الانتهازية السياسية السودانية صحة أم مرض !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الساحة السياسية السودانية أمرها عجيب وغريب أخبارها مكشوفة قراراتها مبتورة متقلبة تارة فردية وتارة جماعية وكلها تصب في مصالح حزبية أو مؤسسية لطائفة معينه أغراضها شخصية أكثر منها وطنيه .والمتتبع يلاحظ انتشار مرض عضال خبيث ينتشر بسرعة خلاياه سرطانية اسمه الانتهازية التي أصبحت تلحق المصائب والفتن والمشاكل ببعض الوطنيين أصحاب القيم الرفيعة والمكانة السامية والمبادئ الراقية مما يسبب خلل اجتماعي أصبح يعانى منه الشعب السوداني بل ظل هذا العمل صورة ملازمة للنجاح المزيف الخاوي المدمر القابل للانفجار في اى لحظة ، الانتهازية أصبحت مهنة يمتهنها أصحاب المصالح الذاتية تحت مظلة الوطنية والقومية خادعين الحكام بتغيير الحقائق ورفع تقارير بعيدة عن الواقع هؤلاء القوم لهم قوة مرعبة وأسلحة دمار شاملة يستخدمونها في تدمير القيم والأخلاق والمبادئ سياسية أو إنسانية وربما أحياناً رياضية . هذه الانتهازية السياسية نشاهدها كل يوم ماثلة أمام أعيننا وفى أعلامنا المريء والمسموع بل في صحفنا اليومية السياسية والرياضية . ولكنها تبدو أكثر وضوحاً في سلوك الساسة الانتهازيين الذين عشقوا الحكم والمال والسلطة والجاه تصرفاتهم تحكى لك الكثير استغلوا التسلط الحزبي في تدمير مبادئ وقيم المجتمع مستخدمين أسلحتهم المدمرة وأساليبهم القاتلة التي لا تراعى مصلحة الشعب ولا مصلحة الوطن ، هم ساسة أصحاب مصالح وألوان مختلفة سلوكهم غير حضاري أعمالهم تحمل رائحة قذرة تثير الاشمئزاز والغثيان يسميهم العامة شعب كل نظام وشعب كل حكومة هؤلاء دفعتهم الانتهازية إلى الادعاء بالوطنية كذباً وبهتاناً يظهرون بأنهم حماة الوطن وحماة الشعب بل والأدهى والأمر حماة الدين أنها مصيبة بل كبيرة خطيرة لان الانتهازي ذو ثقافة عالية يستطيع أن يحقق أغراضه وأهدافه والوصول إلى ما يريد بسهولة ويسر متخلياً عن ضميره واخلاقة وطموحه للوصول لمشروعه باذلا جهده بطرق ملتوية غير مشروعه ليصل إلى هدفه لذلك تجده عاشقاً لنفسه وللسلطة والثروة والأضواء وغايته تحقيق تطلعاته السياسية والشخصية مدمراً كل من يقف في طريقه حتى ولو كان من أقاربه تجده يبالغ في الكذب يسيطر على عواطف المسئولين بشعارات براقة مزيفة هذا النوع من القيادات في الساحة السودانية كثير يعرفه كل أهل المنطقة ويحفظون له أحداث أصبحت محل تندر وسخرية . والله اعرف منهم كثيرين يسيرون في مجتمعهم كثعلب لبس لبدة حيدر . ومما يحزنني كثيراً ويؤلمني غاية الألم هذا النوع من القادة استخدم الدين كسلاح مستفيداً من طبيعة مجتمعنا المسلم بفطرته ، هذه الفئة الانتهازية بالغة الخطورة على الحاكم والمحكومين فهي تزين للحكام صالح الأعمال وتتهم المعارضين بالخيانة والعمالة والشيوعية والشعبية وهم يعلمون أن هؤلاء المعارضين أكثر منهم نزاهة أحسن منهم كفاءة يعرفونهم جيداً بأنهم يحملون قيم رفيعة ومبادئ سامية ولأنهم يحافظون على مصالحهم لامانع من التضحية بكل القيم فهي عندهم ارتبطت بالمصلحة الشخصية والمدهش صوتهم مسموع وقراراتهم تنفذ وأمورهم مقضية . والمصيبة الانتهازية السياسية في بلادنا سلكت مسلك اكثرخطورة وتحولت من مرض يصيب الأفراد إلى وباء أصاب المؤسسات والأحزاب والتنظيمات والصناديق وبالتالي يمكن القول بأن الانتهازية دخلت كل مرفق بل أصابت كل المرافق غير السياسية فالوظيفة أصبحت محتكرة لفئة دون أخرى والله في مصلحة واحدة من المصالح توارثت اسر الوظيفة جيل بعد جيل هذا السلوك الانتهازي انعكس بصوره محزنة على المواطن فأدى إلى ارتفاع حدة الغضب والغبن والحقد الدفين والذي كان سبباً لقيام كل الثورات في البلاد العربية ولكل دور إذا ما تم ينقلب . لذلك يجب تحرى الدقة حتى لا تضار فئة على حساب أخرى فالانتهازية في زيادة مستمرة وكلما ضعفت الأجهزة الرقابية وجدت لها طرقا ومسالك للوصول إلى غاياتها وهذا نلاحظه في البحث اليومي عن المصالح الشخصية وانتشار الممارسات الغير مسئولة التي الحقت الضرر بالشعب وأجهزة الحكومة ايضاً . لقد وجدت الانتهازية مداخل مشروعة محمية ساعدت على تنفيذ كل المخططات والأغراض الشخصية تحت مظلة الانتماء للتنظيم والذي تأسست بمؤجبه تنظيمات داخل تنظيمات أبعدت كل من يقف ضد الفكرة وكل من يعارض مسارها وأهدافها ومن خلال متابعتي لهؤلاء تأكد لي مما لايدع مجالاً للشك بأن الانتهازية أصبحت مرض عضال سريع الانتشار ارتبطت بمصلحة الأفراد الشخصية لذلك قرار حماية الموظف الذي كشف المستور في هيئة نظافة ولاية الخرطوم قرار حكيم يحميه من التصفية .........!!!!
Elfatih eidris [eidris2008@gmail.com]