البرير والدوبلير .. العقوبات بالتقسيط !!

 


 

 


najeebwm@yahoo.com
إن فوكس

عرفنا مهنة الدوبلير من خلال مشاهدتنا للأفلام السينمائية وتتمحور في قيام شخص بتأدية الأدوار الصعبة والخطرة التي يعجز بطل الفيلم  عن تأديتها وهي مهنة خاصة وتتطلب قدرات ومهارات خاصة وقوة جسدية تتحمل الضرب الطبيعي وغيره من الأدوار الأخرى وتعتبر من الأدوات المهمة جد في عالم السينما وخاصة أفلام الأكشن والمغامرات  ولذلك الدوبلير لا يمكن الاستغناء عنه.
مهنة الدوبلير إنتقلت من السينما إلى السياسة خلال الحرب العالمية الأول  علي يد الزعيم النازي هتلر والانجليزي تشرشل ثم توسعت دائرة عمل الدوبلير في السياسة وأصبح معظم زعماء العالم يستعينون بدوبليرات شبيهة لهم للظهور في الأماكن العامة والمكشوفة التي عادة ما تكون محفوفة بالمخاطر وفي نفس الوقت يكون الزعماء الأصليين في أماكن آخري أو اجتماعات سرية وهكذا تمويه ثم ما لبث دور الدوبلير أن اجتاح الحياة العامة إذ يتقدم المتهم الذي لم يكن في مسرح الأحداث طواعية للحلول محل المتهم الحقيقي وتحمل العقاب بالسجن أو الأشغال الشاقة بدلا منه مقابل مبلغ مالي معين في بعض الجرائم وبالطبع لا تصلح ممارسة هذه المهنة مع كل الجرائم، ولكنها تنتشر في أوساط جرائم المخدرات حيث يتقدم أحد صبيان المعلم الكبير يشيل القضية بدل المعلم الكبير بعد الاتفاق على الأمور المالية من ضمنها يقوم المعلم بتوكيل محام للدفاع عنه في محاولة مستميتة للحصول على البراءة وفى حال البراءة يتقاضى مكافأة ضخمة وفى حال الإدانة يتكفل المعلم رعاية والديه أو زوجته وأولاده إذا كان متزوجا.
في ملعب الهلال (المقبرة) حصل العكس حيث سدد رئيس نادي الهلال لكمة خطافية إلى حكم مباراة الترجي والهلال الجزائري جمال حمودي   أثناء توجه إلى غرف الحكام بعد انتهاء الحصة الأولى التي انتهت بهدف للترجي. 
رئيس نادي الهلال المتهم الأول ينكر التهمة الموجه إليه ويدعي أنه ادخل المستشفى قبل نهاية المباراة ومجلس إدارة الهلال يلوي عنق الحقيقة وينفي ما حدث ويهدد بمقاضاة مروجي الشائعة وحتى الآن لم نسمع أن مجلس الهلال رفع دعوى قضائية ضد صحيفة أو صحفي ولا زالت الصحف تتناول الموضوع وإدارة الهلال لم تحرك ساكناً وأمين عام النادي يعتذر للزميل رضا الشيخ عن الحضور إلى برنامج عالم الرياضة الذي ضرب معه موعدا مسبقاً للحديث عن مباراة الهلال القادمة في تونس وحادثة الاعتداء على حكم مباراة الهلال والترجي وسيظل أعضاء مجلس إدارة الهلال في هروب من وسائل الإعلام حتى تنتهي قضية البرير مع الكاف لأنهم يتلقون الأوامر منه رغم تجميد نشاطه فهو صاحب الكلمة الأخيرة في المجلس ولا صوت يعلو فوق صوته!!. 
أعضاء مجلس إدارة الهلال عندما عرفوا إن هذه المشكلة ستعصف بفريقهم من المنافسة فكروا الإستعانة بدوبلير ووقع الإختيار على المشجع الهلالي عادل رجب الذي اعترف لوسائل الإعلام بأنه الفاعل وأته ميسور الحال وقام بهذا التصرف تجاه حكم المباراة لأنه ظلم الهلال وهو يعشق الهلال ولكنه عاد وأنكر علاقته بالحادثة بعدما عرف أن القضية ستتفاقم بعد الخطاب الذي أرسلته لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) لإتحاد كرة القدم السوداني لتسليمه إلى مجلس إدارة نادي الهلال وذلك بإخطار رئيسه الحضور إلى مقر الاتحاد في القاهرة للمثول أمام لجنة الانضباط يوم التاسع من أكتوبر بناء على التقارير التي تسلمها من حكام المباراة والمراقب والمنسق الأمني بخصوص اعتدائه على حكم مباراة الهلال والترجي في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة أبطال إفريقيا ولكن الرئيس المجمد لم يحضر ويدعي المرض ويوفد محامي برفقة نائب أمين مال  النادي إبراهيم خالد لمقابلة اللجنة كنت أتمنى حضوره شخصياً طالما أنه برى من هذه التهمة ففي المحاكم يسمح للمتهم بالدخول على سرير متحرك لقد شاهدنا الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على سرير متحرك طوال جلسات محاكمته.
المجلس الأعلى للشباب والرياضة عندما عرف أن الاتحاد الأفريقي أستدعي البرير للمثول أمام لجنة الإنضباط لأن كل الأدلة ضده ولذلك أصدر قراراً بتجميد نشاطه إلى حين المثول أمام لجنة تقصي الحقائق التي كونها الوزير، في إعتقادي إن القرار جاء متأخراً وما هو إلا محاولة لحفظ ماء وجه الوزارة، ولذلك ستظل الكرة السودانية تسير عرجاء في ظل وجود هذه القيادات المتأسفة التي تفتقد إلى أدوات تطوير.
العقوبة التي أصدرتها لجنة الانضباط التابعة ها للإتحاد الإفريقي ( الكاف) بحق رئيس نادي الهلال والمشجع الهلالي الذي يبحث عن الشهرة يشوبها الكثير من الغموض ويحيط بها الكثير من الشبهات لأنها لا تتناسب مع حجم الجرم الذي ارتكبه كنا نتوقع أن تكون العقوبة رادعة استناداً على  التقارير التي تسلمتها من حكام المباراة والمراقب والمنسق الأمني بالإضافة إلى شهادة عضو مجلس إدارة الاتحاد العام محمد سيد احمد ومداخلة الحكم الدولي المتقاعد الطاهر محمد عثمان على قناة قون الرياضية حيث أكدا الاثنان حادثة اعتداء البرير على الحكم التي تناقلتها كل وسائل الإعلام السودانية والأجنبية وتعد شاهد إثبات في الحادثة ولا تحتاج إلى مزيد من الأدلة والمستندات كما تزعم اللجنة التي تتعامل مع العقوبات بالتقسيط وهذا هو حال كل اللجان في الكاف والفيفا  فوضى يؤطرها الفساد الإداري والمالي.

 

آراء