البرهان ظهر على حقيقته.!

 


 

الطيب الزين
3 October, 2021

 

الثورة السودانية التي مهرها المناضلون والمناضلات من أبناء وبنات شعبنا الجسور، بمواقفهم ونضالاتهم وتضحياتهم الجسام طوال الثلاثين عاماً الماضية، وتوجوها بثورة شعبية أرسلت الطاغية المجرم عمر البشير إلى مزبلة التاريخ، ووفرت فرصة عظيمة للبرهان، بناءاً على إتفاق الشراكة بين المدنيين والعسكريين، الذي رعته أطراف محلية وإقليمية ودولية، أن يسجل إسمه في التاريخ بحروف من ذهب، لكن للأسف الوقائع حتى الآن، تقول: بعكس ذلك.!
البرهان ظهر إنه رجل إنتهازي بإمتياز.!
من خلال إضطلاعه بمهمة وضع المتاريس، ودس المحافير، نتيجة ولعه بالسلطة الذي وصل به حد المرض.!
مستغلاً جهل حميدتي المركب، وولعه هو الآخر بالمال والسلطة.! الرجلان يجمع بينهما تاريخ مشترك، وثقته جرائم الحرب في دارفور وكردفان ومناطق أخرى من السودان إبان العهد البائد.
بجانب جريمة فض إعتصام القيادة العامة بعد سقوط النظام، زائد عمالتهما لأطراف إقليمية، وتسويقهما لخطة التطبيع مع الكيان الصهيوني.!
قوى الحرية والتغيير وقعت على الشراكة معهما على مضض، بعد وساطة، د. إبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا بعد مجزرة فض إعتصام القيادة العامة في ٢٠١٩/٦/٣.
نصت الوثيقة الدستورية على تولي البرهان رئاسة مجلس السيادة خلال المرحلة الأولى من الفترة الإنتقالية.
المرحلة الأولى من الشراكة بين المدنيين واللجنة الأمنية شارفت على الإنتهاء، من المنتظر أن يتولى المدنيين رئاسة مجلس السيادة خلال شهر نوفمبر القادم ٢٠٢١، لكن البرهان كما ذكرت رجل مريض بالسلطة، وظف مخيلته الشريرة، لقطع الطريق على مسيرة التحول الديمقراطي، وخلط الأوراق، لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، خدمة لأجندته الخاصة.
وهنا إستغل الإنتهازيين الذين كانوا جزءاً من الإنقاذ، أمثال مبارك الفاضل، وعبدالله مسار، وتجاني السيسي، وإدريس أبوقردة، ومني أركو مناوي، وجبريل إبراهيم، ومبارك أردول والتوم هجو، ويحى حسين، ومحمد وداعة، لتمرير مخططاته الخبيثة. تجلى هذا في المسرحية سيئة الإعداد والإخراج التي شهدتها الصداقة اليوم السبت ٢٠٢١/١٠/٢.!
كونها محصلة طبيعية لما كان يجري في الخفاء من الردة والتآمر على الثورة. هذه المسرحية البائسة ينطبق عليها المثل الذي يقول: إتلم المنحوس على خائب الرجاء.!
لذا، علينا أن لا نقلق على الثورة من هكذا مسرحيات عبثية، لأن الثورة ليست حالة عبثية طارئة، وإنما هي رؤية وموقف وطني راسخ في ضمائر الأحرار والشرفاء من أبناء وبنات الشعب على إمتداد خارطة الوطن. لذلك علينا أن نفكر بعقلية ثورية تجعلنا لا نفكر فيما حدث اليوم في قاعة الصداقة، لكن ماذا سيكون في قادم الأيام ..؟ في تقديري ما سيحدث، سيتوقف على إلتقاط ما هو جوهري وأساسي في ما حدث، لكي يتكامل التشخيص والتحليل والإستنتاج ومن ثم إلتزام الموقف الصحيح، وإتخاذ القرار الصائب.
الموقف الصحيح والقرار الصائب، يحتمان وحدة قوى الثورة لهزيمة أعداء الثورة، الذين تحركهم مصالحهم الضيقة، أكثر من المصلحة الوطنية العليا. هؤلاء الذين إنخرطوا في مشروع الخيانة والعمالة الذي يمثله البرهان، قد عروا أنفسهم بهذا الموقف المخزي.
لذا، على قوى الثورة أن لا تستهين بالأمر وما يحاك من مؤامرات، عليها أن تكون قدر التحدي الذي يفرض ثورة في الوعي، والموقف الوطني وثورة في تفعيل الخطاب السياسي، وثورة في تعزيز وتوسيع إطار التحالفات الوطنية مع القوى الثورية المؤمنة بمشروع التحول
الديمقراطي كامل الدسم الذي يحقق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة.
كلمة أخيرة نقولها: للخونة والإنتهازيين، الذين دعموا مخططات البرهان الشريرة ، الرامية إلى ضرب وحدة قوى الثورة، من أجل ضمان عدم تسليمه رئاسة مجلس السيادة للمدنيين في الشهر القادم.
إنكم بموقفكم الإنتهازي هذا، قد خسرتكم أنفسكم وشعبكم ووطنكم، لأن الدول والأوطان، لا تبنى بالتحالف مع قوى الظلام والفساد والإستبداد، التي لا تؤمن بالديمقراطية، أولاً وأخيراً.
هكذا علمتنا الحياة.
وعلى الباغي تدور الدوائر. هنيئا لكم هذا السقوط. "الشعب أقوى والردة مستحيلة" عبارة قالها: الراحل المناضل بدر الدين مدثر، في إحدى ندواته بعد إنتفاصة مارس إبريل ١٩٨٥م.
ما أشبه الليلة بالبارحة.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
/////////////////////////

 

آراء