الانقلابيون لا يعرفون الحوار

 


 

طه مدثر
9 May, 2022

 

ماوراء الكلمات -
(1) أيها الشعب السوداني الثائر طوال عمره، من المهد والى اللحد ومنذ ولادته وحتى وفاته، انت سيد العارفين أنه خاب وخسر، من يظن ظناً طفيفاً أنه باستطاعته كسر ارادة الشعب السوداني، ومصادرة حقه في الحياة المدنية، وحكم نفسه بنفسه دون وصايا من احد، فلا يوجد وصي عليه.
(2) فسلطة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، مازالت سادرة في غيها، ماضية في ضلالها، مستكبرة في افعالها، (فلا يعقل أن نفقد نفس شابة عند كل مظاهرة) وتولي وجهها شطر النظام البائد، معطية قفاها لمطالب الشارع الثوري، تظن جهلاً وغروراً، انها تستطيع أن تلعب على عامل الاستعانة بفلول النظام البائد وعامل الوقت، حتى يستتب لها الحكم، والامر والنهي، وماعلمت أن الشعب الثائر، الذي أطاح بنظام المخلوع البشير، والذي كان أكثر عدة وعتادا وأعظم قوة وتكبرا وجبروتا في الأراضي السودانية، فهب وزلزل الارض، فتهاوى رأس النظام، وان بقيت كثير من جذوره، تعيش بيننا فساداً وافسادا، تحت حماية سلطات الانقلاب الغاشم الباطش.
(3) والذي كل ما يستطيع فعله، ان يقتدي بأي فرعون كان، وفرعون موسى الذي نصب نفسه إلها، كان يلجأ إلى العنف المفرط تجاه بني إسرائيل، فيقتل أبناءهم ويستحي نسايهم، أو تجاه السحرة الذين آمنوا بموسى عليه السلام، هو أن يصلبهم في جذوع النخل، فالعنف هو أسلوب وحيلة العاجز، ولم يسع الفرعون لحوار أو نقاش، لذلك علينا أن نؤمن أن ماتدعيه السلطات الإنقلابية من أنها تسعى لحوار جامع، ماهو الا من باب ذر الرماد على العيون ومد أجل بقائهم في السلطة.
(4) فالانقلابيون في اي زمان واي مكان لا يسمحون أن تتوحد كل القوى الثورية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة في كيان جامع، لأن الوحدة (التي نحث كل الجهات السابق ذكرها عليها)تعني تفككه وزواله، وقوة هذه الكيانات تعني المزيد من ضعفه وهوانه، فلا سبيل الا بإيجاد حبل متين يربط بين تلك القوى، حتى يتم التخلص من السلطات الإنقلابية، والتي وطوال ستة أشهر من عمرها، ذاق الشارع الثوري منها كل الوان واشكال الظلم والفساد والأذى.
(5) فصار الغالبية من الناس ساخطين على هذا الانقلاب، فهو أس البلاء، ورأس الفتنة وسنام المصائب، فلم تقع أعيننا الا خطاياه، ولم نجد في ماضيه (اللجنة الأمنية للمخلوع البشير سابقاً) مايدعو للفخر، ولا في حاضره مايدعو لمناصرته و تأييده، ولا في مستقبله مايدعو لاحترامه وتقديره، تبت يد أعداء الثورة ومن عاونهم.
الجريدة

 

آراء