الانقاذ تسابق الربيع العربي .. وتأجيل حضور التيجاني سيسي

 


 

 



تابعت باهتمام  بالغ - ككثير ممن يسكنهم حب وطن  كان يوما اسمه السودان  -  تابعت حمى تلك المؤتمرات التي تداعى اليها منتسبو المؤتمر الوطني الحاكم بأمره في السودان  من كل حدب وصوب في حين غاب عنه اهل هذا  الوطن المختطف منذ اكثر  من عشرين  عاما بعد ان استولت عليه  عصابة  قال عن  افرادها الراحل الطيب صالح ( من اين جاء هؤلاء ؟) واليوم – وبعد ان عرفنا من اين جاءوا وهو قاع سحيق من مجتمع مشوه لا يعرف دروبه الا هم – قد تجاوز الزمن  ذلك السؤال العميق للراحل المقيم وبرز  سؤال ربما اكثر عمقا وواقعية هو : الى اين يقودنا هؤلاء شعبا  ووطنا ؟؟ .
كان هناك مؤتمر لنساء المؤتمر  الوطني ولا ادري من هن ومن اين جئنا ؟؟  وازعم انهن لا  ينتمين  واقعيا لحواء بلادي التي نعرفها  وانما هن فطريات تعيش وسط  مجتمع مقهور لا يعبرن عن واقعه اليوم
وكان هناك مؤتمر تنشيطي للطلاب  المنتسبين لمؤتمر اغلق حتى منافذ الهواء عن اي حركة طلابية كانت حتى الامس القريب الصوت الاعلى بل الاقوى في التعبير عما  يحيق بشعبنا الذي  غاب عن  الساحة اليوم من يكون له صوتا ينادي باسمه .. وانا اتابع  فعاليات هذا المؤتمر المحشو باعداد يبدو على وجوه الكثيرين منهم انهم ليسوا مجرد طلبة فحسب وانما وجه آخر لكبار افراد العصابة .. وقد جاءت مخرجات هذا المؤتمر  لتذكرني بما كنت  اقوله في  مقالاتي بصحيفة ( الخليج ) الاماراتية  في مطلع التسيعنيات عهد  الظلام  الدامس وايام  الجاهلية  الاولى حينما كانت بيوت الاشباح تعج بالشرفاء من  ابناء وطني  ورجاله الاشاوس حيت تهدر الكرامة وتنتهك الرجولة !!! كنت اقول دائما بان حكام السودان  يديرون  البلد  بعقلية  اتحاد الطلبة  .. وهذا ما  تجلى بصورة فاضحة عبر مداولات هذا المؤتمر وفي الكلمات التي خاطب بها قادة العصابة ابناءهم هؤلاء  وكأنهم الطلاب الوحيدون في كافة جامعات  ومدارس السودان !!.
اما اكثر ما اثار تعجبي  واجبرني على الوقوف عنده فهو ما اطلقوا عليه  ( مؤتمر القطاع  السياسي ) وفيه رايت  صورة مصغرة لما  دار في برلمانهم  الذين يبرطعون فيه  وحدهم دون اية معارضة او حتى ملاحظة حول اي كلمة تقال او قضية تثار .. ولعمري تلك حالة فريدة في عالم  السياسة اليوم  ( برلمان  بلا معارضة  !!!!) حيث تمنيت وانا  اتابع احدى جلساته داخل قبته التي بناها الراحل  (نميري) ان  يرفع اي واحد  منهم  اصبعه ليسأل احد  كبار  العصابة ( مهدي ابراهيم ) وهو يروي كيف ان الكونغرس  الامريكي ظل يعادي ( السودان  !!!!) منذ اكثر  من عشرين  عاما  ولا يزال مطالبا الاعضاء الحضور بضرورة وضع  استراتيجية  للرد على هذا العداء السافر بحق( السودان وشعبه !!!) .
وما ان انفضت تلك المؤتمرات التحشيدية  حتى توزع  بعض  اعضاء  العصابة هرولة نحو  انحاء متفرقة  من  العالم المحيط : المشير  ومستشاره  ( صاحب الشحدة الشهير !!) الى الدوحة وقائد الدفاع الشعبي العريق  ( على كرتي ) الى  اوروبا و ( على عثمان محمد طه ) الى القاهرة .
كل ذلك  فضلا عن  التسارع في تخريج اكبر  عدد من منتسبي الدفاع  الشعبي والكلية الحربية وتفويج المعتوهين الى مناطق التوتر كجنوب كردفان والنيل  الازرق وحتى دارفور التي لا  تزال  تمثل هاجسا امنيا  متنام مع وجود تحركات لقوات عدد من الحركات التي  لا  تزال تؤمن  بان الحل الحقيقي لن يكون  في اتفاقية الدوحة التي  خلقت كرزاي دارفور الجديد ( التيجاني سيسي ) والذي نشب خلاف كبير بينه  والمشير في زيارته الاخيرة للدوحة حيث يرى سيسي ضرورة السعي  لاحضار اكبر عدد من الدارفوريين من سكان الاقليم ليكونوا في استقباله لدى حضوره المؤجل للخرطوم  حى يكون مشهدا شبيها بذلك الذي جرى  للراحل المقيم الدكتور (جون قرنق)  حينما  خرج  الملايين  من اهل بلادي للترحيب  به في الخرطوم  .. ومصدر ذلك الخلاف ان المشير رفض هذه الفكرة  بدعوى ان ذلك قد يؤدي لانفلات امني يصعب  التحكم في تداعياته التي ربما  تقود لتظاهرات  شعبية مستلهمة الربيع العربي الذي يجتاح المنطقة .. وهذا هو السبب الحقيقي لتأجيل سفر ( سيسي ) وجماعته للخرطوم  لاستلام  منصبه المفصل له في دارفور.
بالنظر  لهكذا  وضع نرى ان اهل الانقاذ اليوم  يحاصرهم الخوف ويحكم تحركاتهم وتصرفاتهم حيث ان الارض تميد  تحت اقدامهم والشعب يتململ  والجيش غاضب وليس  على قلب رجل واحد مما يمكن ان يؤدي الى ما لا تشتهيه  سفن اهل الانقاذ الذين  جاء حكمهم  للسودان نتيجة كذبة كبرى  لا  تزال تطبع  حياتهم صغيرا وكبيرا . 

وللحديث بقية 

خضرعطا المنان – الدوحة
Khidir2008@hotmail.com

 

آراء