الانقلاب في (ذكرى كرري) وسيارة الوزير وشركة الأقطان

 


 

 

الانقلاب والبرهان ماله ومال كرري واليزابيث وبريطانيا والاعتذارات..!! الانقلاب والطغمة الانقلابية يعوزها الذكاء..!! ولو كنت في مكان احدهم (حاشا لله أن أكون كذلك واختر لنفسي هذا الموضع المهين) لتفاديت أن اذكر أي سيرة للاعتذار عن الجرائم أو (أجيب شوطها) لأنها تشير إلى المخازي التي قمت بها..والتي هي في مقارنة الحيثيات (ألعن) مما فعلته القوات الغازية...! فليس غريباً أن تقوم قوات غازية بقتل أهل البلد التي قامت بغزوه..ولكن المشكلة يا حبيبي (فرطوق) أن يقوم بهذه المذابح مواطنون سودانيون يرتدون زي الشرف النظامي ويقتلون الآلاف من مواطنيهم ويحرقون قراهم ويغرقون الصبية أحياء بعد ربطهم بالصخور ويسحلون الشباب بالمجنزرات والمصفحات ويقنصون الناس من السطوح..وهذه وقائع معلومة موثقة وشاخصة في حملات الإبادة في دارفور وفي النيل الأزرق وفي جنوب كردفان وفي مقتلة ميدان الاعتصام أمام باحة الجيش السوداني.!! لا نريد اعتذاراً من بريطانيا عن مذبحة كرري إلا بعد أن يعتذر جنرالات الإنقاذ عما فعلوه في كل المذابح التي دهنوا فيها ساحات الوطن بدم الأبرياء..!!
نحن نعرف ما فعله الانجليز وقد جالدهم شعبنا وجالدوه في ملاحم الوطنية والفداء..ولكن جنرالات الانقلاب غير مؤهلين للحديث عن كرري..! فهم ليسوا في قامة هؤلاء الفرسان الذي اصطفوا للدفاع عن وطنهم بما يشبه القتال بالأيدي العارية أمام آخر ما عرفه العالم من أسلحة الفتك التي حصلت عليها الإمبراطورية البريطانية..! ولكن ما شأن هؤلاء الجنرالات الإنقاذيين والانقلابيين بمعارك التضحية والبسالة..؟! إذا كان من اعتذار لبريطانيا فإنه سيتوجّه إلى السودانيين الوطنيين الأحرار ولن يتوجّه أي اعتذار في الدنيا أياً كان نوعه إلى طغمة انقلابية..!
طبيعة الشخص العاري من أي انجاز والمدقع من كل تأييد..الملفوظ من شعبه..الحائر في متاهته أن يحاول في كل حين وسانحة أن يتصدّر المناسبات الوطنية في محاولة للإعلان عن وجوده المهزوز..! وهو يظن أنه إذا تبنّى قضية وطنية عامة فإنه يستطيع أن يستحلب تأييد الناس عبر استثارة وطنيتهم..ومن هنا جاء اختيار الانقلاب لذكرى معركة كرري فوقع أصحاب الانقلاب في شراك (البلادة والصناجة) وأعادوا للناس ذكرى ما قاموا به من قتل لأبناء وطنهم..!
إن السودانيين يعرفون كيف ومتى يحتفلون بذكرى ملاحمهم الوطنية..ولا يتلاقون مع الانقلابيين في أي طريق..فهذا درب جليل مجيد..والانقلاب لا يملك ذرّة من تأهيل تجعله يطالب باعتذارات باسم الوطن..! فيا هذا الانقلاب وانتم يا قادته..إنكم تنغمسون في الفساد وتفتحون الأبواب للصوص والناهبين من كل لون وجنس وتشغلون أنفسكم بإعفاء سياراتكم ومحاباة أقاربكم وتفويض أخوانكم للتحكّم في أصول وممتلكات شركة الأقطان..فما لكم بكرري ومعاركها و(فيم انتم من ذكراها)..؟!
شخص اسمه (عبد الرحمن حسين دوسة) ذيّل اسمه بأنه "مستشار قانوني".. قال إن وزير المالية أخطأ ولكن الإعلام ظلمه...! (تصوّر..الإعلام ظلم جبريل)..!! وفسّر ذلك بأن الوزير يملك سلطة تقديرية..ثم حشا مقاله بالاستشهادات القانونية (بعضها بالانجليزية يا مُرسي)..! عن مبادئ الإنصاف وعن العدالة المستقرّة...إلخ ورغم اعتراف السيد دوسة بخطأ السند السياسي الذي حاول به الوزير تبرير فعلته الفاضحة وإقراره بأن قوانين الجمارك لا تلغيها الاتفاقيات السياسية؛ وأن قانون الجمارك لم يتم تعديله ليستوعب نصوص اتفاقية جوبا.. إلا أنه يقول إن الحملة على الوزير (غير بريئة)..! وما معناه أن الوزير جبريل (معذور)..!!
هَب أن قانون الجمارك تم تعديله يا شيخنا..فهل أول (سلطة تقديرية) يستخدمها وزير المالية في حياته..ومن بين كل (قضايا السودان المتلتلة) لا تكون غير إعفاء سيارة من الجمارك..؟! ويكون صاحب السيارة (بالمصادفة) ابن أخيه...؟؟؟!!!
هؤلاء هم الانقاذيون كما عهدناهم (وكما مسخهم الله)...لا يتناهون عن منكر.. حتى إذا كان في جلاء شمس أغسطس الفاقعة..!! الله لا كسب الإنقاذ..!!
murtadamore@yahoo.com
////////////////////////////
///////////////////////////

 

آراء