البشير ومحمود أحمدي نجاد والخوف من الشارع

 


 

سارة عيسى
8 December, 2009

 

لا   يمكن مقارنة الرئيس البشير بأحمد نجاد ، صحيح أن كل الرئيسين يمقتان صوت الشارع ، يتمسكان بالحكم ، يقمعان الشعب بشتى السبل ، لكن أحمد نجاد هو صانع إيران النووية ، كما هو الرجل الذي جعل إيران تتمدد في العراق وأفغانستان ولبنان واليمن ، وهو الرجل الذي جعل شغل العالم الشاغل هو الملف النووي ، لكن لا يملك أحمد نجاد قوته من المؤسسة العسكرية فقط ، بله هو يعتمد على دعم المرجع الأعلى السيد/علي خامنيئ ، فمهما أشتعل الخلاف بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران إلا أن الخطوط الحمراء  تظل محفوظة ، الجميع يقولون نعم للجمهورية الإسلامية ، والجميع يقولون لا صوت يعلو فوق صوت المرجع ، لذلك ظلت إيران متماسكة كدولة ولم تسقط على الرغم من كل التحديات التي واجهتها ، حتى الخيار القومي لتفكيك الجمهورية قد فشل ، فإيران أيضاً تضم فئات قومية غير متجانسة ، فرئاسة الجمهورية فهي من حظ الفرس ، أما المرجع الأعلى فهو من قومية الأذر ، وهؤلاء هم أقلية في إيران ويتم التندر عليهم وإتهامهم بالغباء ، هذه السمات التي أكتسبتها الدولة الإيرانية غير موجودة في السودان ، نحن لا نؤمن بعقيدة المرجع الأعلى ، كما أن الدولة السودانية ليس لها الطموح القومي مثل إيران ، فعوضاً عن المشروع النووي فنحن نملك الرئيس البشير كرمز للعزة والكرامة ، وقضيتنا مع المجتمع الدولي هي الخلاف على طبيعة التهم التي تم توجيهها للرئيس البشير ، أما تقاسم السلطات فحدث ولا حرج ، فتركيبة المؤتمر الوطني الحالية تقول أن الشمال هو الحاكم وبقية مناطق السودان الأخرى هي المحكومين ، وعندما تمت المفاضلة بين الدكتور علي الحاج والأستاذ/علي عثمان محمد طه حول منصب نائب الرئيس أنقسمت الحركة الإسلامية فأختارت الحركة  إبن الشمال البار  على إبن الغرب العاق على الرغم من الأسطورة التي تقول أن الدكتور علي الحاج أول من اقام الأذان في مسجد الجامعة  ، ثم أعتقد الناس أن نيفاشا سوف تضع نهايةً لهذه الدوامة ، لكن المحصلة النهائية ذكرت أن هذه مجرد أضغاث أحلام ، إتفاقية نيفاشا شرعنت لحزب المؤتمر الوطني ما كان يريده ، وبالأمس دخل القائد التاريخي باقان أموم السجن ، أما القائد ياسر عرمان فقد خرج من السجن للمستشفى ، هكذا ماتت إتفاقية نيفاشا في المهد ، فحرية التعبير وقضايا التحول الديمقراطي رعتها إتفاقية نيفاشا ، فإن فشل القائدان ياسر عرمان وباقان أموم في نيل حقوقها فكيف ينال بقية الشعب السوداني حقوقه ؟؟ ، فقد كان حزب المؤتمر الوطني يخرج الطلاب ، الجنود ، موظفي الخدمة المدنية للتظاهر ضد المحكمة الدولية ، على الرغم أن هناك خلافاً بين السودانيين حول  هذه المحكمة ، لكن حزب المؤتمر الوطني صّور أن الأزمة هي  بين الشعب السوداني وأوكامبوا ، فكانت الخرطوم تتبرج وتخرج للهتاف ضد أوكامبو ، وكان الحزب والدولة ينفقان على تلك النظاهرات ، لكن لماذا يرفض حزب المؤتمر الوطني اليوم التظاهر من أجل المطالبة بالحقوق ؟؟ ولماذا يكون التظاهر هو حق مملوك لحزب المؤتمر الوطني بينما تُحرم منه باقي القوى السياسية ؟؟، الدرس الذي أستفدناه من يوم الإثنين أن السودان قد عاد بالفعل لعهد التسعينات ، وأن أي إنتخابات سوف تُجرى سوف تكون على نسق البشير-كيجاب التي جرت قبل أكثر من عشر سنوات ، والمضحك في الأمر أن أحد الذين يوصفون بالقياديين البارزين في حزب المؤتمر الوطني وهو السيد/حاج ماجد سوار ، وهو طالب بجامعة الخرطوم تسبب في ضياع عام دراسي كامل ، ذلك عندما  طلب منه عميد كلية القانون بجامعة الخرطوم أنذاك بتخفيض صوت المايكرفون لأن هناك طلاب في قاعة المحاضرات ، ردة الفعل أنه قام بصفع عميد الكلية أمام الطلاب ثم أعتبر أن هذا الإلتماس هو خدش لحرية التعبير ، تحدث حاج ماجد سوار عن الأخوين ياسر وأموم بصورة غير مهذبة حيث كان يردد لقناة العربية بوصفهما "بالشخصين " من دون أن يشير إليهما بالإسم  ، حيث قال أن الشخص الأول تعدى على الشرطة ، وأما الشخص الثاني فلم يتم إعتقاله لأنه يملك حصانة ..والحديث مستمر عن ياسر عرمان ..فإنه ركب عربة الشرطة بنفسه ، أي أن الأخ ياسر عرمان قد أعتقل نفسه .

سارة عيسي

 

sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]

 

آراء