البرهان ومجموعته: ومتلازمة “مورو” عند الرُضع .. بقلم / عمر الحويج
كبسولة:-
الشرطة لمجلس الأمن : الشعب السوداني يثور ضد انقلابنا المسالم وخسائرنا فادحة بعد أن نهب أنبوبة غاز مطبخنا والآن نحن نتضور جوعاً
الشرطة لمجلس الأمن : الشعب السوداني يثور ضد إنقلابنا المسالم ويعاملنا بالعنف المفرط ويواجهنا بالغاز المسيل للإنوف ويمزق جيوبنا الأنفية
الشرطة لمجلس الأمن : الشعب السوداني يثور ضد انقلابنا المسالم ونحن واجهناه بالعنف المعقول وقتلنا منهم مائة وأثنين شهيد فقط لاغير.
الشرطة لمجلس الأمن : الحقونا .. بأعجل ما تيسر .. نحن الآن نغرق ..نغرق .. نغرق
***
ماذا جرى لهؤلاء الانقلابيين ومشايعيهم من حركات الهمبتة المسلحة التي فقدت صفة الكفاح المسلح ، عند فقدنا لمصداقيتها، إضافة للمدنيين من الإنتهازيين والنفعيين والمرتزقة ، أظن هذه المجموعات ، قد أصابتهم لوثة عقلية ، وبعضهم مصاب بعقدة الإرتعاب النفسي ، مما سيلحق بهم من عار وشنار (وشمار) ، ومحاكم مفتوحة ومغلقة ، ومنها ما في لاهاي ، وما أدراك ما لاهاي ، لمن ارتكب جرماً مثبتاً ومؤثقاً في حقه ، وهذا الإرتعاب الذي يلازمهم ، في آخر أيامهم بل لحظاتهم الآنية ، ليس له مثيل ، إلا عند الطفل الرضيع ، تجد ردات فعله ، لا يستوعبها العقل ، من الأم والأب ، ومن والاهم من الاقربين ، فلا يعرف لها سبباً إلا الطبيب النفساني المتخصص . لذلك يقف عاجزاً الشخص العاقل غير المتخصص ، عن مد يد المساعدة ، وهو يرى الطفل حين يسمع صوتاً عالياً يأتيه فجأة ، من حيث لا يدري ، فيتشنج جسمه ويتوتر ، ويرتعش ، أو يسقط من علِِ ، غير شاهق ، كما س(يسقط بس) البرهان ، فتنكمش أعضاء جسده ، ويرتجف . يسميها علماء النفس "بمتلازمة مورو" عند الرضيع . هؤلاء الناس ، أعني المجموعات أعلاها المذكورة بالاسم والعنوان ،لديهم متلازمة الرضيع هذه ، القوا نظرة إلى تصريحاتهم في الأونة الأخيرة لقد اصابها الجنون .
لنبدأ أولاً برئيسهم ، أوشيخهم (غير المُنَصَب من إسلامييه لعدم الكفاءة) ، لنراه راي العين ، وبصورة جلية ، في إطلالته مع قناة الحرة ، ومذيعتنا النبيهة ، التي وضعته في خانة "اليك" كم نقول في مثل هذه الحالة العصيبة ، التي هو فيها . دققوا لغة الجسد لديه ، في العيون الزائغة ، في الأيدي المتشبثة بأطرافه ، بالاحساس الذي يرسله لك ، بأنه يرغب في الهروب من هذا المأزق ، ومن هذه المذيعة "اللَّصَقَة" التي لم تجعله يأخذ نفسه ، وهي تلاحقه بالأسئلة المحرجة والمحرمة عنده ، أما عقله الباطن والآخر الواعي أيضاً ، فلم يكونا معه البتة ، فقد تركهما بعيداً في مكان مجهول ، لو سالته المذيعة أين هو هذا المكان ، لرد دون تردد ، أنه قابع تحت رحمتها ، في جحر ضب ، استمعوا جيداً، لإجابته عن المظاهرات والقتل المجاني فيها ، أجاب المذيعة عن السؤالين "أكيد" قالها بكلمة وحيدة ، لا ثاني لها ، رددها مذهولاً في الإجابتين ، ولا يعرف أنها إجابة ، ستؤدي به إلى حبل المشنقة للمرة ألف والالآف السابقات ، فجرائم القتل عنده متعددة ، وهي لاتُحصى ، ولا تُحصر .
