الشارع السياسي لا يترقب شيئاً وملّ هذه الترهات !

 


 

عمر خليل علي
25 January, 2014

 


osssm5@hotmail.com
1 .    قبل أشهر طلع (النائب الاول المُقال) بحديث فحواه ان الرئيس معتكف في مصيف اركويت وهو يعد لمبادرة  بإمكانها حل كل مشاكل السودان فترقبوها فروجت لها الصحافة بتحليلات وتفاؤل محير وشغلت المجالس والمنتديات! ومرت الشهور ولم يحدث شيء من ذلك وطلع الموضوع مجرد حبكة واشاعة قصد منها تهدئة الساحة المضطربة من اثار غلاء المعيشة  (طربشة سااااكت) .
2.        وبعدها طلعت اشاعه التغيير الشامل المنقذ للسودان الذي صاحبه زخم من الاشاعات والتحليلات الموضوع طلع (هجم النمر..... هجم النمر) . وتمخض جبل التغييرات وولد شوية تنقلات عاديه في مناصب لا تُحدث اثرا في اقتصاد ولا توقف حروبا قائمة ، وجيء (بحسن بديلا لحسنين) في مناصب مقفولة اكدت المقولة (زيتنا في بيتنا وبرانا) .
3.    وتُروج الحكومة التي اصابها الافلاس السياسي وحزبها حاليا لعصا موسي السحرية التي يمسك بها الرئيس وحده في يده ، وتنشغل الصحف بهذه الاشاعات التي لا يُولِيها معظم الشعب اهتماما (وكلام شي مبادرة الميرغني، وشي كارتر قال ، وشي الصحفيين من نوع (ابو العريف)  يُسَوقون لهذا الافلاس الذي عيشتهم فيه حكومة المؤتمر بعد ان فقدت البوصلة والاتجاهات ولم تستطع اداره وإنقاذ البلاد كما زعمت ووعدت قبل 25 عاما ، ملكت فيه كل شيء الثروة والسلطة والصحافة ، لكنها فشلت فشلا بامتياز أرجع البلاد الي (عهد التركية السابقة) بؤس وفقر وفساد وجبايات  وتفسخ وحروب ، فالشارع لم يعد يرجو خيرا لم يأت خلال ربع قرن طويل مضى من عمره كان يمكن ان يصبح السودان فيه جنة الله في الأرض ، بل الشارع السياسي ، والشارع الذي لا علاقة له بالسياسة لا يترقب شيئا فات أوانه ..!
4 .   المضحك المبكي موضة الحلول التي في عصا موسي المنقذة في يوم وليلة ، والتي تعني انه علينا ان نمسح فترة ربع قرن من الزمان من عقولنا جُرب فيها  كل وصفات وروشيتات امرضتنا وأقعدتنا وشردتنا وأخيرا (طلقوا فينا) ما يسمي بله الغائب الذي تؤكد عدم مسائلته رسميا وشرعيا انهم يريدونا ان نصدق ما يقول وانه يعلم الغيب وما أخفي - استغفر الله العظيم - وهاهي الصحافة تنساق كالبعام وتروج ( لسى بله ، وهناك رابط بين بله والإشاعات والمفاجآت التي في عصا موسي) فما علينا إلا ان ننتظر العصيدة التي تُطبخ علي نار هادئة كما قالوا ، ونفتح افواهنا بهبل ونترقب .
5 .    من يعمل ومن له حلول أحرى به ان يعمل في صمت ولا تسمي مفاجأة وهي يُعلن عنها ، وأعلموا بني وطني ان الحلول التي تأتي من شخص واحد او حزب واحد غير مرجوة وغير مجدية ومحكوم عليها بالفشل في بلد يتشقق كزجاج السيارة الأمامي الذي اصيب (بحصاة في وسطه) في ليله داكنة سوداء وأصبح هذا الزجاج يتشقق وتنتشر شقوقه منذ 25 عاما الي ان استحالت الرؤية تماما من خلاله . ولم يتبق إلا ان ترتطم هذه السيارة المعاقة  وتتحطم وتتفتت اجزاءها وعلي الوطن السلام .
6 .   لا منقذ لهذه البلاد المنهكة إلا وصفة (قومية  انتقالية) لا تستثني احداً تسبق كل الحلول يواكبها تفكيك كامل لدولة التمكين وإعادة صياغتها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ومدنيا وأمنيا وإداريا ، إعادة الصياغة هذه لابد ان تكون بهندسة الجميع (قومية) ولا شيء غير الجميع ، (فالوطن وطن الجميع ).
///////////

 

آراء