الانقلاب .. وعصر الحمرنة !!

 


 

الطيب الزين
15 November, 2021

 

مؤسف جداً أن تتمخض جبال الشعارات والأصوات الصارخة بالتحرير والعدالة والمساواة والحرية، إلى مجرد جرذان تختبئي خلف طاغية جديد. هذا الموقف المخزي يشير إلى أن هناك ثمة خلل كبير في عقلية ونفسية هؤلاء. الوضع الطبيعي، والموقف السليم هو أن يقف الجميع في صف الثورة والثوار الذين هدموا بصدورهم العارية وتضحياتهم الجسام معبد الطغيان، وأدوات بطشه التي صنعها الطاغية عمر البشير لحماية عرشه طوال ثلاثة عقود مظلمة أغلب الناس في السودان كانوا شهوداً، حينما إستخدم البرهان وحميدتي وغيرهما كأدوات فتك لسحق مناوئيه.
لكن يبدو أن القطيع الذي وقف وراء الإنقلاب ينطبق عليهم المثل السوداني الذي يقول: الكلب يريد خناقو .. والحمار يريد سواقو..
والإ كيف لهم أن يقفوا خلف البرهان وحميدتي..؟ إنه (مرض عضال) كم أشعر بالشفقة والرثاء تجاه هؤلاء المرضى الذين دفنوا رؤوسهم في رمال الخيانة والعمالة..؟ لماذا خرجوا من فضاء الحرية الواسع الذي وفرته ثورة ديسمبر المجيدة، ودفعوا بأنفسهم الدخول طوعاً في زريبة الحمير التي يرعاها ويشرف عليها الطاغية الجديد.
إنه الغباء الذي جعلهم يفضلون العودة إلى عهد الطغيان والحمرنة، الذي يصبح فيه الحمار زعيماً.!
بل يصر على تحويل بقية إلى حمير لا تجيد سوى النهيق والرفس والتقلب في رماد الخيانة والعمالة كفن من فنون تصحيح مسار الأمور.!
وإن قاومت جماعة من الناس إنهال عليها بالكرباج. إنه عصر الحمرنة الذي عمل على تحويل الشعب إلى رعايا بدلاً من مواطنين فاعلين في صياغة حاضرهم ومستقبلهم .
عصر الحمرنة، عصر الطاغية الجديد الذي مزق المواثيق ونقض العهد وطبق المعايير المزدوجة، من جهة إعتقل الأحرار والشرفاء، ومن جهة أخرى، حمى الفساد والفاسدين وأطلق سراح الفلول من جحورهم، ليواصلوا حملات التضليل والتجهيل لقتل العقل والضمير.
لتبقى المأساة مدورة والوطن الجريح أصبح رهينة عالقة في الفراغ. إنه عصر الحمرنة، وسقوط كل الأقنعة. اللهم أشهد إني قد بلغت.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com

 

آراء