يكفينا منه ذلك ، لنرى أيضاً ماذا عند حوارييه ومنافقيه ومرتزقته ، أما هؤلاء فمتلازمة "مورو" ظهرت عليهم أعراضها ما قبل نمو العقل والجهاز العصبي كما الرضيع ، فأصبحت تصريحاتهم ، مما لا يقبله عقلنا ولا جهازنا العصبي ، ولا المنطق السوي ، ولا العرف السياسي ، ولا الدبلوماسية الذكية وغير الذكية . كما عند بلعيش المغربي ممثل الاتحاد الأفريقي ، وراعي مناجم ذهبنا المنهوب ، فها هو مناوي ، يأتينا بما لم يأتي به الأولون ولا الآخرون ، ولأنه لايدري ماذا في العالم من إجراءات وقوانين وضوابط ، ويبدوا أنه يتصور أنها أُتّخِذت من خلف ظهره ، دون اخطار سيادته مسبقاً، ودون علمه ، فهو يتسآءل باندهاش ، ما دخل نادي باريس بما يحدث عندنا ، وماله ومالنا ، وكيف له أن يقرر وقف القرارات الخاصة بالغاء الديون عن كاهل السودان المثقل بغيرها من المصاعب ، التي أفرزها انقلابهم المشؤوم ، ويكفينا ذلك من الحاكم بدون أمره مناوي .
ولنذهب إلى جبريل إبراهيم ، المتشبث و(المكنكش) في عنق رحِم وزارة المالية ، والتي يقول أنه لن يتركها ، إلا على جثتي"وهذه مني وليست منه ولكنها لسان حاله" مكملاً قولته حتى لو زال الإنقلاب وزال معه البرهان ، ومجلس سيادته الموقر ، والظن أنها آلت إليه بالوراثة من أجداده الأقدمين ، والناس نيام .
ولنتركه لغيره ، لنبحث عن الآخر . الأردول ، ذلك الذي نالته ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر ، ومعها منظومة العبقرية الشعبية التي انتجتها مع مر العصور . الموسومة بألف ليلة وليلة ، بشهر زادها النضرة ، لتحكي له ، قصة قصره الذي شاده أو في طريقه للتشييد ، من سبائك الذهب الخالص "عيار كم" ليس في علمي ، ما أعلمه أنه ، سال من شعره وجيبه وما خفي أعظم من الذهب وما انسكب .
أما عسكوري الذي لا يقبل بإهانة كرامته المحفوظة حقوقها ، فحين سأله مراسل الجزيرة مباشر ، للتفضل بإعطائه تصريح عن اجتماع الأحد بفندق الروتانا ، "والذي راح شمار في مرقة ، وخرج من فندقه ولم يعد" في يوم مولده غير المرغوب فيه ، رد عليه بجلافة الغضبة المضرية والمشهودة ، في تلك الليلة الليلاء ، تذكرونها ، "أنا لا أتعامل مع قناة الجزيرة مباشر" ، وفي ظني أنها صولة الأسد الهصور ، المجروحة كرامته ، أو هي ربما تكون "سَدة بسَدة" ، كما تقول عاميتنا ،حين حدث ما حدث له مثل غيره . وقس ايها القارئ على ما أتى إلي سمعك ، من نوادر تصريحاتهم أو ترهاتهم. وماذكرته منها هنا ، كان عرض العينة والمعاينة بغرض الشراء لمن رغب فقط .
فلنتركهم ، هؤلاء الرُضع أصحاب "متلازمة مورو" المتعلقة بارتعاب الرضيع ، وأعنيهم وليس الرضيع ، وما يصيبهم من الخوف والزعر والمصير المنتظر ، لمعالجتهم من أمراضهم النفسية ، حتى يأتيهم دواءهم الشافي من أدوائهم المستعصية ، حيث الملتقي بهم في الصيدلية الثورية الكائنة عند ملتقى الشوارع التي لا تخون ، في تمام الساعة الواحدة ونصف بتوقيت الثورة في 30 يونيو القادم ، او ما بعدها ، فليل الثورة فينا ما زال جيلاً راكب الرأس ، وليس طفلاً فهو ينهض ينمو ، لا يحبو ، يوم الثورة المستمرة والردة المستحيلة .
omeralhiwaig441@gmail.com