستقلال، أغلب سنينها التي تزيد علي نصف قرن كانت نظم شمولية قيادتها من القوات المسلحة، و لم تنجز شيئا سوى الرجوع للخلف، أو كما يقولون هم أنفسهم " مكانك سر". و كل ما مرت السنين تجد أن سودان الأمس أفضل من سودان اليوم، و تظل الجماهير تجتر في أحاديث التاريخ، أن الأسئلة التي كانت قد طرحتها نخب الثلاثينيات في مجلتي "الفجر – و النهضة" ماتزال حتى الآن تتحكم في أجندة القوى السياسية، الأمر الذي يدل علي أن هناك مشكلة كبيرة في " التعليم و الثقافة" و أن طرق إعداد الفرد السوداني تتراجع إلي الوراء بصورة كبيرة، و ظاهرة المناطقية و القبلية و اتهامات العنصرية تدل علي هذا التراجع بصورة كبيرة، و الغريب في الأمر أن الشارع أصبح أكثر وعيا عن القوى السياسية التي ماتزال تعمل بذات الثقافة السياسية التي كانت قد أنتجتها الأجيال التي خرجها مؤتمر الخريجين.
أن العقل السوداني في جميع مكوناته قد فقد القدرة علي الابتكار، و فقد القدرة علي التسامح و صناعة الغد. أصبحت الأحزاب لا تقبل فتح الحوارات داخل آطرها التنظيمية بسبب ضيق مواعينها الديمقراطية، و لذلك تتحاشى للخروج في الليالي السياسية في الهواء الطلق خوفا من أسئلة الجماهير، و أصبح الوعي خارج الأسوار الحزبية يسبق الأحزاب بسنين ضوئية، لذلك تتردد قيادات الأحزاب للصعود على المنابر المفتوحة، لأنها سوف تتلقى أسئلة ليس عندها إجابة لها أو أن تحليلاتها للواقع لا ترق لمستوى تحليلات العامة، كما سوف تواجه نخبا أكثر اتساعا في المعرفة و الفكر و الثقافة، و هؤلاء لن يترددوا في خوض الحوار. مثالا لذلك لن ينااقشوا النخب البعثية بكتابات مشيل عفلق و صلاح البيطار و ساطع الحصري و منيف الرزاز و لكن سوف يناقشونهم بحركة الواقع اليوم و أين ذهبت نظم البعث و ماذا قدمت في الدول التي كانت تحكمها، و فتح ملف هزيمة الفكر العروبي في حرب 1967م و ثورات الربيع العربي، و هزائم الحكومات الريديكالية التي مرت علي العديد من الدول " سوريا – العراق – مصر – ليبيا – الجزائر – السودان و غيرها" ثم الواقع الذي تعيشه المنطقة العربية. و يتناقشون مع الزملاء في الشيوعي ليس بفتح ملفات الماركسية الكلاسيكية و الارثوذكسية، و أنما بإنتاج أفكار ما بعد الحداثة و تجربة الصين للخلط بين الشيوعية و السوق الحر، أجيال لا تقف علي شرح المتون و لكن تخوض في عمق الفكر الذي تجهله القيادات الاستالينية. الأجيال الجديدة تتعامل مع منتجات المعارف الحديثة التي ساعدت العديد من الدول علي النهضة، و يناقشون مشايخ الإسلاميين بكتابات اليوم لمحمد اركون و محمد عابد الجابري و نصر حامد أبو زيد و الطيب دزيني و ملك بن نبي و شريعتي. و ليس تيارات فكر تجاوزتها البشير عشرات السنين، من قبل كان الشباب يجدون إشكالية كبيرة في تعبئة الجماهير للتعبير عن رؤاهم و طرح مطالبهم اليوم يستطيعون الضغط على أي نظام من خلال استخدام تلفوناتهم الذكية و هم جلوس في منازلهم، قادرين علي محاصرة السلطة و إجبارها علي الرد علي أسئلتهم. لا يترددون في طرح أي أسئلة تخطر علي بالهم، مسعاهم المعرفة و العلم بالأشياء و الحوار حولها، ليس هناك إنسان وحده مالك للحقيقة أنما هي حق مشاع،
لذلك تصبح فترة الانتقال لمربعات جديدة تحتاج لقيادات مدركة لطبيعة المرحلة و التغييرات التي حدثت في المجتمع و معرفة قياسات الرآي، و إذا تعتقد النخب التاريخية إنها تستطيع أن تقود الأجيال الجديدة بنفس المنهج الذي كانت تستخدمه في فترة الاربعينات حتى قبل ثورة ديسمبر تكون قد أخطأت. أن الأجيال الجديدة تحتاج إلي قيادات جديدة تتفهم تفكير هذا الجيل و طموحاته و آماله، و الخطاب المقنع له، و الآدوات التي تستخدم في عملية الاقناع. هذه الأشياء لا تستطيع أن تنفذها القيادات التاريخية. كل يوم بحضر بعض من المناقشات التي يثيرها الشباب في " Clubhouse" و هي موضوعات مختلفة، و لكن يحضرها قطاع واسع من الشباب، و من كل مناطق السودان، و السودانين في دول المهجر و الاغتراب، و تغيب عنها القيادات السياسية، و كان المتوقع أن تجد العديد منهم في هذه المواقع لكي يتعرفوا اعلى الموضوعات التي تشغل بال الشباب و أهم الأجندة التي تطرح، و كيف يفكر الجيل الجديد. لكنهم للأسف يعتقدون هذا الحضور غير ضروري، لأن الشباب يجب أن يبحثوا عن أماكنهم و ليس هم الذين يذهبون للاستماع للشباب. و هذا يبين أختلاف في طريقة التفكير. الأمر الذي سوف يعقد العملية السياسية، و هو الصراع الذي سوف يبرز في مقبل الأيام خاصة في فترة ما بعد الانتقالية عندما يعلن عن الترشيحات. و نسأل الله حسن البصيرة. نشر في جريدة إيلاف في الخرطوم.
zainsalih@hotmail.com
///////////////////////